احتراق مساحات شاسعة من الأراضي في إسبانيا وسط أسوأ حرائق غابات منذ عقود
آخر تحديث: الثلاثاء 19 أغسطس 2025 - 6:07 م بتوقيت القاهرة
مدريد (د ب أ)
تشهد إسبانيا أكثر حرائق الغابات تدميرا منذ أكثر من 20 عاما، حيث أتت النيران على 3440 كيلومترا مربعا من الأراضي بسبب نشوب أكثر من 220 حريقا حتى الآن هذا العام، وفقا لتقديرات جديدة للاتحاد الأوروبي.
وكان الرقم القياسي السابق الذي سجله النظام الأوروبي لمعلومات حرائق الغابات هو 3060 كيلومترا مربعا من الأراضي والتي دمرتها الحرائق عام 2022.
ومع ذلك، بدأ النظام في تسجيل البيانات ذات الصلة فقط في عام 2006. ووفقا لسجلات الحكومة الإسبانية، فإن حرائق هذا العام هي الأكثر تدميرا منذ عام 1994.
وتسببت الحرائق الحالية في أكبر حجم من الأضرار، حيث تشتعل الحرائق منذ أسبوعين في شمال وغرب البلاد، وهو ما أودى بحياة أربعة أشخاص على الأقل.
واستمر الآلاف من رجال الإطفاء بمساعدة الجنود وطائرات ضخ المياه في مكافحة الحرائق التي تدمر الغابات الجافة والتي كانت شديدة بشكل خاص في شمال غرب إسبانيا، حيث أفادت وكالة الأرصاد الجوية في البلاد أن خطر الحرائق لا يزال "مرتفعا جدا أو شديد الارتفاع"، لا سيما في منطقة جاليسيا.
ودمرت الحرائق في جاليسيا البلدات الصغيرة قليلة السكان، ما أجبر السكان المحليين في كثير من الحالات على التدخل قبل وصول رجال الإطفاء، بحسب وكالة أنباء أسوشيتد برس (أ.ب).
وأعلنت وزارة الداخلية الإسبانية، أن وحدات إطفاء من ألمانيا وصلت إلى شمال إسبانيا اليوم الثلاثاء للمساعدة في مكافحة الحرائق. وقالت الوزارة إنه تم نشر أكثر من 20 مركبة للمساعدة في مكافحة حريق مستمر في جاريلا في منطقة إكستريمادورا التي تحد البرتغال.
وزار رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز المنطقة اليوم، حيث تحدث عن الحرارة القياسية الأخيرة التي غذت الحرائق.
وقال سانشيز: "يخبرنا العلم، ويخبرنا الحس السليم أيضا، خاصة لدى المزارعين ومربي الماشية، ومن يعيشون في المناطق الريفية، أن المناخ يتغير، وأن حالة الطوارئ المناخية أصبحت أكثر تكرارا، وأكثر تواترا ولها تأثير أكبر من أي وقت مضى".
وحتى 5 أغسطس، لم تدمر حرائق الغابات سوى 450 كيلومترا مربعا من الأراضي، وهو ما يمثل 13% فقط من المساحة الإجمالية التي دمرت هذا العام، وفقا لبرنامج "كوبرنيكوس" لمراقبة الأرض التابع للاتحاد الأوروبي، بحسب وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ).
وكانت السلطات الإسبانية قد أعلنت في وقت سابق اليوم مقتل شخص رابع بسبب حرائق الغابات الهائلة التي اجتاحت شمال وغرب إسبانيا.
ولقي رجل إطفاء حتفه عندما انقلبت الشاحنة التي كان يستقلها في ليون الليلة الماضية.
وقالت خدمات الطوارئ الإقليمية لوسائل الإعلام المحلية إن سبب الحادث لا يزال غير معروف.
وكان قد توفي ثلاثة رجال آخرين، بينهم اثنان من المتطوعين في خدمات الإطفاء، متأثرين بإصاباتهم بحروق بالغة أثناء مكافحتهم للنيران.
ومن جانبها، قالت مديرة الحماية المدنية فيرجينيا باركونيس لقناة "آر تي في إي" التلفزيونية الحكومية، إن هناك في الوقت الحالي 23 حريقا كبيرا، في ثاني أعلى مستوى من الطوارئ الإقليمية.
وبالإضافة إلى ذلك، لا يمكن رفع حالة التأهب إلا من خلال إعلان حالة الطوارئ الوطنية من جانب الحكومة المركزية.