تقرير: إسرائيل لا تستثني دور العبادة من العدوان وتقصف 3 كنائس منذ بدء الإبادة في غزة
آخر تحديث: الخميس 17 يوليه 2025 - 2:40 م بتوقيت القاهرة
غزة / الأناضول
- غارة على كنيسة "العائلة المقدسة" الخميس أصابت نازحين فلسطينيين بينهم الأب جبرائيل رومانيللي
- الجيش الإسرائيلي قصف كنيسة القديس برفيريوس في 10 و19 أكتوبر 2023 ما خلف دمارا وضحايا
- قصف ساحة مستشفى المعمداني (جزء من مباني كنيسة المعمداني) في 17 أكتوبر 2023 قتل 500 مريض ونازح
- استهداف الكنائس ينتهك حقا أساسيا مكرسا في القانون الدولي لحقوق الإنسان وهو الحق في حرية الدين والمعتقد وعدم التعرض لدور العبادة
لا تستثني إسرائيل دور العبادة من غاراتها الدموية والمدمرة على قطاع غزة، حيث قصفت ثلاث كنائس، ضمن حرب مستمرة منذ نحو 22 شهرا.
أحدث هذه الكنائس هي كنيسة "العائلة المقدسة" شرقي مدينة غزة، إذ قصفتها إسرائيل صباح الخميس، ما أصاب نازحين فلسطينيين، بينهم الأب جبرائيل رومانيللي، كاهن رعية الكنيسة.
وخلال حرب الإبادة المتواصلة منذ 7 أكتوبر 2023، لم تعد كنائس غزة مجرد دور عبادة، بل تحولت إلى ملاجئ للأسر النازحة هربا من القصف الإسرائيلي.
وإضافة إلى "العائلة المقدسة"، سبق أن قصف الجيش الإسرائيلي كنيستي "القديس برفيريوس" و"المعمداني"، ما خلف قتلى وجرحى بين المدنيين الفلسطينيين، وأثار إدانات واسعة.
وقال شهود عيان لمراسل الأناضول إن غارة إسرائيلية استهدفت كنيسة "دير اللاتين ـ العائلة المقدسة" في حي الزيتون شرقي مدينة غزة.
وأضافوا أن عشرات المسيحيين كانوا قد نزحوا إلى الكنيسة، بعد أن هجرتهم إسرائيل من منازلهم.
وأدى القصف الإسرائيلي إلى إصابة نازحين بينهم الكاهن رومانيللي الذي أصيب في قدمه، ونُقل إلى مستشفى المعمداني بمدينة غزة لتلقي العلاج.
بدورها، أكدت البطريركية اللاتينية في القدس، عبر بيان، أن كنيسة "العائلة المقدسة" تعرضت لهجوم إسرائيلي، أسفر عن إصابة فلسطينيين، بينهم الأب رومانيللي كاهن الرعية.
وأفادت بأن "أضرارا جسيمة" لحقت بمبنى الكنيسة.
وأدانت رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، عبر منصة إكس، قصف إسرائيل الكنيسة، مؤكدة أن هجماتها على المدنيين الفلسطينيين "غير مقبولة ولا يمكن تبريرها".
ويرصد مراسل الأناضول في هذا الإطار الكنائس المستهدفة إسرائيليا منذ بداية حرب إبادة على غزة:
** كنيسة العائلة المقدسة
تعرضت للاستهداف مرات عدة خلال الحرب، ما أسفر عن ضحايا مدنيين.
وعن نشأة الكنيسة، حسب البطريركية اللاتينية في القدس، فقد بلغ عدد اللاتين بغزة خلال فبراير/ شباط 1881 نحو 71 شخصا.
وآنذاك، بدأ التخطيط لبناء كنيسة ومدرسة، إضافة إلى شراء قطعة أرض لإقامة مزار يخلد مرور العائلة المقدسة في غزة أثناء رحلتها إلى مصر.
وفي 1879، وصل الكاهن النمساوي الأب جورج غات إلى غزة، واشترى ثلاثة بيوت قديمة لبناء كنيسة مكانها، إلا أن اندلاع الحرب العالمية الأولى (1914-1918) حال دون إنجاز المشروع.
ومع اندلاع حرب عام 1948، ووفود مئات المهجّرين إلى غزة، وبينهم عدد كبير من الكاثوليك، عاد الاهتمام ببناء كنيسة كبرى، فشيد الأب حنا النمري كنيسة "العائلة المقدسة" عام 1965.
وتعد الكنيسة من أهم المراكز الدينية للمسيحيين في غزة، حيث تستخدم للصلاة وتقديم الدعم الروحي للمجتمع المسيحي الفلسطيني.
كما أنها كانت مركزا ثقافيا ومجتمعيا ينظم العديد من الأنشطة الدينية والاجتماعية في المنطقة.
** كنيسة القديس برفيريوس
أقدم كنيسة في غزة، وثالث أقدم كنيسة في العالم.
يعود تاريخ تأسيسها إلى القرن الخامس الميلادي، وتقع في حي الزيتون، وسميت نسبة إلى القديس برفيريوس، حيث تحتضن قبره.
لأكثر من مرة تعرضت الكنيسة لاستهداف إسرائيلي مباشر، الأول في 10 أكتوبر 2023، ما تسبب بدمار كبير.
وبعد تسعة أيام، استهدفها الجيش الإسرائيلي مجددا، ما تسبب بانهيار مبنى في الكنيسة بالكامل، وخلف قتلى وجرحى بين نازحين مدنيين كانوا بداخلها.
** كنيسة المعمداني
تتبع للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية في القدس المحتلة، وتم تأسيسها عام 1882 على يد بعثة تبشيرية تابعة لإنجلترا.
هذه الكنيسة تخدم 200 شخص، وتتكون من 6 طوابق بينها: الأول والثاني مكتبة بها كتب مسيحية وغير مسيحية، والرابع مخصص للتوعية، والخامس صالة ضيوف واجتماعات، والسادس قاعة عبادة.
ارتبط اسم كنيسة المعمداني في مدينة غزة بمجزرة مروعة، إذ تعرضت ساحة المستشفى المعمداني، وهي جزء من مباني الكنيسة، لقصف إسرائيلي في 17 أكتوبر 2023.
وأسفر هذا القصف عن استشهاد نحو 500 فلسطيني من مرضى ونازحين كانوا موجودين في المستشفى.
وإضافة إلى الكنائس دمرت إسرائيل عشرات المساجد في غزة بشكل كلي، وألحقت أضرارا كبيرة بعشرات أخرى، وفق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان.
واستهداف دور العبادة ينتهك حقا أساسيا مكرسا في القانون الدولي لحقوق الإنسان، وهو الحق في حرية الدين والمعتقد وعدم التعرض لدور العبادة.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 198 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.
ومنذ 18 عاما تحاصر إسرائيل غزة، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.
وتحتل إسرائيل منذ عقود فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.