‫دراسة نفسية اجتماعية: رد فعلك لضغوط الحياة اليومية ينبئ عن مستقبل صحتك

آخر تحديث: الجمعة 18 يوليه 2025 - 8:22 م بتوقيت القاهرة

إعداد: ليلى إبراهيم شلبي

«ليست الضغوط النفسية اليومية هى السبب المباشر فيما قد يعانى منه من بعض الأمراض العضوية المزمنة كارتفاع ضغط الدم والسكر وآلام المفاصل إنما ما ينجم عن ردود أفعالك تجاه تلك الضغوط العصبية» الحديث للدكتور ألميدا أستاذ التنمية البشرية ودراسات الأسرة. David Almedia Prof. of human development and family study نتيجة الدراسة جزء من دراسة موسعة تشمل كل ولايات الولايات المتحدة الأمريكية يطلق عليها «منتصف العمر فى الولايات المتحدة» Midlife in the united states study.‬
يخضع المتطوعون فى تلك الدراسة للإجابة عن أسئلة تتعلق بتفاصيل حياتهم اليومية على اختلاف طبائعهم ومواقعهم فى الحياة ومستوياتهم الاجتماعية واختلاف ثقافاتهم وأصولهم العرقية. ويجيبون بالتفصيل على وقائع أحداث الأربعة وعشرين ساعة التى تسبق اللقاء الذى يتكرر لثمانى ليال متعاقبة كل شهر. نوع الضغوط التى يواجهونها والمشاكل كيف انفعلوا بها وهل دائما ما تتعقد الأمور أم أنها تنتهى دون تعقيدات تذكر. كيف يتلقى الإنسان الأمر وهل يحمل مشاكله بعد العمل إلى منزله فى المساء؟‬
هل يبالغ الإنسان فى انفعاله بما يصاحب الضغوط والمشاكل اليومية أو أنه يحاول استيعابها أم يهرب منها ويؤجلها حتى تحل نفسها بنفسها؟‬
امتدت أعمال البحث فى الدراسة لعشر سنوات متصلة وجاءت نتائجها اعتمادا على تحليل تلك الإجابات تحليلا نفسيا واجتماعيا إلى جانب متابعة أحوال المرضى الصحية وتسجيل نتائج تحاليل دورية للدم واختبارات لكفاءة شرايين القلب والمخ ووظائف الكبد والكلى.‬
أيضا فحص عينات من اللعاب لأربع مرات فى أوقات مختلفة خلال الثمانية أيام التى تتم فيها المتابعة لتقدير نسبة هورمون الضغط النفسى: الكورتيزول إلى جانب تسجيل عمر الإنسان ودرجة تعليمه ونوع ثقافته وطبيعة وظيفته ومدى أهميته فى مجال اتخاذ القرارات وصنع السياسات.‬
تشير نتائج الدراسة التى نشرت هذا الشهر على الشبكة الإلكترونية فى Annals of Behavioral Medicine إلى مراجعات هامة:‬
< يتعرض الجميع لأنواع الضغوط النفسية المختلفة لكن أكثرهم تأثرا من هم دون الأربعين الذى يدفعهم الطموح لاحتلال مواقع مهنية ووظيفية يرون أنها من حقهم. أما الذين جاوزوا الخامسة والخمسين فهم أقل تأثرا نظرا لشعورهم باستقرار نسبى ورضا بما أحرزوه من نجاحات مهنية.‬
< الأعلى تعليما والأكثر ثقافة يعانون من آثار الضغوط النفسية والتى بلا شك تتعاظم ردود أفعالهم فى مواجهتها بما ينعكس عليهم من أعراض لأمراض عضوية مثل ارتفاع ضغط الدم وتصلب شرايين القلب والمخ والسكر وآلام المفاصل والصداع النصفى وأوجاع العضلات.‬
< الذين يتحكمون فى ردود أفعالهم تجاه الضغوط النفسية والعصبية ويحاولون التعامل معها بالصورة التى تمكنهم من تفادى آثارها كالذين يلجئون للرياضة والاستمتاع بالإجازات والاهتمام بممارسة الهوايات أو رياضات التأمل هم الأقل فى المعاناة من الأمراض المزمنة وخلال العشر سنوات التى اتصلت فيها أعمال الدراسة كانوا بالفعل أصحاب ملفات صحية تخلو من أمراض خطيرة خاصة غير المدخنين منهم.‬

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved