رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصرى الديمقراطى لـ«الشروق»: فترة الدعاية لانتخابات «الشيوخ» غير كافية.. وضعف المشاركة التحدى الأكبر
آخر تحديث: الخميس 17 يوليه 2025 - 7:26 م بتوقيت القاهرة
محمد فتحى
- كنا نأمل فى تعديل النظام الانتخابى.. والقائمة المطلقة تعطى شعورًا لدى الناخب بأن نتائجها محسومة
قال رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى بمجلس الشيوخ، محمود سامى الإمام، إن الحزب يخوض انتخابات مجلس الشيوخ بعدد محدود جدًا من المرشحين على المقاعد الفردية، لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة، مفسرا ذلك بصعوبة خوض المنافسة الفردية فى ظل اتساع الدائرة الانتخابية التى تغطى محافظة بأكملها، مما يجعل مهمة الترشح شديدة الصعوبة بالنسبة للمرشح.
وفى تصريحات لـ«الشروق»، بيَّن سامى أن خوض الانتخابات على مستوى المحافظة يتطلب وجود عدد كبير من الكوادر لتغطية مختلف المراكز من الشمال إلى الجنوب، وهو أمر غير متاح لكثير من الأحزاب، بما فيها الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، ما دفع الحزب لتوفير جهوده والتركيز بشكل أكبر على الانتخابات البرلمانية لمجلس النواب، حيث تكون الدوائر أصغر وفرص المنافسة الفردية أكثر واقعية.
واعتبر سامى أن الحزب يتبع آلية ديمقراطية صارمة فى اختيار مرشحيه، وذلك عبر لجنة انتخابية شملت 16 عضوًا يمثلون مختلف الأمانات الجغرافية، موضحًا أن المعايير التى استندت إليها اللجنة فى تقييم المرشحين شملت مدى تواجد المرشح داخل الحزب، وشعبيته فى دائرته، وانخراطه فى الأنشطة الحزبية، والتزامه بمواقف الحزب، خاصة فى اللحظات السياسية الصعبة مثل التعديلات الدستورية أو ترسيم الحدود مع السعودية.
وأشار إلى أن التزام المرشحين بالأيديولوجية الحزبية المرتكزة على الديمقراطية الاجتماعية كان من العوامل الحاسمة فى عملية التقييم، مؤكدًا أن هذه الرؤية الفكرية تميز الحزب عن كثير من الأحزاب التى لا يمكن تحديد توجهاتها بشكل واضح.
وانتقد سامى قِصر الفترة الزمنية المخصصة للدعاية الانتخابية بالنسبة لانتخابات مجلس الشيوخ، معتبرًا أن ثلاثة أسابيع غير كافية لمرشح يسعى لتغطية محافظة بأكملها، خاصة فى ظل غياب الزخم الانتخابى، وضعف الحملات الدعائية، وعدم وجود إحساس حقيقى لدى المواطنين بوجود انتخابات قريبة.
وأوضح أن تأخر إعلان النظام الانتخابى، وتأجيل المناقشات بشأنه حتى اللحظات الأخيرة، أدى إلى حالة من الجمود فى التحركات الحزبية، مؤكدًا أن الحزب كان يأمل فى تعديل النظام الانتخابى بشكل يسمح بتوسيع العمل بالقوائم النسبية والفردى على حساب القائمة المطلقة، التى تعطى شعورًا لدى الناخب بأن نتائجها محسومة سلفًا، مما يضعف الحافز على المشاركة.
وبشأن تمثيل الحزب فى القائمة الوطنية، اعتبر سامى أن حصول الحزب على خمسة مقاعد، مقارنة بثلاثة مقاعد فى الدورة السابقة "خطوة للأمام وزيادة تُقدّر بنسبة تقارب 70%"، قائلا: «بالتأكيد نطمح لتمثيل أكبر يتناسب مع طموحاتنا ورؤيتنا السياسية، ونؤمن بأن الممارسة الديمقراطية تدريجية، شرط أن يكون هناك تقدم مستمر للأمام».
وفى رده على الانتقادات التى وُجّهت للحزب بسبب المشاركة فى القائمة، شدّد سامى على أن الحزب يمارس عمله السياسى بشفافية، ويتقبل الاختلافات والآراء المعارضة، موضحًا «كان لدينا داخل الحزب خلاف حول قرار الانضمام إلى القائمة الوطنية، ولم يكن التصويت عليه بالإجماع، بل شهد اعتراضات ليست بالقليلة، لكن الأغلبية أيدت الدخول فى القائمة»، لافتًا إلى أن من ينتقدون لديهم وجهة نظر تحترم، ووجهة النظر الأخرى التى أيدت الدخول والاشتباك تحترم أيضًا.
وتابع سامى: «اخترنا طريق الاشتباك السياسى، ورغم صعوبته تمكنا من إيصال صوتنا، والتعبير عن جماهيرنا، ونجحنا – حتى وإن كان بنسبة محدودة – فى إدخال تعديلات وتحسينات، ولو بنسبة 5 أو 10% مما كنا نطمح إليه، وهذه فى السياسة تعد خطوة للأمام»، مضيفًا: "معركة الديمقراطية طويلة النفس، تحتاج إلى صبر، المهم ألا نيئس، وألا نغلق الأبواب، بل نمهد الطريق لمن يأتون بعدنا ليكملوا المسيرة، أما الامتناع والمقاطعة، فلم يؤديا إلى نتائج تُذكر».
واعتبر سامى أن التحدى الأكبر فى العملية الانتخابية هو ضعف المشاركة الشعبية، مضيفا: «لا نخفى تحفظاتنا على النظام الانتخابي، وكنا نتطلع إلى خطوة للأمام فى تعديله، من خلال توسيع العمل بالقوائم النسبية والنظام الفردى، على حساب القائمة المطلقة».
ولفت إلى أن القوائم النسبية تُضفى على العملية الانتخابية زخمًا حقيقيًا، وتمنح فرصًا للمنافسة، كما أن النظام الفردى يخلق حالة من الحراك الشعبى، ويدفع المواطنين إلى النزول للتصويت دفاعًا عن حزب أو مرشح أو فكرة، أما القائمة المطلقة، فهى تخلق لدى الجماهير انطباعا بأنها قائمة «ستنجح حتما»، فالتحدى يتمثل فى تحفيز الناس على المشاركة.
وأشار إلى أن أولويات الحزب فى المرحلة المقبلة تنصب حاليًا على الاستحقاقات الانتخابية، سواء انتخابات مجلس الشيوخ أو مجلس النواب، مع التأكيد على أن معركة النواب ستكون الأهم والأوسع، مؤكدًا أن الحزب يعتزم الدفع بعدد أكبر من المرشحين على المقاعد الفردية، فى ظل طبيعة الدوائر الأصغر مقارنة بالشيوخ.
واختتم سامى كلامه قائلًا: «أولوياتنا أن يكون نوابنا على تواصل مباشر مع الناس، من خلال التواجد المستمر فى الشارع، وتقديم الخدمات العامة والخاصة، بما يعزز من وعى الجماهير بالحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، ويعمق حضوره على الأرض»، لافتًا إلى أن الحزب تمكن، خلال السنوات الخمس الماضية، وفى ظل انتخابات الرئاسة الأخيرة، من تحقيق حضور لا بأس به، وهو ما يسعى الحزب إلى تعزيزه فى السنوات الخمس القادمة.