كيت بلانشيت من الجونة: مصر لعبت دورا قياديا ورائعا في أزمات اللاجئين.. ويجب أن نشكرها على تحمل المسئولية
آخر تحديث: الأحد 19 أكتوبر 2025 - 1:30 م بتوقيت القاهرة
أحمد فاروق:
•• العالم مخيف ومرعب.. وتلمسني قضية المجتمع الفلسطيني الذي يسعى للاستقلال والعودة
•• كثير من اللاجئين يفتقدون وطنهم ويريدون العودة لحياتهم الطبيعية
أقيمت صباح اليوم جلسة حوارية مع النجمة العالمية كيت بلانشيت بمهرجان الجونة السينمائي، أدارتها الإعلامية اللبنانية ريا إبي راشد.
كيت بلانشيت، وصلت الجونة يوم السبت لحضور السجادة الحمراء لفيلمها (أب، أم، أخت، أخ) إخراج جيم جارموش، وتكريمها بجائزة "بطل الإنسانية" تقديرًا لالتزامها برفع الوعي حول قضايا النزوح القسري.
خلال الجلسة التي امتدت 60 دقيقة، تحدثت كيت بلانشيت عن عملها كسفيرة للنوايا الحسنة مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وفضلت أن تكون البداية بتوجيه الشكر للدولة المصرية على دورها القيادي، الذي تلعبه في إقامة السلام بين دولتين متنازعين، ولاستضاقتها الكثير من السودانيين على أرضها: (مصر تلعب دور قيادي ورائع خاصة في أزمات اللاجئين، تحملت مسؤوليتها تجاههم، وهذا أمر في غاية الأهمية، ما تقوم به مصر يجب الاهتمام به ونشره، ويجب أن نشكر مصر) .
فيما أوضحت أن كل قضايا اللاجئين تلمسها خاصة المجتمع الفلسطيني الذي يسعى للاستقلال والعودة لوطنهم، لافتة إلى أن هناك فرص هائلة تضيع، ويجب استغلالها ليكون هذا العالم أفضل.
وأكدت بلانشيت أنها تعمل منذ ٨ سنوات مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وخلال هذه الفترة تزايدت أعداد اللاجئين، ولذا من المهم أن نقدم الدعم المادي والنفسي لهم، لما يتعرضون له من أزمات خاصة بسبب التغير المناخي، مشيرة إلى أن العالم مخيف ومرعب، وكثير من اللاجئين يفتقدون وطنهم ويريدون العودة لحياتهم الطبيعية.
وتابعت بلانشيت: رؤيتي لكثير من الجنسيات، المختلفة في بلدي الأم أستراليا هو ما جعلني أشارك في العمليات الإنسانية، وكان هناك نوع من الكرم، بدلا من الشعور أنهم غرباء، لكن هناك كثير من الأمور تغيرت، يمنعون قوارب اللاجئين الذين يبحثون عن الأمل والحياة من الاقتراب للشواطئ، وهذا أمر مبالغ فيه، مشيرة إلى أنها جسدت هذه الأزمة في مسلسل تلفزيوني يعرض على الشاشة بعنوان (بلا دولة) وكانت شخصية البطلة لا تحمل هوية ولا مستندات، وتم التعامل معها بطريقة غير إنسانية من قبل الشواطئ في أستراليا.
وطالبت كيت بلانشيت على أن يتم التعامل مع اللاجئين بقدر أعلى من الإنسانية، وعلى عالم السينما أن يعمل من أجل الإنسانية وتقديم قصص هؤلاء البشر الذين يحتاجون تسليط الضوء على تجربتهم، لافتة إلى أن صناعة السينما والتلفزيون ليست فقط من أجل تقديم القصص والروايات الخيالية، ولكن يجب أن تتعامل مع الحياة والبشر. نعم مهمتنا إسعاد وإنتاج الناس، ولكن لا يجب أن نغفل في المقابل ما يحتاجه الناس.
