ما قصة طرد سفير جنوب أفريقيا من أمريكا؟

آخر تحديث: الأربعاء 19 مارس 2025 - 10:40 ص بتوقيت القاهرة

آية أمان

"شخص غير مرغوب فيه"، و"الولايات المتحدة الأمريكية تستحق مستوى أفضل"، كانت هذه تعليقات المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس، في مؤتمر صحفي أمس رداً على قرار بلادها طرد واستبعاد سفير جنوب أفريقا، ابراهيم رسول.

وقالت بروس في المؤتمر الصحفي الذي نقلته نشره All Africa، إن أمريكا تتطلع لوجود ممثل قادر على تسهيل الحوار البنّاء بين البلدين، قائله :" إذا لم يكن لدينا معيار بشأن طبيعة شخص ما ... من المفترض أن يكون دبلوماسيا للمساعدة في تسهيل العلاقة بين بلدين ... فنحن نستحق الأفضل".

كان وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أعلن مطلع الإسبوع الجاري في منشور على حسابه على منصة X قرار طرد رسول، ووصفه بأنه "سياسي مثير للفتنة العنصرية" يكره ترامب.

واعتبرت الخارجية الأمريكية تصريحات رسول بأنها غير مقبولة للولايات المتحدة، ليس فقط للرئيس، بل لكل أمريكي. وقالت بروس : "كنا نتوقع مستوى من الاحترام بخاصة إذا كنت في منصب من شأنه أن يُسهّل أي نوع من العلاقات الدبلوماسية مع دولة أخرى"
ما هي تصريحات رسول التي رفضها أمريكا ؟

ترجع الاتهامات الأمريكية لسفير جنوب أفريقيا بسبب تصريحات سابقة له قدم فيها النصائح للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتعامل ادارته مع القضايا الأفريقية، كما انتقد رسول مواقف إيلون ماسك – حليف ترامب – وتواصله مع شخصيات اليمين المتطرف في أوروبا واعتبر أن هذه التحركات مجرد تلميح في الحركة العالمية لحشد مَن يعتبرون أنفسهم أعضاءً في "مجتمع أبيض مُحاصر".

وكان رسول قد ألقى كلمته في ندوة عبر الإنترنت استضافها معهد مابونجوبوي للتفكير الاستراتيجي (ميسترا) ونقلها موقع ground up الجنوب أفريقي ، انتقد فيها سياسات ترامب قائلاً: "هناك اختلالات جوهرية أعتقد أننا يجب أن نفهمها من إدارة ترامب، هذه الاختلالات تُمثل استخفافًا بالقاعدة المؤسسية للنظام المهيمن الحالي".

وقال رسول الذي ترأس بلادة مجموعة العشرين: ومن مصلحتنا أيضًا أن نراقب ما إذا كان هذا عدم الاحترام (من قبل إدارة ترامب) سوف يستمر خاصة وأننا سنسلم رئاسة مجموعة العشرين من جنوب أفريقيا إلى الولايات المتحدة".

وانتقد رسول هجوم دونالد ترامب على شاغلي المناصب في جنوب أفريقي، من خلال حشد نزعة التفوق العرقي ، وأعتقد أنني وضحت ذلك في الخارج أيضًا، قائلاً : "هذه السياسات تعزز غريزة التفوق العرقي"، " يجب أن نفهم بعض الأمور التي نعتقد أنها عنصرية غريزية".

واعتبر رسول أن الهجوم الأمريكي على جنوب أفريقيا كأنه محاولة لإشعال" تمردًا عنصريًا" ضدّ السلطة القائمة على حد تعبيره.

خلفية العداء بين ترامب وجنوب أفريقيا

في فبراير، وقّع ترامب أمرًا تنفيذيًا وصف فيه الأقليات البيضاء في جنوب إفريقيا بـ"ضحايا التمييز العنصري الجائر" بعد إقرار مشروع قانون سياسة الأراضي.

وقال ترامب إن سياسة الأراضي تُميّز ضد المزارعين البيض من أصل أفريقي وتنتهك حقوق الإنسان. كما وجّه مسؤوليه بإعطاء الأولوية لإعادة توطين البيض من أصل أفريقي وعائلاتهم في الولايات المتحدة كلاجئين.

ونفت حكومة جنوب إفريقيا وجود أي مصادرة للأراضي أو تمييز عنصري ، مؤكدةً أن القانون قيد المراجعة يستهدف الأراضي غير المُستغلة أو التي لا تخدم المصلحة العامة، وأكدت أن ادعاءات ترامب بشأن البلاد والقانون تتضمن معلومات مضللة ومُحرّفات.

ومع ذلك الخلاف أمر ترامب إدارته أيضًا بوقف المساعدات الأجنبية لجنوب إفريقيا.

وعلقت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية على مراجعة السياسة الأمريكية تجاه جنوب أفريقا قائلة : " قانون مصادرة الأراضي الجائر، بالإضافة إلى العلاقات المتنامية مع دول مثل روسيا وإيران، هو ما دفعنا إلى مراجعة جدية لسياستنا تجاه جنوب أفريقيا، والتي لا تزال جارية".

وأضافت : "مواقف جنوب أفريقيا العدوانية تجاه الولايات المتحدة وحلفائها، بما في ذلك اتهام إسرائيل، وليس حماس، بالإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية، وإعادة تنشيط علاقاتها مع إيران لتطوير ترتيبات تجارية وعسكرية ونووية كل هذا سيدفعنا لإعادة النظر في سياساتنا".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة تنظر إلى تصرفات جنوب أفريقيا باعتبارها ضارة بالأمن والازدهار العالميين، وليس مجرد قضايا تتعلق باللهجة أو السلوك الدبلوماسي.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved