عقب قصف الدوحة.. نتنياهو يصعد هجومه اللفظي على قطر
آخر تحديث: الأربعاء 17 سبتمبر 2025 - 12:13 م بتوقيت القاهرة
الأناضول
صعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الثلاثاء، من هجومه اللفظي على قطر بعد قصف عاصمتها الدوحة قبل أسبوع.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده في مكتبه بالقدس الغربية، وفق صحيفتي "يديعوت أحرونوت" و"معاريف" العبريتين.
وقال نتنياهو: "كان لدي انتقاد شديد لقطر، وأعربت عنه خلال الحرب".
وادعى أنه "لو أرادت قطر، كان بإمكانها بسهولة ممارسة ضغط أقوى بكثير كان ليساعدنا في تحرير جميع مختطفينا"، في إشارة إلى الأسرى الإسرائيليين بقطاع غزة.
وواصل ادعاءه: "إنها (قطر) مرتبطة بحماس، تدعم حماس، تستضيف حماس، وتموّل حماس".
وأردف: "افتحوا قناة الجزيرة (...) وسترون (...) الأمر جحيم.. جحيم من معاداة السامية، من معاداة الصهيونية.. جحيم معاداة أمريكا لسنوات طويلة"، بحسب ادعائه.
ومحاولا تبرير عدوان بلاده على قطر، قال نتنياهو: "هناك قرار لمجلس الأمن- إن لم تخني الذاكرة، القرار 1373 - صدر بعد أسبوعين من أحداث 11 سبتمبر (2001)".
واستطرد: "بعد الهجمات، قالت الأمم المتحدة: سنحيد الإرهابيين أينما كانوا. وجاء في القرار: يجب معاملة الإرهابيين كإرهابيين، حتى لو حصلوا على ملاذ أو تمويل أو حماية من أراضي أي دولة".
وأكمل: "بناءً على هذا القرار، قصفت الولايات المتحدة أفغانستان، لأن الإرهابيين كانوا يتواجدون هناك. ثم قصفت باكستان أيضًا".
ومضى في ادعاءاته: "لكن هناك نتيجة واضحة واحدة: حقيقة أننا تحركنا هناك، وأن حماس لا تجد ملاذًا، هذه رسالة قوية جدًا لقادة الإرهاب في حماس ولأعداء إسرائيل في كل مكان".
وتؤكد حماس أنها تقاوم إسرائيل، التي تصنفها الأمم المتحدة "القوة القائمة بالاحتلال في الأراضي الفلسطينية".
وزاد نتنياهو: "ليس لدي أي علاقات تجارية مع قطر، ولا أتعامل مع هذا الأمر على الإطلاق".
ولم يصدر تعقيب فوري من الدوحة بخصوص مزاعم واتهامات نتنياهو، غير أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قال في كلمته بافتتاح القمة العربية الإسلامية الطارئة بالدوحة الاثنين، إنه "عندما وقع الاعتداء الإسرائيلي الغادر كانت قيادة حماس تدرس اقتراحا أمريكيا تسلمته منا ومن مصر (الوسطاء)".
وأكد أن "من يعمل على نحو مثابر ومنهجي على استهداف طرف تفاوضي فإنه يعمل على إفشال المفاوضات" غير المباشرة مع "حماس".
ومستنكرا، تساءل أمير قطر: "إذا كانت إسرائيل تريد اغتيال القيادة السياسية لحركة حماس فلماذا تفاوضها؟ إنها (إسرائيل) تريد إفشال المفاوضات".
وزاد بأن "رئيس وزراء إسرائيل يحلم أن تكون المنطقة منطقة نفوذ إسرائيلية، وهذا وهم كبير، وهذه المخططات لن تمر".
فيما وصف وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الثلاثاء الماضي، نتنياهو بـ"المارق" الذي يمارس "إرهاب دولة".
وأضاف آل ثاني أن "الهجوم الإسرائيلي الذي تم على أرض قطر لا نستطيع أن نسميه إلا بإرهاب دولة".
وشدد على أن هذا الإرهاب "يمارسه شخص مثل نتنياهو في سياق هذه السياسات الممنهجة، ومحاولاته المستمرة لزعزعة الأمن والاستقرار الإقليمي".
ومحليا يُحاكم نتنياهو بتهم فساد تستوجب سجنه حال إدانته، وتطلب المحكمة الجنائية الدولية اعتقاله بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
والثلاثاء الماضي، شن الجيش الإسرائيلي هجوما جويا على قيادة حركة حماس بالدوحة، ما أدانته قطر وأكدت احتفاظها بحق الرد على هذا العدوان الذي قتل عنصرا من قوى الأمن الداخلي القطري.
فيما أعلنت حماس نجاة وفدها المفاوض بقيادة رئيسها بغزة خليل الحية، من محاولة الاغتيال، ومقتل مدير مكتبه جهاد لبد، ونجله همام الحية، و3 مرافقين.
وأثار العدوان الإسرائيلي على سيادة قطر إدانات عربية ودولية، مع دعوات إلى ضرورة ردع تل أبيب لوقف اعتداءات التي تنتهك القانون الدولي.
وجاء الهجوم على قطر رغم قيامها بدور وساطة، إلى جانب مصر وبمشاركة أمريكية، في مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل، للتوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت 64 ألفا و964 شهيدا و165 ألفا و312 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة قتلت 428 فلسطينيا بينهم 146 طفلا.
وبالهجوم على قطر وسعّت إسرائيل اعتداءاتها في المنطقة، إذ شنت في يونيو الماضي عدوانا على إيران، وترتكب منذ نحو عامين إبادة جماعية متواصلة بقطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، وتنفذ غارات جوية على لبنان وسوريا واليمن.