عراقجي: لا يمكن الوثوق بأي وقف لإطلاق النار من قِبل إسرائيل.. ونحن في حالة استعداد تام إذا تم خرق الاتفاق

آخر تحديث: السبت 19 يوليه 2025 - 10:10 م بتوقيت القاهرة

طهران - إرنا

• لا يوجد حل عسكري للتعامل مع البرنامج النووي الإيراني

صرح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، بأن الهجوم الأخير على المنشآت النووية الإيرانية، أثبت أنه لا يوجد حل عسكري للتعامل مع البرنامج النووي الإيراني، لافتا إلى أن الحل الدبلوماسي القائم على التفاوض هو الحل الوحيد الفعّال، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا عندما يتخلى الطرف الآخرعن طموحاته العسكرية ويعوض إيران عن الخسائر التي ألحقها بها، حينها تكون إيران مستعدة للمشاركة في المفاوضات.

وخلال مقابلة مع قناة CGTN الصينية، على هامش اجتماع وزراء خارجية منظمة شنغهاي للتعاون، أوضح وزير الخارجية الإيراني "عباس عراقجي"، أن إيران تولي أهمية كبيرة لمنظمة شنغهاي للتعاون ونقدر جهودها في تمكين دول الجنوب من نيل مكانة مناسبة على الساحة الدولية.

وأضاف أن هناك العديد من الدول الأخرى تسعى أيضا للانضمام إلى هذه المنظمة، وهو أمر إيجابي بحد ذاته، مؤكدا عزم إيران على المضي قدما في هذا الاتجاه، وسعيها للتعامل مع القضايا الأمنية والاقتصادية وحتى الثقافية لدول الأعضاء بطريقة تختلف عن النهج الذي تتبعه الدول الغربية عادة.

وردا على سؤال حول الاستعدادات التي قامت بها إيران للقمة المقبلة لمنظمة شنغهاي للتعاون، وتوقعاتها من هذا الحدث، قال وزير الخارجية الإيراني: لا يسعني إلا أن أقول إننا ممتنون للغاية لأمانة منظمة شنغهاي للتعاون وجميع الدول الأعضاء فيها، الذين أدانوا العمل العدواني الذي قام به الكيان الصهيوني والولايات المتحدة ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وخاصة ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وذكر أن هذا العدوان يُعد انتهاكا صريحا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، علاوة على ذلك فإن الهجوم على المنشآت النووية هو انتهاك أكبر وأكثر فداحة ولا يُغتفر للقانون الدولي، مضيفا أن الهجوم على مثل هذه المنشآت محظور تماما، لأنه يمكن أن يخلّف عواقب بيئية كارثية للبشرية جمعاء.

وتابع عراقجي مثمّنا موقف دول منظمة شنغهاي للتعاون، وخاصة الصين، التي اتخذت موقفا قويا داعما ومتضامنا مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأعربت عن تعاطفها مع الشعب الإيراني- بما في ذلك النساء والأطفال -الذين فقدوا حياتهم في هذه الهجمات. وبالتالي، فإن توقعنا من القمة المقبلة لمنظمة شنغهاي للتعاون هو تقديم دعم سياسي كامل للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

واستطرد حديثه عن العدوان الصهيوني، قائلا: هذا ليس نزاعا؛ بل هو عمل عدواني -عدوان غير مبرر من جانب الكيان الإسرائيلي ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية. لم يكن أمامنا أي خيار سوى ممارسة حقنا في الدفاع عن النفس، ولذلك دافعنا عن بلادنا؛ وقفنا بشجاعة هنا، على أرضنا، وأجبرنا المعتدين على التراجع ووقف عدوانهم، والمطالبة بوقف غير مشروط لإطلاق النار- وقد قبلنا بذلك.

وتابع قائلا أن وقف إطلاق النار هذا هش، والسبب واضح، إذ إنه لا يمكن الوثوق بأي وقف لإطلاق النار من قِبل الكيان الصهيوني، لأنه يملك سجلا سيئا للغاية. ولذلك، فإن إيران في حالة تأهب واستعداد تام في حال تم خرق هذا الاتفاق.

كما لفت إلى أن هذا الأمر ليس خيار إيران، ولم يكن كذلك منذ البداية. فإيران لم ترغب في هذه الحرب، ولكنها كانت مستعدة لها. ولا تريد لها أن تستمر، موضحا: "ما أكرر مرة أخرى؛ نحن مستعدون لها تماما.

وردا على سؤال حول ما قاله مؤخرا بأن "إيران لا تزال بحاجة إلى مزيد من الوقت لاتخاذ قرار بشأن إمكانية استئناف المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة"، قال وزير الخارجية: إذا لم نقتنع بعد، فذلك لأننا بحاجة إلى رؤية إرادة حقيقية من الطرف الآخر للوصول إلى حل يحقق الربح للطرفين. برنامجنا النووي هو لأغراض سلمية بحتة، ونحن واثقون من ذلك تماما. وليس لدينا أي مشكلة في مشاركة هذا الاطمئنان مع الآخرين؛ ولكن ذلك لا يمكن أن يتم إلا من خلال التفاوض.

وأضاف عراقجي: لقد فعلنا ذلك في عام 2015؛ تفاوضنا مع ما يُعرف بدول 5+1، وتوصلنا إلى اتفاق، وتم إبرام هذا الاتفاق. وإذا تذكرتم، فقد احتفل العالم في ذلك الوقت بهذا الاتفاق كإنجاز دبلوماسي كبير، ونحن بقينا ملتزمين به. لكن فجأة قررت أمريكا الانسحاب من الاتفاق- وكان ذلك قرارا مؤسفا للغاية -وكل ما نشهده اليوم هو نتيجة ذلك الانسحاب.

وفيما يتعلق بإمكانية للعودة إلى اتفاق تم التفاوض عليه مسبقا، أجاب عراقجي: برأيي نعم، ولكن كما قلت، ذلك يتطلب إرادة جادة وحقيقية من الطرف الآخر؛ يجب التخلي عن الخيار العسكري، والمضي قدما نحو البحث عن حل من خلال التفاوض.

كما اعتبر أن الهجوم الأخير على المنشآت النووية الايرانية، أثبت أنه لا يوجد حل عسكري للتعامل مع البرنامج النووي الإيراني.

ولفت إلى أن الحل الدبلوماسي القائم على التفاوض هو الحل الوحيد الفعّال، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا عندما يتخلى الطرف الآخر عن طموحاته العسكرية ويعوّض إيران عن الخسائر التي ألحقها بها حينها تكون إيران مستعدة للمشاركة في المفاوضات.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved