إيلي كوهين اللغز في الحياة والممات.. ومعركة الأرشيف والرفات

آخر تحديث: الإثنين 19 مايو 2025 - 4:19 م بتوقيت القاهرة

أدهم السيد

حرص رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على إظهار استيلاء دولة الاحتلال على ملف جاسوسها الأشهر إيلي كوهين من أرشيف المخابرات السورية، كانتصار استخباراتي كبير، وهو كذلك بالفعل، فهي خطوة تتقدم بها إسرائيل أكثر فأكثر من تحقيق هدفها النهائي من قصة "إيلي كوهين" وهو الحصول على رفاته وجميع متعلقاته بزعم تكريمه، وقبل ذلك بالطبع لمحو عار تاريخي خلفته قصة كشفه وإعدامه علنا.

وفي خضم الخلافات الحكومية حول مصير المفاوضات مع حماس والضغوط الأمريكية لإعلان هدنة في غزة، وقبل ساعات معدودة من إعلان استئناف إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، حرص نتنياهو على زيارة أرملة الجاسوس ناديا كوهين، أمس الأحد، في منزلها وإهدائها نسخة من وصيته لها التي كتبها باللغة العربية، وبعض الصور التي لم يُكشف عنها من قبل.

ويبدو من الفيديو والصور التي نشرها مكتب نتنياهو أن إسرائيل حصلت على الملف منذ فترة طويلة، وينعكس ذلك على حسن ترتيب الأوراق وفهرستها وتوزيعها، لكنها اختارت الإعلان أمس الأحد 18 مايو الذي يوافق الذكرى الستين لإعدام إيلي كوهين في دمشق.

ولم تكشف إسرائيل عن هوية "جهاز الاستخبارات الشريك" الذي تعاونت معه للحصول على هذا الملف الخطير عالي السرية، الذي لم يُفصح عن أسراره منذ ما قبل العهد الأسدي في سوريا، لتضاف ألغاز جديدة إلى الأسئلة القديمة عن حجم اختراق إيلي كوهين للقيادة السورية في عهد الرئيس الراحل أمين الحافظ، ومدى تأثير المعلومات التي نقلها لإسرائيل على قدرات جيش الاحتلال ورؤيته الاستراتيجية لسوريا.

 

 

 

تزعم المصادر العبرية أن كوهين استطاع قبل ضبطه وإعدامه أن يضع الموساد في قلب التجهيزات العسكرية السورية في الجولان والقنيطرة، وأن الصور التي التقطها وآخرها كان في الربع الأول من عام 1965 لعبت دورا إيجابيا في نجاح حرب الأيام الستة أو هزيمة يونيو 1967.

وفي المقابل يقلل السوريون من أهمية وأسطورية إيلي كوهين، وعلى رأسهم الرئيس الأسبق أمين الحافظ الذي نفى مرارا، خاصة في حواره المطول مع الإعلامي أحمد منصور في قناة الجزيرة، أن يكون كوهين قد اخترق القيادة السورية أو تقرب إليه أو عرفه شخصيا، مؤكدا أنه لما زاره في محبسه واستجوبه كانت المرة الأولى التي يراه فيها.

في المقابل يدعي الإسرائيليون أن كوهين كان على وشك الالتحاق بإحدى اللجان القُطرية لحزب البعث، وأنه كان شديد الاطلاع، وأنه عرف أمين الحافظ شخصيا منذ وجوده في الأرجنتين.

بل أن مسلسل The Spy الذي أنتجته نتفليكس عام 2019 اعتمادا على الرواية الإسرائيلية، قد حاول الإيحاء بوجود علاقة "ود" أو "ملاطفة" بين كوهين وزوجة أحد المسئولين السوريين.

 

في البداية من هو إيلي كوهين؟

إيلي كوهين هو جاسوس إسرائيلي ولد في مصر عام 1924، باسم إلياهو بن شاؤول جندي كوهين، لأسرة هاجرت من سوريا إلى مصر.

تضاربت الأقوال بين التحاقه بكلية الهندسة جامعة القاهرة أو كلية العلوم بجامعة الإسكندرية، إلا أن الأكيد أنه لم يكمل تعليمه، وانضم للحركة الصهيونية وهو في العشرين من عمره، كما التحق بشبكة تجسس إسرائيلية بمصر بزعامة ابراهام دار المعروف بجون دارلنج.

ظل كوهين مقيما في مصر رغم هجرة أسرته للأراضي الفلسطينية المحتلة وكان سبب بقائه -بحسب الموقع الرسمي له- هو رغبته في مساعدة المخابرات الاسرائيلية حيث ارتبط اسمه بفضيحة لافون حيث أقدم عملاء إسرائيليون عام 1954 علي تفجير المكتبة الأمريكية والمسرح البريطاني بمتفجرات النيتروجلسرين بهدف إفساد العلاقات المصرية الأمريكية ليتم القبض على العملاء وتبرئة كوهين لعدم كفاية الأدلة ضده.

وهاجر كوهين إلى إسرائيل عام 1957، ليتزوج من يهودية عراقية ويعمل مترجما بجيش الاحتلال ثم ليقدم استقالته عام 1960 بسبب رفض الموساد قبول انضمامه ما جعل كوهين يترك العمل العسكري ويصبح موظف تأمينات لفترة قصيرة.

ذكر المؤرخ الإسرائيلي يوسي كاتس أن الموساد قد احتاج كوهين بعد استقالته نظرا لبراعته باللغة العربية نظرا لبدء الموساد عملية استخباراتية في سوريا، ليتم تجنيد كوهين بالموساد وإخضاعه للتدريبات اللازمة وهوية مزيفة، لرجل أعمال سوري باسم كامل أمين ثابت.

 

كامل أمين ثابت.. أشهر اسم جاسوس في الشرق الأوسط

أُعدت لإيلي كوهين قصة وهمية تقوم على أنه رجل أعمال سوري مسلم الديانة يحمل اسم كامل أمين ثابت ويعيش بالأرجنتين، ومولع بحب سوريا وطنه الأصلي؛ وذلك لزرعه لاحقا في سوريا، حتى انتقل إلى العاصمة السورية دمشق في 1962، ووصلت علاقاته لأعلى القيادات خاصة رجال الجيش والسياسة والتجارة في سوريا، ليقطن بجوار مقر قيادة الجيش.

أراد الموساد جعل ظهور كوهين منطقيا لذلك بدأ عمله في الجالية السورية بالأرجنتين ليقوم خلال تلك الفترة بانفاق الكثير من المال لصالح مبادرات وطنية سورية ما زاد شهرته بين السوريين في الأرجنتين.

قام كوهين أيضا بالتبرع لحزب البعث السوري والذي كان محظورا عام 1961 مما جعل كوهين أو كامل أمين ثابت، مقربا للحزب وقياداته العسكرية الذين تمكنوا من الانقلاب والسيطرة على الحكم في سوريا.

استغل كوهين الوضع الجديد ومدي قربه من الحزب الحاكم حديث العهد بالسلطة ليدخل سوريا بداية من عام 1962 وفقا حيث عمل على التقرب من المسئولين الحكوميين وقادة الجيش ولم ينقطع خلال تلك الفترة عن تبادل الرسائل مع الموساد بواسطة جهاز اللاسلكي الخاص به.

ووفقا لروايات عبرية تنقلها "نيويورك تايمز" استخدم كوهين الخمر والعاهرات والحفلات في بيته كوسيلة لجمع المعلومات من القادة والمسئولين.

 

 

 

هل حقق إيلي كوهين اختراقات استخباراتية لإسرائيل؟

من المحقق أن إيلي كوهين سرب معلومات خطيرة لدولة الاحتلال عن نوعيات الدبابات والطائرات الحربية التي تستوردها سوريا من الاتحاد السوفييتي وكذلك خطة سورية لحجز مياه الأنهار عن الأراضي المحتلة وخطط الجيش السوري للتصدي لأي هجمات إسرائيلية.

وزاد كوهين في نشاطه الاستخباراتي لدرجة زيارته للجولان قبل احتلاله وتصوير المواقع والتحصينات وأكثر من ذلك أنه أقنع قادة المنطقة العسكريين بأنه سيزرع مجموعة من الأشجار بالجولان لتظليل الجنود، لكن في واقع الأمر كان قد استغلها كعلامات مميزة لرسم خريطة محكمة أفادت جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوان يونيو 1967، وذلك بحسب المؤرخ سايمون دونستون.

 

لغز السقوط

هناك العديد من الروايات لكيفية سقوط إيلي كوهين والظروف التي سبقت القبض عليه.

لكن قبل التعرض لتلك الروايات يجب الإشارة إلى أن مؤرخين إسرائيليين كُثُر انتقدوا تصرفات الموساد ووصفوها بالرعونة في ملف إيلي كوهين، خاصة خلال النصف الثاني من عام 1964.

حيث رفع الموساد السرية سريعا عن معلومات أرسلها كوهين عن سوريا، لتنشرها الحكومة باللغتين العربية والعبرية، مما جعل القيادات السورية تتشكك في وجود عميل أو أكثر، وكان ذلك سببا لبداية البحث عن جاسوس محتمل في المستويات المتوسطة والعليا بالقيادة.

وهناك حقيقة أخرى تتلخص في أن إيلي كوهين كان قد بدأ يشعر بعدم الأمان مع تغير القيادات العسكرية وزيادة عدد الضباط السوريين الذين يتعامل معهم، خاصة مع قرب مسكنه من مقر قيادة القوات الجوية، لكن القيادة المباشرة له بالموساد رفضت إنهاء المهمة.

وهناك رواية أخرى انتشرت في وسائل إعلام عبرية وأشار لها الكاتب والمحلل عاموس بيرلماتر عام 1985 وهي أن إيلي كوهين تنازعته الرغبة في تناسي ماضيه وقطع علاقته بالموساد والانخراط أكثر في المجتمع السوري بشخصيته الجديدة، غير أن الموساد ضغط عليه لإزاحة هذه الأفكار تماما من خلال تكليفه بالمزيد من المهام.

 

 

أما الروايات فيمكن إيجازها في الآتي:

الرواية الأولى وهي الرسمية من سوريا وسردها بتوسع أمين الحافظ: أن ضابط إشارة يدعى محمد وداد بشير لاحظ استخدام تردد غير معتاد لبث الرسائل من هذه المنطقة، وتواصل مع عدد من السفارات للتأكد من ذلك، وبعد الفحص استبعدها، فأصبح من الأكيد توجيه رسائل من مكان آخر في المنطقة، ثم أمكن تحديد العقار ومراقبته، وتمت المداهمة في نفس لحظة إرسال رسالة أخيرة إلى الموساد كتبها باللغة الفرنسية بنبأ اجتماع لهيئة أركان الجيش السوري بحضور أمين الحافظ، وقد كشف الموساد فحوى هذه الرسالة عام 2020.

وبحسب الحافظ فقد اعتصم إيلي كوهين بشخصية كامل أمين ثابت في التحقيقات الأولية، ورفض الكشف عن الجهة التي يتبعها، لكن الحافظ عندما جلس معه بنفسه طلب منه قراءة سورة الفاتحة، باعتبارها السورة التي يحفظها كل المسلمون من كل الطوائف والأعمار، فلم يكن يحفظها إيلي كوهين، واعترف تاليا بأنه يهودي وروى قصته كاملة.

الرواية الثانية وهي رسمية أيضا من سوريا ولا تتضارب بشكل كامل مع الرواية الأولى: أن الضابط أحمد السويداني الذي أصبح فيما بعد رئيسا لأركان الجيش السوري، ساورته الشكوك في سلوك كامل أمين ثابت في بعض الاجتماعات العامة وبسبب علاقته بأشخاص مشبوهين تحت المراقبة، وأنه وضعه تحت المراقبة لفترة قصيرة قبل أن يتم التقاط الإشارات اللاسلكية التي زادت الشكوك حوله بسبب إقامته بالمنطقة المرصودة.

الرواية الثالثة مصرية وسردها الأستاذ محمد حسنين هيكل ونشرت في بعض الصحف المحلية منسوبة إلى مصادر مختلفة ومفادها: أن أحد ضباط المخابرات المصريين شاهد إيلي كوهين في صورة تجمع عددا من العسكريين السوريين في هضبة الجولان، وقد تذكر ملامحه نظرا لتعامله سابقا معه في قضية فضيحة لافون، فتم تنبيه الجانب السوري.

الرواية الرابعة مصدرها السيدة فيلترود شيفلت أرملة رفعت الجمال (رأفت الهجان) وتتقاطع في جزء منها مع الرواية الماضية: تتلخص في أن رفعت الجمال، العميل المصري الشهير داخل إسرائيل، التقى إيلي كوهين في إسرائيل مع عدد من مسئولي الموساد الذين قدموه كرجل أعمال إسرائيلي، ثم لاحقا رأى صورة له في صحيفة مقدما باسم كامل أمين ثابت، وكان معه فيها عدد من الضباط السوريين والمصريين، على رأسهم الفريق أول علي عامر قائد القوات العربية المشتركة، فأبلغ المخابرات المصرية التي تعاملت بدورها مع الأمر.

الرواية الخامسة مفادها أن الاتحاد السوفيتي هو الذي تنبه لوجود خرق في صفوف القيادة السورية، بسبب معلومات حصلت عليها إسرائيل وبلغت موسكو من خلال عيونها هناك، وقدّر المخابرات السوفيتية أن تلك المعلومات لا يمكن أن تصل بطريقة عادية بل تعبر عن خرق كبير في دمشق، وقد تم تحديد دائرة المعلومات بعد البلاغ السوفيتي.

الرواية السادسة إسرائيلية تدعي أن عنصرا إسرائيليا أصبح جاسوسا سوفيتيا وقد تمكن من اختراق قاعدة بيانات الجواسيس في ذلك الوقت، وأن موسكو هي التي أبلغت دمشق بإيلي كوهين، وأبلغت القاهرة بالجاسوس الأقل شهرة فولفجانج لوتز. ويستند منطق هذه الرواية إلى تزامن القبض على الجاسوسين وجواسيس إسرائيليين آخرين. وقد نُشرت لأول مرة في فيلم وثائقي أُنتج عام 2020 باسم "المقاتل 566".

 

الرواية الأقل شهرة.. هل هي الأكثر منطقية؟

أما الرواية السابعة وهي الأقل ذيوعا، ولكنها لا تخلو من المنطق والقرائن السليمة، فقد قدمها الباحث الإسرائيلي ناعوم ناخمان تيبر اعتمادا على تسلسل للأحداث من واقع وثائق الموساد ووثائق الاستخبارات الأمريكية، وقدمها في كتابه "إيلي كوهين.. الملف المفتوح".

وتتلخص النظرية في أن المواطن السوري ماجد شيخ الأرض الذي ساهم في إدخال كوهين إلى سوريا دون معرفة منه بهويته، كان "مُخبرا منتظما للمخابرات الأمريكية" حتى عام 1959 وأنه كان يتردد على السفارة الأمريكية كثيرا، ويطلب منهم أموالا مقابل معلومات.

وفي نهاية 1964 عرّف شيخ الأرض كوهين بالضابط الألماني النازي الهارب فرانتس راديماخر الذي كان مقيما بشكل سري في سوريا تحت اسم مستعار هو "روسوليو" واعتبر كوهين أنه وقع على صيد ثمين لأنه كان مكلفا بمتابعة الضباط النازيين الهاربين الذين كانت إسرائيل تحاول القبض عليهم ومحاكمتهم بتهمة ارتكاب جرائم بحق اليهود في ألمانيا النازية.

وتكرر اللقاء ولم يتخذ كوهين الاحتياطات الكافية، مما جعل المخابرات العسكرية السورية تتشكك فيه، دون معرفة انتمائه أو لأي جهة يعمل، خاصة وأن ماجد شيخ الأرض شخصية مريبة، وأن راديماخر أيضا كان مرصودا من جهات مختلفة.

وتستند الرواية في منطقها إلى شهادات من الضباط السوريين القائمين بضبط كوهين، يُفهم منها أنهم لم يكونوا يعرفون هوية كوهين عند القبض عليه من الأساس، وفوجئوا بامتلاكه جهاز إرسال، وبالتالي فإن مداهمة منزله كانت على الأرجح تهدف إلى الاستكشاف والتحقق من هويته وليس القبض عليه بناء على معلومة متماسكة مسبقة بأنه يهودي، أو تابع لإسرائيل، أو يُرسل إشارات لا سلكية.

ومن تلك الشهادات التي يُفهم منها ذلك ما قاله أحمد السويداني نفسه بأن كوهين إنكر امتلاك جهاز لاسلكي ولكن بالصدفة تعثر أحد العناصر الأمنية بستارة معلقة ليسقط من أعلاها جهاز لا سلكي مخبأ حديث الإغلاق.

• من اليمين لليسار: ماجد شيخ الأرض والصحفي جورج سيف وإيلي كوهين

 

 

خطوات إسرائيلية حثيثة لاستعادة إيلي كوهين

1- استعادة ساعته:

في يوليو 2018 تم الإعلان عن استعادة الموساد الإسرائيلي ساعة اليد الخاصة بكوهين من سوريا، وذلك في عملية خاصة لم يعلن عن تفاصيلها، إلا أن ناديا أرمله كوهين، قالت وفقا للمعلق العسكري لإذاعة الجيش الإسرائيلي، ميخال هوزير، إن ساعة كوهين تم شراءؤها من مزاد علني عبر شبكة الإنترنت، بالإضافة لتسلمها الساعة في مراسم خاصة في مايو أي قبل شهرين من إعلان الاسترجاع الرسمي.

2- نشر التلفزيون الإسرائيلي مقطع إعدام كوهين:

في 21 سبتمر 2016، نشر موقع "NRG" الإسرائلي فيديو قصير للحظة إعدام الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين في عام 1965، ما أثار الجدل حينها وتراشقت وسائل الإعلام الموالية لبشار الأسد والمعارضة اتهامات التواطؤ والتعاون مع إسرائيل لتسريب فيديو الإعدام من التلفزيون السوري الرسمي.

‎3- جلب الوثائق

نشرت إسرائيل في السنوات الماضية صورا مختلفة ووثائق عدة من أرشيف إيلي كوهين، بما في ذلك الوصية المكتوبة بالعربية التي كُشف عن أصلها أمس.
وكانت إسرائيل دائما ترفض الإفصاح عن مصادرها للحصول على تلك الوثائق، لكن تسلسل الأحداث وزمن الظهور يوضحان أن نسخا من الأرشيف بدأت تتسرب خلال سنوات الحرب الأهلية السورية التي تلت الثورة على نظام الأسد.
حتى تكلل هذا المسار بالنجاح الكامل بالعملية التي أعلنت أمس 18 مايو 2025.

‎4- محاولات استعادة الرفات

نشرت وسائل إعلام عبرية منذ عام 2018 عن محاولات للتنسيق مع روسيا لنقل رفات إيلي كوهين، لكن مازال الأمر متعثرا.
والمعروف أن رفات كوهين نُقلت بين أماكن مختلفة بعد تصاعد المطالبات الإسرائيلية بإعادتها، وكان يغلب على نظام الأسد تصور أنها قد تُستخدم كورقة مساومة على شيء ما.
وفي 16 مايو الجاري، قبل ساعات من إعلان الاستيلاء على الأرشيف، نقلت صحيفة "معاريف" عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن "السوريين أبلغوا الإسرائيليين (خلال الاجتماعات التي عُقدت بينهم بوساطة قطرية وأمريكية مؤخرا) أنهم يسعون للعثور على رفات الجاسوس إيلي كوهين. وقد كانت تلك مفاجأة مذهلة لهم واعتبروها محاولة جادة لتقديم بادرة طيبة، ما من شك في أنها ستترك أثراً بالغاً على تل أبيب".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved