تعليق برنامج جيمي كيميل يشعل جدلا سياسيا وإعلاميا في أمريكا‬

آخر تحديث: الجمعة 19 سبتمبر 2025 - 5:26 م بتوقيت القاهرة

سلمي محمد مراد

في خطوة فجّرت جدلًا واسعًا في الأوساط الإعلامية والسياسية الأمريكية، أعلنت شبكة ABC، تعليق برنامج "جيمي كيميل لايف!" إلى أجل غير مسمى.

وجاء ذلك عقب تعليقات ساخرة أدلى بها مقدمه حول مقتل الناشط المحافظ تشارلي كيرك، وسط ضغوط مباشرة من مسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ما أثار أسئلة جدية حول مستقبل حرية التعبير في الولايات المتحدة.

وفي هذا التقرير نوضح القصة كاملة وفقًا للتقارير المنشورة في صحيفة الجارديان البريطانية.

ما مدي أهمية البرنامج؟

انطلق برنامج "جيمي كيميل لايف!" عام 2003، ويقدمه الكوميديان والكاتب المعروف جيمي كيميل، وبرغم طابعه الترفيهي، فقد تحوّل إلى منصة بارزة للتعليق السياسي والاجتماعي، خصوصًا خلال العقد الأخير.

ويحظى البرنامج بملايين المشاهدين أسبوعيًا داخل أمريكا، بينما تنتشر مقاطعه بسرعة عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل يوتيوب وتويتر، ما يجعله مؤثرًا في الرأي العام، خصوصًا بين فئة الشباب والليبراليين.

بداية الأزمة

اندلع الجدل مساء الاثنين عندما علّق كيميل ساخرًا على مقتل كيرك في ولاية يوتا، قائلًا إن "عصابة ماجا تحاول تصوير القاتل كشيء آخر غير واحد منهم"، وفي الليلة التالية، وجّه انتقادًا مباشرًا إلى نائب الرئيس جيه دي فانس، معتبرًا أن إدارة ترامب تسعى إلى استغلال القضية لتأجيج الانقسام السياسي.

واعتُبرت تصريحات كيميل مسيئة من قبل أنصار ترامب، وسرعان ما أعلنت شركة Nexstar Communications، إحدى أكبر مالكي المحطات التلفزيونية، وقف بث البرنامج، واصفة تعليقاته بأنها "غير حساسة في وقت بالغ التوتر"، وبعد ساعات فقط، اتخذت شبكة ABC قرارها بتعليق البرنامج نهائيًا.

ضغوط سياسية واضحة

كما تزامن قرار التعليق مع تهديد مباشر من رئيس لجنة الاتصالات الفيدرالية بريندان كار، المعيَّن من قِبل ترامب، بسحب تراخيص البث من المحطات التي تواصل عرض البرنامج.

وقال كار إن مقدمي البرامج التلفزيونية "ملزمون بخدمة المصلحة العامة"، ملمّحًا إلى أن استمرار عرض كيميل قد يعرّض المحطات إلى عقوبات أو حتى فقدان رخصتها.

احتفاء ترامب وأنصاره

لم يُخفِ دونالد ترامب سعادته بالقرار، فوصفه بأنه "خبر سار لأمريكا"، وهاجم كيميل باعتباره "شخصًا يفتقر إلى الموهبة"، بل ذهب أبعد من ذلك حين دعا قنوات أخرى إلى اتخاذ قرارات مماثلة بحق مقدمي البرامج الساخرين، مثل جيمي فالون وسيث مايرز.

كما وصف أنصار ترامب ما جرى بأنه "ثقافة العواقب"، معتبرين أن ما قاله كيميل تجاوز حدود حرية التعبير إلى تشويه سياسي متعمد.

معارضة سياسية واسعة

لكن ردود الفعل المعارضة كانت غاضبة، حيث وصف حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم القرار بأنه "منسق وخطير"، مؤكدًا أن "الحزب الجمهوري لا يؤمن بحرية التعبير".

ودعا زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر الجميع بمختلف الأطياف السياسية إلى رفع أصواتهم لوقف ما يحدث.

وحذر السيناتور كريس مورفي من أن ما يجري "مجرد بداية لحملة تستغل مقتل كيرك كذريعة لإسكات معارضي ترامب".

دعم من هوليوود والنقابات

ولم يقتصر الغضب على السياسيين، فقد عبرت شخصيات فنية وكوميدية عن تضامنها مع كيميل، فالممثل بن ستيلر اعتبر القرار "غير صائب"، بينما سخرت الكوميدية واندا سايكس قائلة: "ترامب لم يُنهِ الحروب لكنه أنهى حرية التعبير في عامه الأول".

كما وصفت نقابة الكتاب الأمريكية (WGA) ما جرى بأنه "إساءة استخدام للسلطة الحكومية"، مضيفة: "لو كانت حرية التعبير مقتصرة على الأفكار التي نحبها، لما كنا بحاجة إلى تدوينها في الدستور".

وأدانت نقابة ممثلي الشاشة (SAG-AFTRA)، التي تمثل 170 ألف عضو، القرار، مؤكدة أن "الديمقراطية تزدهر عندما تُسمع وجهات النظر المختلفة".

خلفية الصراع بين كيميل وترامب

الخلاف بين كيميل وترامب ليس جديدًا، فمنذ عام 2017، كان كيميل من أبرز الأصوات الإعلامية المناهضة لترامب، سواء في معركة إنقاذ قانون الرعاية الصحية أو في السخرية المباشرة من الرئيس خلال حفلات الأوسكار.

ومع تراكم العداء والانتقادات اللاذعة المتبادلة على مدى سنوات، ليصل اليوم إلى ذروته مع قرار تعليق البرنامج، الذي اعتبره البعض انتصارًا شخصيًا لترامب وهزيمة لحرية التعبير.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved