سي إن إن: ضربات إسرائيل على إيران حرب أخرى بلا استراتيجية خروج

آخر تحديث: الثلاثاء 17 يونيو 2025 - 10:12 ص بتوقيت القاهرة

محمد هشام

- نظرية الضغط العسكري على الخصم لتقديم تنازلات لم تُجبر "حماس" على الرضوخ في غزة

اعتبرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، أن الضربات الإسرائيلية على إيران تمثل حرب استنزاف أخرى طاحنة وخطيرة بلا حدود زمنية أو استراتيجية خروج، على غرار الحرب المتواصلة على قطاع غزة.

وقالت الشبكة الإخبارية الأمريكية في تحليل مطول عبر موقعها الإلكتروني إنه "رغم النجاحات المبكرة المذهلة التي حققتها الضربات الإسرائيلية غير المسبوقة على إيران، إلا أن عطلة نهاية الأسبوع التي شهدت قصفًا مكثفًا وردود فعل انتقامية تُثير تساؤلات حول استراتيجية إسرائيل للخروج وكيف يُمكنها إنهاء هذا الصراع وتحقيق أهدافها الطموحة".

وأضافت الشبكة أنه "بينما تهاجم الطائرات الحربية الإسرائيلية المواقع العسكرية والنووية الإيرانية دون أي مقاومة تذكر، قتل وأصيب عشرات الإسرائيليين في هجمات إيرانية انتقامية".

وأشارت إلى أن رفض الولايات المتحدة - على الرغم من مساعدتها لإسرائيل في صد الهجمات الصاروخية الإيرانية - المشاركة حاليًا في مهاجمة إيران، يُجبر تل أبيب على إعادة تقييم ما يُمكن أن تُحققه عملياتها العسكرية".

ونقلت "سي إن إن" عن مصدر إسرائيلي قوله: "ستكون النهاية دبلوماسية، وليست عسكرية"، مضيفا أن "إسرائيل تأمل الآن أن يضعف عملها العسكري المستمر قوة إيران التفاوضية في أي محادثات نووية مستقبلية".

ونوهت الشبكة الأمريكية إلى أن هذه النظرية نفسها، القائلة بأن العمل العسكري الإسرائيلي سيضغط على الخصم لتقديم تنازلات، لم تُجبر حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة على الرضوخ.

وأشارت "سي إن إن" إلى أنه "رغم نجاح إسرائيل في قتل علماء نوويين إيرانيين رئيسيين، وضرب منشآت تخصيب اليورانيوم، فإن إلحاق ضرر دائم بالبرنامج النووي الإيراني لا يزال يتجاوز قدراتها"، موضحة أن بعض أهم المواقع مدفونة عميقًا تحت الأرض مثل منشأة فوردو للتخصيب في شمال إيران، والمبنية داخل جبل".

ورأت الشبكة الإخبارية الأمريكية أنه بدون التدخل العسكري الأمريكي، بما في ذلك الدعم اللوجستي والقوة النارية الخارقة للتحصينات، فإن إيران قادرة على الصمود في وجه القصف الإسرائيلي المطول.

وأشارت إلى خلل آخر في الاستراتيجية الإسرائيلية؛ فحتى لو تم تدمير جميع المنشآت النووية، من الممكن إعادة بنائها في نهاية المطاف على يد نظام يتمتع بخبرة مؤسسية في المجال النووي.

وتابعت: "إذا نجا النظام الإيراني من الهجوم الحالي، سيجد أن الردع النووي، وليس اتفاقًا نوويًا جديدًا، هو أفضل دفاع ضد أي هجوم مستقبلي".

واختتمت الشبكة الإخبارية الأمريكية تحليلها قائلة إن هذه ليست المرة الأولى التي تغرق فيها إسرائيل في صراع بلا استراتيجية خروج واضحة، فحربها المستمرة في غزة، والتي بدأت في أكتوبر 2023 تهدف إلى تدمير حماس وتأمين إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين في القطاع، لكن لا توجد حتى الآن خطة واضحة لما سيلي ذلك، مشيرة إلى أن الإسرائيليين حاليًا يواجهون حرب استنزاف أخرى طاحنة وخطيرة، بلا حدود زمنية ولا نهاية واضحة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved