بمناسبة التشغيل التجريبي للمرحلة الأولى.. كيف سيغير الأتوبيس الترددي ملامح الطريق الدائري؟
آخر تحديث: الأحد 18 مايو 2025 - 4:37 م بتوقيت القاهرة
رنا عادل
تشهد القاهرة الكبرى تحولًا جذريًا في مشهد النقل الجماعي، مع بدء التشغيل التجريبي للمرحلة الأولى من مشروع الأتوبيس الترددي السريع (BRT) على الطريق الدائري، الذي يُعد من أهم المحاور المرورية في مصر. المشروع لا يمثل مجرد وسيلة نقل جديدة، بل خطوة شاملة نحو إعادة تنظيم وتحديث ملامح الطريق الدائري بالكامل.
ويأتي هذا المشروع في إطار خطة الدولة لتطوير وتحديث البنية التحتية للنقل، وتوفير وسائل مواصلات جماعية متطورة وآمنة وصديقة للبيئة، تواكب الزيادة السكانية وتحديات الزحام والتلوث. فكيف سيعيد هذا المشروع تشكيل ملامح الطريق الدائري؟
نظام نقل جديد يغير قواعد الحركة على الدائري
طبقًا للهيئة العامة للاستعلامات، فإن مشروع الأتوبيس الترددي يعتمد على تسيير أتوبيسات كهربائية حديثة داخل حارة مرورية مخصصة بالكامل لهذا الغرض، مما يتيح حركة أكثر انتظامًا وانسيابية دون التأثر بالزحام. ومن المخطط أن ينقل نحو 3200 راكب في الساعة في كل اتجاه، باستخدام حوالي 100 أتوبيس كهربائي، بزمن تقاطر يتراوح بين دقيقة ونصف إلى ثلاث دقائق.
وتشمل المرحلة الأولى من المشروع 14 محطة تمتد من أكاديمية الشرطة حتى طريق مصر-الإسكندرية الزراعي، على أن يتم استكمال باقي المراحل تدريجيًا لتغطية الطريق الدائري بأكمله، مرورًا بالقاهرة الجديدة والمعادي والجيزة والمريوطية والمنصورية.
منع الميكروباصات وتغيير أنماط التنقل
أحد أبرز القرارات المصاحبة لتشغيل المشروع هو منع سير الميكروباصات تمامًا أعلى الطريق الدائري، بهدف إنهاء ظاهرة الوقوف العشوائي وتقليل الحوادث المرورية، وإتاحة الطريق للحركة المنظمة فقط.
ولتوفير بدائل مناسبة، تم إنشاء طرق خدمة بعرض 10 أمتار أسفل الطريق في كل اتجاه، مخصصة لسير الميكروباصات، بالإضافة إلى إقامة مواقف سرفيس منظمة تسهّل انتقال الركاب من وإلى مناطقهم دون التأثير على حركة المرور الرئيسية.
كما تم إزالة السلالم العشوائية والرسمية المؤدية للطريق، واستبدالها بسلالم وأنفاق حديثة للمشاة، متصلة مباشرة بمحطات الأتوبيس الترددي، لضمان سلامة المواطنين وتنظيم حركة الركاب.
تحول شامل في ملامح الطريق الدائري
مع تنفيذ هذا المشروع، تبدأ ملامح الطريق الدائري في التغير تدريجيًا، ليصبح نموذجًا حضاريًا للنقل الجماعي المنظم. وتشمل أبرز مظاهر هذا التحول:
حارة مرورية مغلقة مخصصة للأتوبيسات الترددية.
محطات حديثة مزودة ببوابات إلكترونية ومسارات عبور آمنة.
إنهاء ظاهرة التحميل والوقوف العشوائي في منتصف الطريق.
تطوير مداخل ومخارج الطريق، وتوسعة الحارات المرورية.
تكامل مع وسائل النقل الأخرى مثل المترو والقطار الكهربائي.
دعوة للالتزام بمنظومة جديدة
كما ناشدت وزارة النقل المواطنين ضرورة الالتزام بالقواعد الجديدة، وعدم استخدام الحارة المخصصة للأتوبيس الترددي، والعبور فقط من خلال الكباري والأنفاق المخصصة للمشاة، حفاظًا على سلامتهم وسلامة المنظومة.