كيف يمكن للمرأة استغلال الدورة الشهرية على النحو الأمثل والحصول منها على قوة خارقة؟

آخر تحديث: الأربعاء 20 أغسطس 2025 - 10:13 ص بتوقيت القاهرة

(د ب أ)

كشفت لاعبة كرة القدم المحترفة لوسي برونز، مدافعة المنتخب الإنجليزي للسيدات وفريق تشيلسي لكرة القدم النسائية في لندن، عن سر مهم من أجل الوصول إلى قمة أدائها في الملعب.

وقالت برونز لمجلة "ومنز هيلث يو كيه" المعنية بصحة المرأة، قبيل انطلاق بطولة أمم أوروبا للسيدات: "هناك مرحلة خلال دورتي الشهرية أكون فيها قادرة جسديا على بذل المزيد من الجهد، والتي يمكنني خلالها حتى التدريب بشكل أقوى، إنه أمر رائع... يكون الرجال مجرد خط الأساس طوال الوقت، بينما يمكننا /وضع إطار زمني/ للتدريب حول المراحل الأربع للدورة الشهرية، الاستفادة من فوائد كبيرة".

وأضافت أن "البحث محدود جدا (بهذا الشأن) في الوقت الحالي، لكن الأمر أشبه بإمكانية الحصول على قوة خارقة لمدة أسبوع."

هناك أربع مراحل للدورة الشهرية، وهي: "الطور الجريبي"، عندما تنمو الحويصلات في المبيض وتتكون بويضة ناضجة، و"الإباضة"، وتحدث عند إطلاق المبيض للبويضة، و"الطور الأصفري"، عندما تنتقل البويضة عبر قناتي فالوب إلى الرحم، ثم "الحيض"، ويحدث عندما تنفصل بطانة الرحم عبر المهبل في حال لم يتم تخصيب البويضة.

وأحيانا تنقسم الدورة الشهرية إلى مرحلتين فقط، وهما: "الطور الجريبي"، الذي يبدأ من اليوم الأول للحيض وينتهي بالإباضة، و"الطور الأصفري"، الذي يمتد من الإباضة وإلى الحيض.

جدير بالذكر أن إنجلترا فازت في وقت لاحق لحديث برونز للمجلة، ببطولة أمم أوروبا لعام 2025، حيث كانت اللاعبة الإنجليزية تلعب البطولة بأكملها بينما كانت تعاني من كسر في الساق.

وترى الكثير من النساء – بخلاف برونز – أنه من المفيد أن يقمن بتعديل التدريب الرياضي، وربما النظام الغذائي أيضا، ليتوافق مع المراحل المختلفة للدورة الشهرية والتقلبات الهرمونية المصاحبة لها، وهي ممارسة تعرف باسم "مزامنة الدورة الشهرية".

وهناك دور رئيسي في الأمر لوسائل التواصل الاجتماعي، حيث تقوم المؤثرات عبر الانترنت ولاعبات الرياضة، برواية تجاربهن الشخصية مع "مزامنة الدورة الشهرية" ويقدمن لمتابعيهن النصائح والخطط المناسبة. وعادة تحصل المنشورات التي يتم بثها عبر منصات مثل "إنستجرام" و"تيك توك" تحت هاشتاج #مزامنة_الدورة_الشهرية، على مئات الآلاف من نقرات الإعجاب، وغالبا ما تتم مشاركتها.

وفي استطلاع للرأي أجرته شركة "كيه كيه إتش" الألمانية للتأمين الصحي القانوني، في وقت سابق من العام الحالي، كشف 76% من المشاركات أن تعديل نمط حياتهن وفقا لمراحل دورتهن الشهرية كان له تأثير إيجابي على صحتهن البدنية والنفسية أيضا.

والسؤال الذي يطرح نفسه هو، "هل تعتبر /مزامنة الدورة الشهرية/ في الأساس نتاجا للترويج القوي لها على وسائل التواصل الاجتماعي؟ أم أنها ممارسة جديرة بالاهتمام بالفعل؟ تقول يانا شترالر، أستاذة علم النفس الرياضي في جامعة فرايبورج بألمانيا: "لقد خضعت (مزامنة الدورة الشهرية) – بالتأكيد - للبحث والدراسة، ووصلت إلى الرياضات التنافسية".

وتوضح شترالر أن "مواءمة التدريب الرياضي مع الدورة الشهرية يعد تطورا أساسيا، وهو أمر له نتائجه الإيجابية"، مشيرة إلى أن هرموني الجنس الأنثويين الأساسيين، وهما الإستروجين والبروجسترون، اللذين تتقلب مستوياتهما بشكل كبير خلال الدورة، يؤثران على مستويات الطاقة والجهاز المناعي والتمثيل الغذائي وغيرها.

وتقول شترالر إن لاعبات الرياضات الترفيهية يمكنهن أيضا الاستفادة من "مزامنة الدورة الشهرية"، مشيرة إلى أن "أهم شيء هو أن تقوم الأنثى بتتبع دورتها الشهرية".

فبينما يعد النصف الأول من الدورة الشهرية – وهي مرحلة "الطور الجريبي" - مناسبا لتدريبات القوة المكثفة، ينصح بممارسة تمارين الاستمرارية، أو تدريبات التحمل الخفيفة، خلال النصف الثاني من الدورة، بحسب شترالر.

وتوضح أنه في حين أن بعض النساء لا يرغبن في ممارسة أي رياضة على الإطلاق أثناء فترة الحيض، فإن البعض الآخر يشعرن بأن زيادة الدورة الدموية ونشاط القلب والأوعية الدموية أثناء ممارستهن للنشاط الرياضي، يخفف من تقلصات الدورة الشهرية.

رغم تباين النتائج، تتم ممارسة "مزامنة الدورة الشهرية" في الرياضات التنافسية منذ عدة أعوام. ويعد نادي تشيلسي لكرة القدم النسائية في لندن رائدا في هذا المجال: ففي عام 2020، بدأ النادي في استخدام تطبيق إلكتروني متخصص، لكي تقوم اللاعبات بتخصيص برنامجهن التدريبي بما يتناسب مع دوراتهن الشهرية، في محاولة لتحسين الأداء وتقليل تعرضهن للإصابات.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved