مصطفى بكري: الهوية العربية التي وحدت الملايين يوما تحولت إلى فسيفساء ممزقة بين الطوائف والأقليات

آخر تحديث: الجمعة 19 سبتمبر 2025 - 9:37 م بتوقيت القاهرة

محمد شعبان

قال الإعلامي مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، إن الأمة العربية تمر اليوم بـ «منعطف تاريخي حاسم»، مؤكدا أن الخطر الأكبر الذي يواجهها يكمن في ضياع «الهوية الجامعة» التي وحدت الشعوب العربية «من المحيط إلى الخليج» وشكلت بوصلة وحدتها في اللحظات الفارقة.

واستشهد خلال برنامج «حقائق وأسرار» بمقولة ديفيد بن جوريون، أول رئيس وزراء للكيان الصهيوني، حين سُئل عن أكبر خطر يهدد إسرائيل الناشئة؛ ليجيب «التيار الجارف للقومية العربية.. إذا استطعنا وقف هذا التيار الممتد من المحيط إلى الخليج، سيكون لإسرائيل شأن عظيم».

وعلق «بكري» مؤكدا أن كلمات بن غوريون تبدو وكأنها «تحققت بالكمال» بعد أكثر من نصف قرن، مشيرا إلى أن «الهوية العربية الجامعة التي وحدت الملايين يوما ما تحولت إلى فسيفساء ممزقة بين الطوائف والأقليات».

وأضاف أن الإجماع العربي كان «العدو واحدا وواضحا إسرائيل»، مشيرا إلى انصهار المسلم والمسيحي السني والشيعي، العربي والكردي في هوية قومية مشتركة، وكانت «فلسطين هي البوصلة الجامعة».

وشدد أن هذا المشهد لم يدم طويلا، بدءا من اتفاقية كامب ديفيد، مرورا بالثورة الإيرانية والحرب الأهلية اللبنانية، ووصولا إلى غزو العراق؛ «تآكلت السردية القومية الجامعة وتحولت المقاومة من مشروع تحرير وطني إلى مشروع يُقرأ من زاوية طائفية ضيقة، وأصبحت حماس في نظر البعض مغامرة إسلامية، وصار حزب الله ذراعا إيرانية، وأصبح الحوثيون أداة طائفية، وتعددت الخصومات حتى بين أبناء الأمة الواحدة حاضر ممزق ومستقبل مجهول».

واستدعى ذكرى رحيل الزعيم جمال عبد الناصر، الذي كان أول من حذر من ضياع الهوية الفلسطينية، وأصر على بقاء اللاجئين محتفظين بحق العودة ورفض إذابتهم في جنسيات الدول المضيفة؛ لأنه أدرك أن «ضياع الهوية أخطر من ضياع الأرض».

واختتم متسائلا: «هل تستعيد الأمة هويتها وتاريخها؟ قبل أن يجرفها الطوفان، فيقضي عليها وتضيع هويتها وحاضرها ويغيب المستقبل، أم نظل أسرى للتمزق الداخلي حتى نصبح بلا وجود»، مشددا أن «اليوم، بينما تُقصف غزة، ويشتعل اليمن وسوريا، ويترنح لبنان، لم يعد هناك موقف عربي موحد؛ أصبح الدم العربي يُراق بلا أفق، وأصبحت المقاومة في نظر البعض عبثًا».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved