شركات زيت الطعام توقف المبيعات مؤقتا وترفع سعر طن «السائب» 2000 جنيه

آخر تحديث: الأربعاء 18 يونيو 2025 - 3:19 م بتوقيت القاهرة

محمد فوزي

المنوفي: لولا الركود لوصلت الأسعار لمستويات قياسية
مصدر: توقعات ارتفاع الأسعار عالميًا تدفع الشركات المحلية للتحوط بزيادات استباقية

 

علمت «الشروق» من مصادر مطلعة، أن مُوردي زيت الطعام السائب بالسوق المحلية، أوقفوا عمليات البيع لشركات التعبئة وأسواق التجزئة مؤقتًا، حيث يُراهنون على ارتفاع سعر السلعة الأساسية خلال الأيام المقبلة، في ضوء تصاعد التوترات الجيوسياسية بمنطقة الشرق الأوسط.

وبحسب المصادر، فإن تلك الممارسات تسببت في رفع أسعار زيت الطعام السائب بنحو 2000 جنيه للطن، مسجلًا 58 ألف جنيه، مقارنة بـ56 ألف جنيه الأسبوع الماضي.

تأثير التوترات الجيوسياسية

وشهد الأسبوع الجاري تصعيدًا غير مسبوق في حدة التوترات الجيوسياسية بين إيران وإسرائيل، حيث تجاوزت المواجهة حدود الصراع بالوكالة إلى تبادل مباشر للضربات، بعد أن شن الاحتلال الإسرائيلي ضربات جوية على طهران، الجمعة الماضي، شملت منشآت نووية ومصانع صواريخ باليستية وقادة عسكريين، وردّ الجانب الإيراني بهجمات صاروخية واسعة في عمق إسرائيل، ما أدى إلى خسائر بشرية ومادية لكلا الطرفين، مازالت مستمرة مع استمرار المواجهة.

اتهامات بالممارسات غير الأخلاقية

قال أحمد المنوفي، مستشار بالغرف التجارية، وأحد منظمي المعارض السلعية والمبادرات الحكومية بمحافظة القليوبية، إن الزيادات الأخيرة في أسعار زيت الطعام السائب غير مبررة، وجاءت بسبب ممارسات غير أخلاقية قام بها كبار الشركات المحلية العاملة في القطاع.

وأوضح المنوفي خلال تصريحاته لـ«الشروق»، أن بعض شركات الزيوت الكبرى أرادت استغلال التوترات الجيوسياسية بمنطقة الشرق الأوسط، وهو ما دفعها لحجب البضائع مؤقتًا لتعطيش الأسواق ورفع الأسعار.

الأسعار مرشحة للانخفاض رغم الزيادات

ورغم ارتفاع سعر الطن 2000 جنيه، إلا أن المنوفي اعتبر تلك الزيادات محدودة، وتوقع أن تعاود الانخفاض مرة أخرى خلال الأيام القليلة المقبلة، بسبب الركود الذي تُعاني منه الأسواق المحلية مؤخرًا.

وتابع المنوفي: «لولا ضعف المبيعات والرقابة الصارمة من الجهات الحكومية على الأسواق المحلية لكانت الأسعار ارتفعت إلى مستويات قياسية»، مشيرًا إلى أن حجم المعروض من الزيوت حاليًا بالأسواق المحلية يتجاوز ضعف الطلب، وهو ما يساهم في استقرار الأسواق لعدة أشهر، ولكنه لفت إلى أن استمرار التوترات الجيوسياسية لفترة طويلة، سيكون له تداعيات سلبية كبيرة على السلعة الأساسية، وعلى الاقتصاد المصري بوجه عام.

ثبات أسعار المستهلك رغم تقلبات التكلفة

ولم يتغير سعر زيت الطعام للمستهلك النهائي منذ بداية العام، حيث يتراوح بين 65 و77 جنيهًا للعبوة "اللتر"، وفقًا لقوائم أسعار الشركات التي اطلعت عليها «الشروق»، وذلك رغم هبوط سعر زيت الطعام "السائب" من مستويات الـ67 ألف جنيه للطن في مطلع العام الجاري، إلى 56 ألف جنيه، قبل أن يشهد الارتفاعات الأخيرة بقيمة 2000 جنيه، وهو ما يُوضح أن أسعار التجزئة ظلت مستقرة خلال النصف الأول من 2025 رغم تراجع تكلفة الإنتاج 14%.

هلع الشركات وطلبات مفاجئة

من جانبه يقول أحمد كركندي، رئيس مجلس إدارة إحدى شركات الزيوت العاملة بالسوق المحلية، إن اندلاع المواجهة المسلحة بين إسرائيل وإيران منذ يوم الجمعة الماضي، تسبب في هلع جميع التجار والشركات، وهو ما دفعهم إلى طلب كميات كبيرة من الزيت السائب، تحوطًا من أي نقص في الإمدادات أو ارتفاع الأسعار مستقبلًا.

وأضاف كركندي، خلال تصريحاته لـ«الشروق» أن حجم الطلب المفاجئ على السلعة الأساسية من قبل التجار وشركات التعبئة، جعل الشركات المستوردة غير قادرة على تلبية تلك الطلبات، فاضطرت إلى وضع جميع المُشترين على قائمة الانتظار.

وأكد أن الشركات المستوردة لزيت الطعام السائب، استأنفت عمليات البيع للتجار والمُعبئين منذ تعاملات أمس، ولكنهم رفعوا سعر الطن 2000 جنيه، دون أي مبرر، على حسب قوله.

تحوط من ارتفاع عالمي مرتقب

وتعتمد مصر على استيراد أكثر من 95% من احتياجاتها من الزيوت النباتية، وفقًا لتصريحات سابقة لرئيس شعبة الزيوت باتحاد الصناعات، زكريا الشافعي.

وقال مصدر مسؤول في إحدى الشركات الكبرى التي تستورد زيت الطعام بالسوق المحلية، إن آليات العرض والطلب، هي التي تسببت في الزيادة الأخيرة للأسعار محليًا.

وأضاف المصدر خلال تصريحاته لـ«الشروق»، أن الشركات تتوقع زيادة كبيرة في أسعار الزيوت عالميًا خلال الأيام المقبلة، مرجعًا ذلك إلى الاقتراحات العالمية بالتوسع في استخدام الوقود الحيوي، بعد الارتفاعات الكبيرة التي شهدتها أسعار النفط جراء التوترات الجيوسياسية بالشرق الأوسط.

الزيوت في مرمى الوقود الحيوي

وأوضح أن شركات تكرير النفط العالمية، عادة ما تتجه إلى استخدام زيوت الذرة والصويا كوقود حيوي، في أوقات الأزمات العالمية، وارتفاع أسعار النفط، وهو ما سيرفع الطلب على السلعة الغذائية عالميًا، وبالتبعية ارتفاع سعرها بنسبة كبيرة.

وأشار إلى أن هذه التوقعات قد تدفع الشركات المحلية التي تُبيع الزيت السائب إلى التحوط من الارتفاعات المقبلة بزيادة سعرية استباقية، حتى لا يتعرضون لخسائر مالية فادحة عند شراء البضائع الجديدة.

ورغم هذه التوقعات، إلا أنه أكد أن السوق المحلية لديها مخزون استراتيجي من الزيوت النباتية يكفي لأكثر من 4 أشهر، وهو ما سيساهم في استقرار الأسعار خلال الفترة المقبلة إذا لم تأخذ التوترات الجيوسياسية منحنى أكثر تعقيدًا.

أسعار الصويا تقفز عالميًا

واقترحت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الجمعة الماضي، على شركات تكرير النفط خلط المزيد من الوقود الحيوي مع البنزين والديزل "السولار" اعتبارًا من العام المقبل، وفقًا لوكالات.

وعالميًا، ارتفعت أسعار عقود زيت الصويا الآجلة خلال تعاملات الأسبوع الجاري، إلى أعلى مستوى لها منذ ما يقرب من 18 شهرًا، حيث ارتفعت ليصل سعر الطن إلى 1155 دولارًا للطن، وهو أعلى مستوى له منذ 20 ديسمبر 2023.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved