أسر شاليط وتأسيس وحدة الظل.. من هو محمد السنوار وما دوره في المقاومة الفلسطينية؟
آخر تحديث: الأحد 18 مايو 2025 - 4:22 م بتوقيت القاهرة
محمد حسين
لا تزال حالة من الغموض تكتنف مصير القيادي البارز في “كتائب القسام” محمد السنوار، بعد أن تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن مقتله إثر غارات على المستشفى الأوروبي في خان يونس، جنوبي قطاع غزة.
وقال وزير دفاع الاحتلال يسرائيل كاتس، اليوم الأحد، إنه يعتقد أن السنوار قُتل في غارة إسرائيلية الأسبوع الماضي.
وأضاف في تصريحات نقلها موقع “واي نت”: لا يوجد تأكيد رسمي، لكن كل المؤشرات تشير إلى تصفيته.
في المقابل، لم تصدر المقاومة الفلسطينية أي بيان رسمي يؤكد أو ينفي هذه الأنباء، وهو ما يُبقي الغموض قائمًا بشأن مصيره حتى الآن.
رفيق الشهيد يحيى السنوار ومؤسس وحدة الظل
ينتمي محمد السنوار إلى جيل المؤسسين الجدد للعمل المقاوم داخل كتائب القسام، ويُعد الشقيق الأصغر للقائد العام السابق للحركة في غزة الشهيد يحيى السنوار. وعلى الرغم من فارق السن بينهما—13 عامًا—فقد جمعتهما دروب المقاومة، من السجون إلى التخطيط المشترك لعمليات استراتيجية، كان آخرها “طوفان الأقصى”.
وخلافًا ليحيى الذي عُرف علنًا واعتُقل نحو 23 عامًا في سجون الاحتلال، ظل محمد يتحرك في الظل، ويتولى أدوارًا عسكرية سرية، من بينها تأسيس “وحدة الظل” المكلفة بحماية الأسرى الإسرائيليين لدى كتائب القسام.
السجون وساحات القتال
خاض السنوار تجربة الاعتقال في سجون الاحتلال خلال الانتفاضة الأولى، كما اعتقلته أجهزة السلطة الفلسطينية في تسعينيات القرن الماضي ضمن حملات استهدفت كوادر “حماس”. وقد أمضى نحو 9 أشهر في سجون الاحتلال، و3 سنوات في أحد سجون السلطة، قبل أن ينجح في الفرار قبيل اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000.
محاولات اغتيال متكررة
تعرض محمد السنوار لمحاولات اغتيال عدة، أبرزها عام 2003 حين زرع عملاء الاحتلال عبوة ناسفة في جدار منزله بخان يونس، لكن جرى إحباطها. وفي العام التالي، فجّرت قوات الاحتلال منزل عائلته بالكامل. كما تعرض منزله للقصف في عدواني 2012 و2014، ثم نجا من محاولة استهداف جديدة خلال “معركة سيف القدس” في مايو 2021.
قيادة ميدانية وتحالف مع الضيف
أظهر السنوار في وقت مبكر مهارات تنظيمية وعسكرية لافتة، حيث تولى قيادة “لواء خان يونس” عام 2005، وأصبح لاحقًا أحد أعضاء “هيئة الأركان” في القسام، مقربًا من القائد العام الشهيد محمد الضيف ونائبه مروان عيسى.
وبعد انتفاضة الأقصى، ساهم في إعادة بناء الكتائب التي تضررت بسبب التنسيق الأمني والملاحقة بين عامي 1996 و2000، وكان ضمن الفريق الذي أعاد إطلاق العمل المسلح بفعالية ضد أهداف الاحتلال.
العقل المدبر لـ«الوهم المتبدد» وأسر شاليط
برز اسم السنوار بين العقول التي خططت لعملية “الوهم المتبدد” في يونيو 2006، التي أسفرت عن أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط بعد التسلل عبر نفق إلى موقع عسكري قرب معبر كرم أبو سالم.
وصنفت العملية حينها كتحول نوعي في عمليات المقاومة، لما اتسمت به من دقة وتخطيط معقد، وأدت لاحقًا إلى صفقة “وفاء الأحرار” التي أُفرج بموجبها عن أكثر من 1000 أسير فلسطيني، من بينهم شقيقه يحيى السنوار.