سي إن إن: ترامب يريد إبقاء الأصدقاء والأعداء في حيرة.. وتعليقاته حول إيران مبهمة
آخر تحديث: الخميس 19 يونيو 2025 - 10:18 ص بتوقيت القاهرة
محمد هشام
- الرئيس الأمريكي يعتقد أن تقلب الرأي وعدم القدرة على التنبؤ بتصرفاته يمنحانه ميزة رئيسية
"قد أضرب المنشأت النووية الإيرانية أو لا أضربها، الأسبوع المقبل سيكون حاسما وربما لن نستكمل الأسبوع"، هكذا جاءت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران، والتى أضفت حالة من الغموض حول الخطوة التالية لواشنطن إزاء تلك التطورات المتسارعة في الشرق الأوسط.
وفي هذا السياق، اعتبرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية أن ارتجال ترامب قبل اتخاذ أصعب قرار يتعلق بالأمن القومي في أي من ولايتيه الرئاسيتين لا يقارن مطلقًا بالمناورات الحربية المعقدة وتحضير الرأي العام، الذي يتطلبه معظم القادة العسكريين قبل إرسال الأمريكيين للقتال.
** حديث غامض وتعليقات مبهمة وسطحية
وأوضحت الشبكة الإخبارية في تحليل منشور على موقعها الإلكتروني أن "مونولوجات ترامب الغامضة وتعليقاته المبهمة، أمام الكاميرات وعلى الإنترنت، تبدو سطحية، بالنظر إلى العواقب الوخيمة المحتملة لهجوم أمريكي على المواقع النووية الإيرانية.
وأضافت "سي إن إن" :"لكن هكذا يتصرف. يُريد ترامب إبقاء الأصدقاء والأعداء في حيرة. وقد أظهر اعتقاده بأن عدم القدرة على التنبؤ بتصرفاته وتقلب الرأي- وهما عاملان يسعى معظم الرؤساء إلى تجنبهما في أزمات الأمن القومي - يمنحانه ميزة رئيسية".
ورأت الشبكة الإخبارية أن ترامب يحب أن يكون محور الاهتمام، بينما يعلق العالم على كل كلمة يقولها، موضحة أن مراوغته تُتيح له مساحة لتأجيل لحظة القرار وتجنب التمسك بمسارات عمل حاسمة لا يمكنه التراجع عنها.
وأشارت إلى أن أنصاره يرون أن ذلك عبقرية، لكن لا يوجد دليل يُذكر على أن الاستراتيجية تنتقل من مجلس إدارة قطب عقاري إلى مواجهات جيوسياسية مُعقدة وصنع سلام عالمي، في إشارة إلى خلفية ترامب المهنية كقطب عقارات.
ونوهت بأنه لا يمكن لكل من إيران وإسرائيل وحلفاء الولايات المتحدة وأعضاء الكونجرس والمحللين السياسيين والصحفيين والأمريكيين المتابعين الأحداث، أن يكونوا على يقين مما قد يفعله ترامب.
** التدبير للحرب بسلسلة من الأحداث المشوقة
وقالت الشبكة الإخبارية إنه لم يسبق لأي رئيس معاصر أن دبّر الاستعداد لحرب محتملة، وكأنه يرسم سلسلة من الأحداث المشوقة لإجبار المشاهدين على مشاهدة الحلقة التالية.
وتابعت أن ترامب ليس الرئيس الأمريكي الراحل جون كينيدي الذي تجنب الحرب النووية بهدوء من خلال لعبة شطرنج دبلوماسية عالية الضغط خلال أزمة الصواريخ الكوبية.
وأشارت إلى أن منتقدي ترامب يخشون اللحظة التي سيواجه فيها أزمة دولية وأسلوبه يعاني من عيوب خطيرة.
ورأت الشبكة الإخبارية أن إدارة ترامب لم تكتسب ثقة الشعب الأمريكي بعد، ولم تشرح سبب تغييرها المفاجئ لرأيها بأن إيران لا تُصنع سلاحًا نوويًا، بينما الآن، يقول ترامب إن طهران على بعد أسابيع من ذلك.
** السير على حافة الهاوية
كما أشارت إلى أنه لا توجد أي إشارة إلى أن الإدارة الأمريكية تعتزم طلب تفويض من الكونجرس كما ينص الدستور لشن حرب محتملة ضد إيران، كما أنها ترفض الإفصاح عما إذا كانت قد حسمت أمرها بشأن كيفية تأثير هجوم على محطة فوردو النووية الإيرانية على منطقة خطرة، وما إذا كانت لديها أي استراتيجية للخروج.
وأكدت الشبكة الإخبارية الأمريكية أن هذا الأمر سيكون مقلقًا في حد ذاته، ولكن بعد تاريخ واشنطن الكارثي في الغرق في مستنقعات ناجمة عن تخطيط هزيل لليوم التالي بعد بدايات مفعمة بالصدمة والرعب، فإن هذا الأمر يمثل سيرًا على حافة الهاوية.
ورأت "سي إن إن" أيضًا أن خداع ترامب المتكرر وأسلوب قيادته المتبع سياسة الأرض المحروقة يعنيان أن ملايين الأمريكيين سيحتاجون إلى أكثر من مجرد كلمته للثقة في أي قرارٍ بشن عمل عسكري.
ونوهت بأن السياسة الخارجية الأمريكية على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية مليئة بافتراضات خاطئة حول سلوك الخصوم عند تعرضهم للهجوم، مشيرة إلى ما قاله ترامب نفسه الشهر الماضي خلال زيارته السعودية، بأن المسئولين الأمريكيين كانوا يتدخلون في كثير من الأحيان في مجتمعات لا يفهمونها، معتبرة أنه من الانصاف أن نسأل عما إذا كان ترامب لديه أي فكرة عما يقدم عليه.