احتفاء بتسجيل آلة السمسمية على قائمة التراث باليونسكو.. وزير الثقافة ومحافظ الإسماعيلية يفتتحان ملتقى السمسمية القومي
آخر تحديث: الإثنين 18 أغسطس 2025 - 11:40 ص بتوقيت القاهرة
حاتم جمال الدين
هنو: الوزارة تولي أهمية كبرى لصون التراث غير المادي وحمايته تفعيلا لتوجيهات الرئيس السيسي
افتتح الدكتور أحمد فؤاد هَنو وزير الثقافة، واللواء أكرم جلال محافظ الإسماعيلية، واللواء خالد فودة مستشار رئيس الجمهورية للتنمية المحلية، فعاليات الدورة الثالثة لملتقى السمسمية القومي، والذي تُنظمه هيئة قصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، خلال الاحتفالية التي استضافها قصر ثقافة الإسماعيلية مساء أمس الأحد، بحضور جماهيري كبير، ومشاركة 9 فرق فنية من محافظات القناة وسيناء.
وشهد الحفل، حضور المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية، والفريق أشرف عطوة نائب رئيس هيئة قناة السويس، واللواء أشرف الداوودي محافظ قنا السابق، والدكتور ناصر مندور رئيس جامعة قناة السويس، والكاتب الصحفي خالد البلشي نقيب الصحفيين، واللواء محمد عامر مساعد وزير الداخلية مدير أمن الإسماعيلية.
وخلال كلمته، قال الدكتور أحمد فؤاد هَنو: "يسعدني أن نجتمع اليوم في الإسماعيلية، قلب مدن القناة؛ لنحتفل معًا بانطلاق فعاليات ملتقى السمسمية القومي في دورته الثالثة، والذي يأتي هذا العام مزدانًا بإنجاز وطني نفتخر به جميعًا، وهو تسجيل آلة السمسمية على قوائم التراث الثقافي غير المادي باليونسكو، كرمز أصيل من رموز الهوية المصرية؛ فلقد كانت السمسمية وما زالت صوتًا نابضًا بوجدان أهل القناة، وشاهدًا على تاريخ طويل من الكفاح والصمود، كما كانت رفيقة الانتصارات، وحافظةً لذاكرة المكان".
وأضاف الوزير: "تولي وزارة الثقافة، بتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، أهمية كبرى لصون التراث غير المادي وحمايته، بوصفه أحد ركائز الهوية الوطنية، وأداة فعّالة لترسيخ الانتماء، وتعزيز مكانة مصر الثقافية على الساحة الدولية".
وتابع: "من هنا، يأتي هذا الملتقى ليجمع الفرق الفنية من الإسماعيلية وبورسعيد والسويس وسيناء، في تلاقٍ جميل يبرز ثراء التنوع المصري، ويتيح للأجيال الجديدة فرصة للتعرف على هذا الفن الأصيل، وأوجه التحية والتقدير لكل من ساهم في تسجيل آلة السمسمية كتراث ثقافي غير مادي، من باحثين وفنانين وأعضاء اللجنة العلمية، كما أوجّه التحية لرموز هذا الفن الشعبي الذين حفظوا لنا ألحانه وروحه عبر العقود".
وأكد هنو، أن الوزارة ستواصل جهودها لإحياء وحماية الفنون الشعبية في كل ربوع الوطن؛ لتظل مصر بتاريخها وحضارتها وفنونها مصدر إلهام وفخر للأجيال القادمة، متمنيًا لمصرنا العزيزة مزيدًا من الإبداع والازدهار.
وخلال الافتتاح، حرص وزير الثقافة، على تكريم 3 من فناني السمسمية ممن شاركوا في حفظ ونقل تراث السمسمية عبر الأجيال؛ امتنانًا وعرفانًا بدورهم البنّاء في صون أحد مفردات هويتنا الثقافية المصرية.
واشتملت قائمة المكرمين على: "يحيى مولر من الإسماعيلية، وسيد كابوريا من السويس، وزكريا إبراهيم من بورسعيد".
وكرم وزير الثقافة، اللجنة العلمية التي أعدت وساهمت في نجاح جمهورية مصر العربية - مؤخرًا - في تسجيل عنصر "آلة السمسمية: العزف عليها وتصنيعها" في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي بمنظمة اليونسكو.
وجاء هذا الإنجاز نتيجة التعاون المثمر بين وزارتي الثقافة والخارجية خلال اجتماع اللجنة الحكومية الدولية لاتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي المنعقد في باراجواي.
واستغرقت لجنة صياغة ملف السمسمية، عامين من العمل الدؤوب، وشاركت في هذا الجهد جهات ثقافية متعددة، منها الهيئة العامة لقصور الثقافة، وصندوق التنمية الثقافية، والمركز القومي للسينما، في إطار حرص الدولة على صون تراثها الثقافي.
