الكشف عن شواهد أثرية لميناء قديم مغمور بالمياه في معبد تابوزيريس ماجنا بالإسكندرية

آخر تحديث: الخميس 18 سبتمبر 2025 - 3:44 م بتوقيت القاهرة

إسلام عبد المعبود

أعلنت البعثة الأثرية الدومينيكانية العاملة بمعبد تابوزيريس ماجنا غرب الإسكندرية، برئاسة الدكتورة كاثلين مارتينيز من جامعة بيدرو إنريكيز أورينا الوطنية، وبالتعاون مع عالم الآثار البحري الشهير الدكتور روبرت بالارد، عن اكتشاف شواهد أثرية جديدة تحت مياه البحر المتوسط تؤكد وجود ميناء قديم مغمور كان متصلاً مباشرة بالمعبد وبالبحر.

وكشفت نتائج المسح الجيولوجي والأثري، الذي جرى بمشاركة فريق من جامعة نيوهامبشير وإدارة المساحة البحرية بالبحرية المصرية والإدارة العامة للآثار الغارقة، أن الموقع احتوى على ميناء داخلي محمي بالشعاب المرجانية، إلى جانب مراسي حجرية ومعدنية وأعداد كبيرة من الأمفورات تعود للعصر البطلمي. كما بيّنت الدراسات أن خط الساحل القديم كان يبعد نحو 4 كيلومترات عن الساحل الحالي.

كما أسفر البحث عن اكتشاف امتداد نفق يربط بين معبد تابوزيريس ماجنا والبحر المتوسط وصولًا إلى منطقة “سلام 5”، حيث عثر الغواصون على شواهد أثرية إضافية تعزز فرضية وجود نشاط بحري واسع بالمنطقة.

وأكد شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، أن هذا الكشف يسلط الضوء على العمق التاريخي والبعد البحري لمصر القديمة، ويبرهن على أن سواحلها لم تكن مجرد مراكز حضارية، بل محاور استراتيجية للتجارة والتواصل الثقافي مع العالم القديم، مشددًا على استمرار الوزارة في دعم الأبحاث الخاصة بالآثار الغارقة.

من جانبه، أوضح الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن الكشف يمثل إضافة علمية بارزة لعلم الآثار البحرية المصرية، لاسيما أن المصادر التاريخية لم تشر من قبل إلى وجود هذا الميناء. وأضاف أن النتائج لا تساهم فقط في فهم البنية الاقتصادية والدينية للعصر البطلمي، بل تعزز أيضًا مكانة مصر كمركز عالمي للنشاط البحري منذ آلاف السنين.

وفي السياق ذاته، اعتبرت الدكتورة كاثلين مارتينيز أن الاكتشاف يمثل فصلًا جديدًا في دراسة تاريخ معبد تابوزيريس ماجنا، مؤكدة أن البعثة ستواصل أعمالها للكشف عن مزيد من أسرار المنطقة.

يُذكر أن البعثة كانت قد أعلنت العام الماضي عن اكتشاف مجموعة من اللقى الأثرية المهمة، من بينها عملات تحمل صورة الملكة كليوباترا السابعة، وأوانٍ طقسية ومصابيح زيتية وتماثيل برونزية وتمائم جنائزية، بالإضافة إلى بقايا معبد من العصر اليوناني يعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد، مما يعزز أهمية الموقع كمركز ديني وتجاري بارز خلال العصور القديمة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved