بالتزامن مع اقتراب سريان الهدنة.. ماهو دور يحيى السنوار في عملية الطوفان؟
آخر تحديث: السبت 18 يناير 2025 - 10:56 ص بتوقيت القاهرة
عبد الله قدري
أعلنت مصر وقطر والولايات المتحدة التوصل إلى هدنة إنسانية في غزة تبدأ يوم الأحد 19 يناير 2025.
ويتضمن الاتفاق الذي توصل إليه الطرفان 3 مراحل، تشتمل المرحلة الأولى ومدتها 42 يومًا على وقف لإطلاق النار، وانسحاب وإعادة تموضع القوات الإسرائيلية خارج المناطق المكتظة بالسكان، وتبادل الأسرى والمحتجزين، وتبادل رفات المتوفين، وعودة النازحين داخليًا إلى أماكن سكناهم في قطاع غزة، وتسهيل مغادرة المرضى والجرحى لتلقي العلاج .
في هذا التقرير تعرض الشروق أهم المعلومات عن قائد عملية طوفان الأقصى يحيى السنوار، بالتزامن مع اقتراب سريان الهدنة.
-دوره في طوفان الأقصى
لعب السنوار دورًا أساسيًا في وضع الاستراتيجية العامة للعملية، وبصفته قائدًا سابقًا في الجناح العسكري لحركة حماس، كتائب عز الدين القسام، يمتلك خبرة عسكرية كبيرة يُعتقد أنها ساهمت في تنسيق الهجوم المفاجئ.
تشير التقارير إلى أن نطاق الهجوم وتعقيده وابتكاراته التكتيكية يعكس تأثير السنوار في صياغة الاستراتيجيات العسكرية والسياسية لحماس.
عُرف السنوار بتبنيه استراتيجية تصعيد مدروسة لتحدي إسرائيل، ويتماشى توقيت العملية وحجمها مع فلسفته التي تعتمد على تنفيذ إجراءات مفاجئة وكبيرة لتأكيد تأثير حماس.
وخلال أيام قليلة من وقوع هجمات السابع من أكتوبر، توصل المحققون الإسرائيليون إلى تحديد هوية يحيى السنوار، قائد حركة حماس في غزة آنذاك، كالعقل المدبر للعملية، ولدهشتهم، تبين أن السنوار لم يكتفِ بتخطيط "عملية طوفان الأقصى"، بل قام بتنظيم الهجوم والإشراف على تنفيذه بشكل شبه فردي.
ولم يتم السماح سوى لعدد قليل من المساعدين المقربين بالاطلاع على الخطط، قبل عملية الطوفان.
وُلِد السنوار في مخيم للاجئين في خان يونس، جنوب غزة، لوالدين أُجبرا على الفرار من ديارهما عام 1948، وانخرط في النشاط الإسلامي في سن المراهقة، وفي مختلف أنحاء الشرق الأوسط، كانت النهضة الدينية تكتسب زخماً، وكطالب علوم في الجامعة الإسلامية بغزة في أوائل الثمانينيات، انجذب السنوار إلى أحمد ياسين، رجل الدين الكاريزماتي الذي أنشأ فرعاً محلياً لجماعة الإخوان المسلمين، وفقًا للجارديان.
-دوره في حركة حماس
في عام 1987، ضم ياسين السنوار إلى حركة حماس التي تأسست حديثاً، وجعله رئيساً لجهاز الاستخبارات الناشئ فيها، وكانت المهام التي أوكلت إليه الكشف عن الجواسيس أو غيرهم من "المتعاونين" مع إسرائيل ومعاقبتهم، فضلاً عن الأشخاص في غزة الذين انتهكوا قواعد "الأخلاق" الصارمة التي تتبناها حماس، ونجح السنوار في تحقيق هذا الهدف بعزيمة لا هوادة فيها، واعترف فيما بعد بارتكاب جرائم قتل متعددة بحق الفلسطينيين.
