439 يوم استنزاف.. ماذا نعرف عن خسائر جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال اجتياحه غزة؟
آخر تحديث: السبت 18 يناير 2025 - 10:55 ص بتوقيت القاهرة
أدهم السيد
دخل جيش الاحتلال الاسرائيلي قطاع غزة في توغله البري يوم 28 من أكتوبر 2023 بعد حملة قصف جوي مدمرة، ومنذ ذلك الحين يتعرض جيش الاحتلال لعملية استنزاف مستمر في الأرواح والسلاح والمعنويات التي تحطمت أمام صمود أهالي قطاع غزة، وفي مقدمتهم حركات المقاومة التي قامت بالجزء الأكبر من استنزاف جيش الاحتلال، بينما ساهمت عوامل متنوعة داخل غزة في تكبيد الاحتلال المزيد من الخسائر.
وتستعرض جريدة الشروق أهم الخسائر التي مني بها الجيش الاسرائيلي خلال عملية الاجتياح البري من قتلي وجرحي ومرضى، بجانب خسائر الدبابات والذخائر المهدرة، وذلك نقلا عن تقارير لصحف إسرائيلية كيديعوت أحرنوت، وهآرتس، وهيئة البث الإسرائيلية.
وتأتي في مقدمة حصيلة خسائر جيش الاحتلال خسائر الأرواح، إذ تخطت أعداد القتلي من الإسرائيليين المشاركين في الاجتياح الـ330، والذين قتل أغلبهم بسبب الكمائن المركبة باستخدام العبوات الناسفة وقذائف الياسين المضادة للدروع، حيث وقعت مجازر شهيرة بين جنود الاحتلال، من أشهرها كمين الشجاعية، وتفجير النصيرات، وقصف معبر إيرز براجمات الصواريخ.
ويضاف لحصيلة القتلي 29 جنديا إسرائيليا لقوا حتفهم بنيران صديقة نتيجة لحالة الذعر المتفشية بين الجنود لدرجة تجعلهم بحالة اندفاع لا يميزون خلالها الأصدقاء من الأعداء، وتسببت إحدى حوادث النيران الصديقة بقتل 3 أسرى إسرائيليين فارين من المقاومة الفلسطينية؛ ما ضيع على دولة الاحتلال فرصة لاستعادة بعض الأسرى.
ويلي حصيلة قتلى جيش الاحتلال حصيلة المصابين والتي بلغت يونيو الماضي، وفقًا لإحدي التقارير الإسرائيلية، 10 آلاف مصاب، بمعدل 1000 جريح شهريا، وتفاقمت أزمة المصابين بظهور مئات المعاقين، جراء العمليات الحربية والذين يشكلون عبئا على مراكز التأهيل الإسرائيلية، في حصيلة هي الأعلى منذ حرب 1973، وفقا لأحد التحليلات الإسرائيلية.
ولا تقتصر الإصابات على الجانب البدني، إذ يعاني نحو 1000 إلى 4000، وفقا لتقارير مختلفة من الحالات النفسية من القلق والصدمة والاكتئاب؛ جراء المشاركة بالاجتياح البري أو من الضغوطات المالية الناجمة عن طول الخدمة في الحرب.
وتفاقمت الحالات النفسية بين جنود الاحتلال لدرجة سببت 11 حالة انتحار على الأقل بين الضباط والجنود، في حين تم تسريح 90 جنديا إسرائيليا بسبب تدهور حالتهم النفسية.
ويضاف لخسائر الأفراد الناجمة عن الالتحام مع المقاومة الفلسطينية الخسائر الناجمة عن الأمراض المتوطنة وغير المتوطنة في قطاع غزة، حيث أشار أحد التقارير إلى انتشار مرض الزحار بين جنود الاحتلال؛ جراء تناول أطعمة فاسدة، سبب إصابة 18 من الجنود، بينما أدى تلوث جروح الجنود المصابين بفطريات متوطنة في قطاع غزة إلى مصرع 4 جنود وتدهور حالات 30 آخرين.
ويزيد على خسائر الأرواح حصيلة ثقيلة من أطنان الفولاذ المدمرة من دبابات الميركافا التي تصادمت في الاشتباكات بسلاح الياسين محلي الصنع، ورغم عدم إعلان جيش الاحتلال عن حصيلة واضحة إلا أن أحد التقارير أفاد بعدم كفاية الدبابات المملوكة لجيش الاحتلال لتلبية متطلبات وحدات التدريب، بينما أشار آخر إلى انخفاض عدد الدبابات المجهزة للقتال واللجوء لدبابات التصدير لإدخالها في الحرب، وذلك بجانب تقرير إضافي أكد وجود عجز بقطع غيار الدبابات والذخائر الحربية الخاصة بها.
ولم يقتصر الاستنزاف على السلاح الثقيل مثل الدبابات، إذ أفاد تقرير إسرائيلي آخر بلجوء الجنود للتبرعات للحصول على الخوذ والملابس العسكرية اللازمة للقتال، وشملت التبرعات بعض الطائرات المسيرة المستخدمة للمراقبة.