قيادي بحزب مستقبل وطن: إسرائيل تحوّل دور العبادة لغنائم حرب.. وعلى العالم كسر حاجز الصمت
آخر تحديث: الجمعة 18 يوليه 2025 - 6:24 م بتوقيت القاهرة
علي كمال
قال المهندس تامر الحبال، القيادي بحزب مستقبل وطن، إن استهداف الاحتلال الإسرائيلي المتعمد لدور العبادة في قطاع غزة، سواء المساجد أو الكنائس، يمثل "جريمة حرب مكتملة الأركان" وانحدارًا خطيرًا في معايير الحروب المتعارف عليها دوليًا، مشددًا على أن ما تفعله إسرائيل تجاوز أبشع صور العدوان العسكري ليصل إلى "حالة من التوحش المنظم الذي لا يعترف بإنسان ولا عقيدة ولا حرمة لمكان".
وأضاف الحبال، في بيان له اليوم الجمعة، أن القصف المتكرر للمساجد المكتظة بالمصلين، مثل مسجد الخلفاء في النصيرات ومسجد المصطفى في حي الزيتون، والكنائس التاريخية مثل كنيسة دير اللاتين وكنيسة القديس بورفيريوس، يفضح سياسة ممنهجة تهدف إلى مسح الهوية الدينية للشعب الفلسطيني، ولا يمكن تبريره بأي ذرائع تتعلق بوجود "تمركزات عسكرية" أو "عمليات نوعية".
وأشار إلى أن دور العبادة محمية بموجب القانون الدولي الإنساني، ولا سيما اتفاقيات جنيف، التي تنص بوضوح على عدم استهداف المنشآت الدينية في أوقات النزاع المسلح، لافتًا إلى أن المجتمع الدولي بات مطالبًا بالخروج من مربع الإدانة النظرية، واتخاذ إجراءات فعلية تبدأ بإحالة هذه الجرائم إلى المحكمة الجنائية الدولية وتجميد صفقات السلاح مع إسرائيل.
وأكد الحبال أن الاحتلال يدرك رمزية المساجد والكنائس في النسيج المجتمعي الفلسطيني، فهي ليست فقط أماكن عبادة، بل مراكز للهوية الثقافية والروحية والحشد المعنوي، مشيرًا إلى أن استهدافها محاولة خبيثة لإضعاف الروح الجماعية للشعب الفلسطيني، وفرض الاستسلام من خلال تدمير ما يمنح الناس الأمل.
وانتقد القيادي بـ"مستقبل وطن" صمت بعض الأطراف الدولية، معتبرًا إياه "ازدواجية فجة في المعايير"، وقال: "ما لا تقبله أوروبا أو أمريكا إذا وقع في كنيسة أو معبد على أراضيها، يتم التغاضي عنه إذا حدث في غزة. هذه اللامبالاة الأخلاقية شجّعت إسرائيل على التمادي حتى وصلت إلى قصف كنيسة احتمى بها أطفال ومسنون".
وحذر الحبال من أن السكوت عن قصف كنائس غزة يُعد طعنًا مباشرًا في جوهر القيم المسيحية التي تتغنى بها الأنظمة الغربية، داعيًا الكنائس العالمية الأرثوذكسية والكاثوليكية والإنجيلية إلى التحرك دفاعًا عن إخوانهم في غزة، وإلا فإن العالم سيكون أمام "أزمة ضمير إنساني عابرة للأديان".
واختتم الحبال تصريحه قائلًا: "الشعب الفلسطيني سيبني مساجده وكنائسه كما فعل دائمًا، لكن وصمة العار ستبقى على جبين كل من صمت أو تواطأ، وكل من رأى جدران العبادة تنهار فوق رؤوس الأبرياء ولم يتحرك".
Write to Amr Mohamed