في عام 1988، تم اعتقال يحيى السنوار وحُكم عليه بالسجن المؤبد 4 مرات بتهم تتعلق بالشروع في القتل والتخريب، وقضى 22 عامًا في السجون الإسرائيلية.
خلال فترة سجنه، اشتهر برفضه التحدث إلى الحراس، وكان يفرض عقوبات صارمة على السجناء الذين يخالفون هذا النهج، بما في ذلك واقعة قام فيها بالضغط على وجه أحدهم على موقد مؤقت، وفقًا لمحقق إسرائيلي سابق، ووصفه المحقق السابق بأنه "ملتزم بنسبة 1000% وعنيف بنفس القدر، وشديد القسوة".
تميز السنوار بالذكاء السياسي والبراعة، حيث استغل وقته في السجن لدراسة عدوه، تعلم اللغة العبرية واطّلع على الصحف والكتب المحلية، قاد إضرابات عدة لتحسين ظروف السجن، ونجا من سرطان الدماغ عام 2008 بعد تلقيه العلاج على يد أطباء إسرائيليين، كما ألف رواية شبه ذاتية تناولت تفاصيل الحياة والنضال في غزة.
-قيادة الحركة
في عام 2011، كان السنوار ضمن قائمة تضم أكثر من ألف سجين فلسطيني اقترحت حماس مبادلتهم بالجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي أُسر قبل 5 سنوات من العام ذاته، ورغم أنه رفض الصفقة في البداية، فقد تمت المبادلة وتم الإفراج عنه.
عند عودته إلى غزة، تزوج وأنجب أطفالًا وعاد سريعًا إلى النضال، حيث وصفه أحد الصحفيين الذين التقوه آنذاك بأنه "شديد التركيز، وكأن العالم بأسره يتلاشى خلف عينيه".
سمعته بالكفاءة الصارمة مكنته من تولي قيادة حماس في غزة عام 2018، حيث عمل على تعزيز العلاقات بين الجناحين العسكري والسياسي للحركة، مع تهميش تدريجي لقيادة حماس في الخارج.
كان السنوار مقتنعًا بأن أسر الجنود الإسرائيليين هو السبيل الوحيد للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، وهي القضية التي اعتبرها أساسية في رؤيته لدور حماس، بناءً على ذلك، بدأ في التخطيط لعملية كبرى تهدف إلى توفير أوراق ضغط لتحرير المعتقلين الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
لا يزال من غير الواضح متى بدأ السنوار التخطيط لمواجهة هجمات السابع من أكتوبر، لكن يبدو أن سيناريوهات مختلفة قد دُرست على مدى سنوات، ففي عام 2022، حصلت إسرائيل على خطة أعدتها حماس لتنفيذ هجوم واسع النطاق عبر السياج الأمني، أُطلق عليها اسم "جدار أريحا"، ورغم إدراكها لأهمية الخطة، قرر المسئولون الإسرائيليون حفظها، معتقدين أن حماس تفتقر إلى القدرة على تنفيذ عملية بهذا الحجم.
نجح يحيى السنوار، قائد حركة حماس في غزة، في تضليل إسرائيل باستخدام أساليب مدروسة، منها الإدلاء بتصريحات عامة أربكت حساباتها، وأحيانًا عبر التلميح إلى حقائق بطريقة غامضة، بحسب تعبير الجارديان.
في عام 2022، أنتجت حماس مسلسلًا تلفزيونيًا بعنوان "قبضة الأحرار"، يصور مشاهد درامية لمقاتليها وهم يقتحمون الأراضي الإسرائيلية بشكل جماعي.
احتفى السنوار بهذا العمل خلال حفل تكريم للمشاركين فيه، مشيدًا بدقته، ومؤكدًا أن هذا المسلسل يمثل "جزءًا لا يتجزأ مما يتم الإعداد له."
في 16 أكتوبر 2024، استُشهد يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خلال اشتباك مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في منطقة تل السلطان بمدينة رفح جنوب قطاع غزة.