وضمت قائمة المكرمين من اللجنة، الدكتورة نهلة إمام، أستاذ العادات والمعتقدات والمعارف الشعبية ومستشار وزير الثقافة للتراث، والدكتور محمد شبانة، أستاذ الأدب الشعبي بأكاديمية الفنون، والدكتورة رشا طموم، أستاذ النظريات والتأليف الموسيقي بجامعة حلوان، والدكتور خالد أبوالليل، أستاذ الأدب الشعبي بكلية الآداب جامعة القاهرة ونائب رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، ومحمد بغدادي، الشاعر والفنان والباحث في التراث الشعبي، والدكتورة همت مصطفى، مدير شعبة الفنون بالمجلس الأعلى للثقافة، ووائل حسين، رئيس الإدارة المركزية للشعب واللجان، وأحمد السيد، مدير إدارة شئون المجلس الأعلى، وكل من: "هيثم شريف - نادر جلال - بسام فرحات، ممن شاركوا في الفيلم التوثيقي للسمسمية".
وبدوره، قال اللواء أكرم جلال: "اليوم، يجمعنا ملتقى السمسمية في نسخته الثالثة، كحدث ثقافي هام استطاعت السمسمية كأداة موسيقية محلية أن تستمر ويُحتفى بها، ويشرفنا استضافته في هذا الوقت التاريخي، تزامنًا مع إدراج آلة السمسمية على قائمة التراث غير المادي لليونسكو؛ فهذا الإنجاز هو تتويج لمسيرة طويلة لآلة لطالما كانت جزءًا من هوية المصريين، قام بها نخبة من المتخصصين في التراث والفنون في رحلة طويلة من الدراسات والعمل الجاد والتوثيق. وبإدراجها على قائمة التراث اللامادي لليونسكو، أصبحت السمسمية هي العنصر العاشر الذي يُضاف إلى القائمة المصرية".
وتابع: "هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولا الجهود الحثيثة للجنة التي عملت ليل نهار، وقادت الملف بحرفية عالية حتى توثيقه. فشكرًا لأعضاء اللجنة العلمية التي عملت على تسجيل ملف آلة السمسمية على القوائم التمثيلية باتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي".
وأكد المحافظ، أن تكريم رموز السمسمية هو دعوة للجميع للحفاظ على هذا الإرث الثقافي الشعبي الأصيل.
وقال اللواء خالد اللبان: "نلتقي اليوم احتفاءً بإنجاز وطني كبير، وهو تسجيل آلة السمسمية على قوائم التراث الثقافي غير المادي باليونسكو، لتصبح جزءًا من التراث الإنساني العالمي، واعترافًا بدورها كرمز للهوية المصرية الأصيلة؛ إن هذا الملتقى يأتي في إطار حرص وزارة الثقافة على صون التراث الشعبي وإحياء الفنون التقليدية، وتقديمها للأجيال الجديدة في صورة حية متجددة تعكس ثراء شخصيتنا الثقافية وتنوعها".
وقالت الدكتورة نهله إمام: "هذا يوم خاص لكل محب ومهتم بالتراث ومؤمن ببهجته ومن حقنا أن نفرح ونفتخر بكوننا حملة هذا التراث، واستطعنا أن نحافظ عليه عبر الزمان رغم كل التحديات والصعوبات، وأن ننتزع الاعتراف الدولي به".
ويستمر ملتقى السمسمية القومي الثالث على مدار يومين، ويأتي في إطار جهود وزارة الثقافة لصون وإحياء التراث الفني الأصيل لمنطقة القناة، بمشاركة تسع فرق فنية، وهي الإسماعيلية للفنون الشعبية، والطور التلقائية، والسويس للآلات الشعبية، والصحبة البورسعيدية، وبورسعيد للآلات الشعبية، وشباب السويس، والإسماعيلية للآلات الشعبية، والوزيري بالإسماعيلية، وبورسعيد للفنون الشعبية.
وتضمن الحفل الافتتاح الذي أخرجه الفنان ماهر كمال، وقدمه الفنان أحمد الشافعي رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية بهيئة قصور الثقافة، عددًا من العروض الفنية للفرق المشاركة، اتسمت بوحدة الإيقاع والتناغم في الأداء الحركي والموسيقي، والتي نالت استحسان الجمهور، ولاسيما فقرات الغناء والعزف والرقصات الشعبية المصاحبة لآلة السمسمية، إذ نجحت هذه الفقرات في تجسيد روح التراث بكل تفاصيله الدقيقة، واستطاعت التعبير بعمق عن قيمة السمسمية كأداة موسيقية شعبية تمثل أهم مفردات الهوية الإبداعية لأبناء مدن القناة.