نتنياهو يتوعد بالقضاء على إمبراطورية إيران ويبرر العدوان: تهدد وجود إسرائيل والشرق الأوسط
آخر تحديث: الثلاثاء 17 يونيو 2025 - 11:46 م بتوقيت القاهرة
الأناضول
توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، بالقضاء على ما سماها "الإمبراطورية الإيرانية الشريرة"، مبررا العدوان عليها بالادعاء أنها "تهدد وجود" بلاده والشرق الأوسط بأسره.
جاء ذلك خلال مقابلة إعلامية أجرتها معه القناة "14" العبرية الخاصة، التي تمثل جمهور اليمين القومي في إسرائيل، وهي الأولى لنتنياهو منذ بدء العدوان الواسع على إيران قبل 5 أيام.
واستغل نتنياهو المقابلة لتبرير عدوان إسرائيل على إيران، الذي بدأ بدعم أمريكي الجمعة الماضي، وشمل قصف منشآت نووية، وقواعد صواريخ، واغتيال قادة عسكريين، وعلماء نوويين، ما أسفر عن 224 قتيلا و1277 جريحا، فيما ترد طهران بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، خلفت نحو 24 قتيلا ومئات المصابين.
وقال نتنياهو: "نقضي على الإمبراطورية الإيرانية الشريرة التي تهدد وجودنا، والشرق الأوسط بأسره، وأجزاء كثيرة من العالم"، على حد زعمه.
ومضى زاعما: "إذا سمحنا للإيرانيين، لا قدر الله، بتسليح أنفسهم بالأسلحة النووية والصواريخ الباليستية، فسيطلقونها ليس على المدن الإسرائيلية فحسب، بل على العالم أجمع. ونحن نسعى لمنع ذلك".
ورغم الضربات الكبيرة التي تلقتها إسرائيل، وشملت مواقع عسكرية وبحثية واقتصادية استراتيجية جراء الرد الإيراني بالصواريخ والمسيرات، روج نتنياهو لصورة وردية للعدوان على إيران.
وتابع مدعيا: "في خمسة أيام قلبنا الموازين"، وفتحت إسرائيل "طريقا جويا إلى إيران بعد سلسلة اغتيالات استهدفت مسؤولين أمنيين ونوويين إيرانيين كبارا".
وأضاف: "وجهنا للإيرانيين ضربة ساحقة شملت قيادتهم العسكرية وعلماء الذرة لديهم (...) تمت تصفيتهم، الواحد تلو الآخر. هم يستبدلون القادة ونحن نصفيهم، ونواصل تصفية مخازن تصنيع الصواريخ لديهم أيضا".
وهاجم نتنياهو بشدة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، وادعى أنه هو من مهد الطريق للبرنامج النووي الإيراني.
وقال: "أوباما أقنع الجميع بالدخول في الاتفاق (النووي مع إيران) بدافع الخوف من أن أقود هجومًا آخر" ضد طهران.
ووصف هذا الاتفاق بأنه "فاضح"، معتبرا أنه مهد للإيرانيين "طريقا ذهبيا بمئات المليارات من الدولارات، ليتمكنوا من تخصيب اليورانيوم، وتطوير أجهزة طرد مركزي متقدمة، والاقتراب من القنبلة"، وفق زعمه.
ومنتصف عام 2015، توصلت إدارة أوباما وخمس دول كبرى هي روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، إلى اتفاق مع إيران عُرف رسميا باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة".
ونص الاتفاق على تقليص برنامج إيران النووي بشكل كبير، بما في ذلك تقليص مخزون اليورانيوم المخصب وعدد أجهزة الطرد المركزي، مقابل رفع تدريجي للعقوبات الدولية المفروضة على طهران.
ومبررا مبادرة إسرائيل بالعدوان على إيران، اعتبر نتنياهو أن اغتيال تل أبيب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في سبتمبر 2024 "غير الوضع تماما" بالنسبة إلى الإيرانيين.
وقال مدعيا: "كنت أعلم أنه بمجرد أن نصفي نصر الله، سيسقط المحور (الإيراني)".
وواصل ادعاءاته: "كان واضحا لي أنه بعد أن صفينا المحور الإيراني، لم يتبق لهم (الإيرانيين) سوى الإسراع نحو السلاح النووي. وما كانوا يفعلونه ببطء، بدأوا فجأة يفعلونه بسرعة. بدأوا تنظيم ما يُسمى 'التسلح'، أي تحويل اليورانيوم المخصب إلى سلاح".
لذلك، وفق ادعاءات نتنياهو، "كان هناك ضرورة للهجوم (الإسرائيلي على إيران)، فبمجرد أن يكون لديهم (الإيرانيين) ذلك، تصبح القصة مختلفة. هذا خطر على وجودنا ذاته. ولهذا أعطيت تعليمات بالتحرك فورا لإحباط البرنامج النووي".
وحسب نتنياهو، فإن التهديد الرئيسي الآخر بالنسبة إلى إسرائيل هو برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني.
وزعم أن الإيرانيين "كانوا يخططون لإنتاج 300 صاروخ باليستي شهريا (...) وفي غضون 6 سنوات 22 ألف صاروخ (...)، لذلك كان لدينا تهديد مزدوج هنا، وقلتُ إن التوجيه كان للقضاء على هذا التهديد وهذا التهديد معا".
وفيما يتعلق بالتحضيرات للهجوم، قال نتنياهو مدعيا: "الخطة تم بناؤها خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من ناحية عنصر المفاجأة، عبر المعلومات الاستخبارية التي كشفت لنا أماكن تواجد علماء الذرة. كانت توجيهاتي: حيدوا العلماء".
وزعم نتنياهو أنه "بعد الحرب، سنشهد شرقا أوسط مختلفا، سنرى واقعا جديدا لم نره من قبل"، دون تفصيل ملامح ذلك.
ويُعد الهجوم الإسرائيلي الحالي على إيران الأوسع من نوعه، ويمثل انتقالا واضحا من "حرب الظل" التي كانت تديرها تل أبيب ضد طهران عبر التفجيرات والاغتيالات، إلى صراع عسكري مفتوح يتجاوز ما شهده الشرق الأوسط منذ سنوات.
وجاء هذا الهجوم بينما كانت واشنطن وطهران منخرطتين في جولات تفاوضية للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامج إيران النووي.