وأكدت بلانشيت أنه لم تشعر بفرق بين أن كونها ممثلة وبين العمل الإنسان، فالممثل جزء من مهمته أن يعكس قصص البشر، والعالم مليء بتجارب انسانية، مشيرة إلى أن الجميع يعمل وتتعاون دائما من أجل تحقيق اليقين في عالم يسوده عدم اليقين، وبالتالي هناك كثير من الأمور يجب أن نقوم بها ليكون العالم أفضل، والسينما قادرة على المشاركة في ذلك.
وأضافت: هناك ملايين النازحين حول العالم، لديهم قصص إنسانية مؤثرة، وعلينا أن نلتقط الأنفاس، وتقديم هذه القصص على الشاشة، لافتة إلى أن اللاجئين رغم الأزمات التي يمرون بها، هم في النهاية بشر لديهم حياة، وكل من التقيتهم وجدت لديهم حس الفكاهة والأمل، وهذا يهمني جدا، وهذا ينعكس على حياتي.
وأشارت بلانشيت إلى إطلاق صندوق دعم النازحين واللاجئين، قبل عامين، وأن الكثير من الممثلين والممثلات، مشتركين فيه، يتعين علينا تعميم قصص هؤلاء النازحين واللاجئين، وتقديمها على الشاشة.
وأضافت بلانشيت : ليس من الضروري أن تتحدث الأفلام بشكل مباشر عن اللجوء، فهناك قصص عن المرأة والطفولة،
وخلال الحوار، تحدثت كيت بلانشيت عن معاناة مفوضوية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في التمويل مثل غيرها من المنظمات الأخرى، مشيرة إلى أن كثير من اللاجئين السودانيين كانوا يعيشون حياة طبيعية وفجأة وجدوا أنفسهم بسبب النزاعات يقيمون في العراء، اسأل نفسي ماذا سيحدث لهؤلاء إذا لم يكن هناك تمويل كافي يغطيهم، وبالتالي يجدون أنفسهم مضطرين للرحيل.
وتسائلت: ماذا نتوقع من البشر إذا توقف الدعم والمساعدات؟
واستطردت: ولولا الدعم الذي تقدمه الدول المجاورة لما استطاعوا الحياة، يجب أن ندعم اللاجئين على أن يعيشوا في أوطانهم.
وحرصت كيت بلانشيت على أن تروي قصص من زياراتها لمخيمات اللاجئين، مؤكدة أنها ذات مرة اصطحبت ابنها معها الى والأردن، وكانت جديدة بالنسبة لنا، كان اللاجئين في غاية الكرم معهما رغم أنهم لايملكون شيئا، مشيرة إلى أن هناك فتاة أهدتها عقد، قضت يوم كامل في صناعته، فقررت الاحتفاظ به لأنه كان كل ما لديها.
وتابعت: عندما نستيقظ كل صباح، يجب أن نحمل في قلوبنا مشاكل اللاجئين، لأن هناك أزمة تحمل مسؤولية من بعض القادة، عند التعامل مع هذه القضية. بعض القادة أحيانا يلجأون إلى الكذب والغش ولكنهم لا يمثلون الأغلبية الساحقة. يجب ألا نتغاضى عن المشاكل التي يعيشها هؤلاء البشر، لأن التاريخ سيسجل كل ذلك. يجب أن يكون لدينا دائما قدرة على التعاطف ومواجهة المشكلات المتعلقة بالنازحين، يجب أن يكون لدينا دائما مشاعر تجاه الأزمات الإنسانية.
لم تنته الجلسة قبل أن تسألها ريا أبي راشد عن ظهورها قبل الشهرة في أحد أفلام النجم الراحل أحمد زكي. ابتسمت كيت بلانشت، وقالت أنها كانت في إحدى فنادق القاهرة، كانت تدرس التاريخ، ولم تفكر في أنها سصبح ممثلة في يوما ما، ولكنها كانت الصدفة.