آخرها استهداف منزل مدير مجمع الشفاء.. انتقام إسرائيلي من عائلات الصحفيين والأطباء في غزة

آخر تحديث: السبت 20 سبتمبر 2025 - 2:39 م بتوقيت القاهرة

هديل هلال

صباح اليوم، فُجع مدير مجمع الشفاء الطبي الطبيب محمد أبو سلمية، باستشهاد شقيقه وعدد من أبنائه جراء استهداف إسرائيلي لمنزل عائلته في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، تنفيذًا لسياسة لا يتورع فيها الاحتلال عن الانتقام من كل مقومات الصمود ونقل الحقيقة داخل القطاع الذي يشهد حربًا مدمرة منذ عامين؛ أسفرت عن استشهاد ما يزيد على 65 ألف فلسطيني، وإصابة ما يزيد على 166 آخرين.

وتعيد الجريمة النكراء الأذهان إلى حوادث متكررة قرر فيها الاحتلال الانتقام من الصحفيين والأطباء عبر قصف منازلهم وارتكاب مجازر بحق عائلاتهم؛ ضمن حرب نفسية لكسر الصمود والقضاء على مقومات الحياة داخل غزة، وفيما يلي نستعرض لكم أبرز تلك الجرائم:

- وائل الدحدوح: بينتقموا منا في الأولاد

منذ اللحظة الأولى لاندلاع الحرب، تميز الصحفي الفلسطيني وائل الدحدوح، بتغطية دقيقة للقصف الإسرائيلي والمجازر العديدة التي ارتكبها الاحتلال في عدوانه المتواصل على قطاع غزة، ونقل حجم الدمار والاستهداف الواضح للمدنيين العزل في القطاع.

وأدت تلك التغطية المميزة إلى موجات تعاطف عالمية أثارت غضب الاحتلال، ودفعته في ساعات المساء الأولى ليوم الأربعاء الموافق 25 أكتوبر 2023، إلى استهداف منزل نزحت إليه عائلة «الدحدوح» في مخيم النصيرات وسط القطاع، ما أسفر عن استشهاد زوجة الصحفي الفلسطيني وابنه وابنته.

ونشرت قناة «الجزيرة» لقطات حية لمراسلها وائل الدحدوح، وهو يبكي أثناء نظره إلى جثامين أفراد أسرته بالمستشفى. كما ظهر في مقطع فيديو آخر وهو يربت على جثمان ابنه، ويقول: «تنتقموا منا في الأولاد، معلش.. إنا لله وإنا إليه راجعون».

وبعدها بأسابيع، اغتال الاحتلال ابنه الأكبر حمزة، في قصف إسرائيلي استهدف صحفيين غرب خان يونس جنوب غزة، وقال الدحدوح حينها: «ليس هناك ما هو أكثر إيلاما من فقدان دمك وخاصة ابنك الأكبر. حمزة كان أنا، ورفيق روحي وكل شيء».

 

- آلاء النجار.. طبيبة فلسطينية ألهمت العالم بصبرها

كانت الطبيبة آلاء النجار، على رأس عملها في مجمع ناصر الطبي عندما وقعت الغارة الجوية على منزلها بحي قيزان في مدينة خان يونس يوم 23 مايو الماضي، واستقبلت 9 من أطفالها متفحمين وعبارة عن أشلاء متفرقة.

وهزت الواقعة، التي عبّرت عن ذروة الوحشية التي تطال الطواقم الطبية وعائلاتهم في قطاع غزة، الرأي العام بمختلف أنحاء العالم، خاصة مع الصمود والصبر الذين أبدتهما «النجار» عقب تلقي الخبر.

وروت شقيقتها سحر النجار، في تصريحات لبودكاست «يوميات الشرق الأوسط»، اللحظات الأولى التي مرّت عليهم بعد الحادث الأليم: «أقول لها من هول الصدمة: (الأولاد راحوا يا آلاء). فتجيبني بإيمان وتسليم: (هم أحياء عند ربهم يرزقون)».

- المراسل مؤمن الشرافي: صواريخ الاحتلال أسرع من تحقيق وعد اللقاء

أما المراسل مؤمن الشرافي، ففجع بخبر استشهاد 21 شخصًا من عائلته قبل لحظات فقط من ظهوره على الهواء لتقديم تغطية حية لآخر تطورات الحرب خلال ذلك الوقت.

في السادس من ديسمبر 2023، أبدى الصحفي الفلسطيني حزنه على الهواء، خلال إعلانه استشهاد والديه وعدد من أشقائه وزوجاتهم وأطفالهم، جراء قصف إسرائيلي ببرميل متفجر أحدث حفرة عميقة تتراوح ما بين 5 و6 أمتار.

وكشف عن أن والده محمود، البالغ من العمر 87 عامًا كان يرفض مطلقا فكرة النزوح جنوبا وتكرار ما عايشه في نكبة 1948 عندما هجر من قرية هربيا. وكذلك والدته التي رفضت فكرة الإخلاء والتهجير القسري، وكانت دوما تؤكد أن التعليم هو سلاح الفلسطينيين لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي.

وأشار - بصوت متهدج - إلى أن والدته كانت قد أرسلت له قبل أيام رسالة صوتية عبر تطبيق «واتساب» تعبر فيها عن اشتياقها له، ودعواتها له بالسلامة وكل زملائه الصحفيين.

ولفت إلى أنه كان قد وعدها الالتقاء معها فور انتهاء الحرب الإسرائيلية الحالية على القطاع، ولكن صواريخ الاحتلال كانت أسرع من تحقيق هذا الوعد.

 

- الصيدلي إياد شقورة: بأي ذنب قتلوا؟!

اعتاد الطبيب إياد شقورة، وهو صيدلي يعمل وقت الحرب في غرفة الطوارئ، على مشاهدة سيل من الجرحى والشهداء، إلا أنه فقد وعيه عندما وصلت جثث أطفاله وأمه وأقاربه إلى المستشفى.

وفجع شقورة بعد اكتشافه أن أفراد عائلته بين ضحايا الغارة التي أصابت منزلا في خان يونس جنوب قطاع غزة، في الثامن من نوفمبر 2023.

وألقى شقورة بعينين دامعتين، النظرة الأخيرة على أحبائه الذين تم لفهم بأكفان بيضاء على طاولة المشرحة في قسم الطوارئ.

وتساءل الرجل بألم: «ما الذنب الذي اقترفوه حتى تصب على رؤوسهم أطنان من القنابل وأطنان من المتفجرات؟ الحمد لله. هم ليسوا أحسن حالا من أطفال سبقوهم إلى عند الله».

- محمد قريقع يفجع بوفاة أمه نعمة «الحاجة البسيطة»

فقد الصحفي الفلسطيني الشهيد محمد قريقع، أثر والدته المسنة الستينية المريضة بالقلب والسكري عند اجتياح مستشفى الشفاء، وبعد رحلة بحث ومناشدات ضجت بها منصات التواصل آنذاك، عثر عليها جثة هامدة مرمية على قارعة طريق في محيط المجمع الطبي.

محمد الذي اغتيل في نفس المكان تقريبًا الذي ودّع فيه والدته، ظهر في أوائل أبريل 2024 في مقطع يدمي القلوب وهو يبكي كالأطفال معلنًا عثوره على جثة والدته.

كان قريقع يتيمًا، ووحيد أمه التي رحلَت تحت الحصار والجوع والخوف أمام مستشفى الشفاء. قال منتحبًا وهو يقف أمام جثمانها: «عرفتها من نومتها، من أظافرها، أنا وحيدها، أمي مسكينة. نعمة حاجّة بسيطة، قتلوها».

 


- أنس الشريف: الله يرحمك يابا.. أنا السبب

في 12 نوفمبر 2023، قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي منزل عائلة الصحفي الشهيد أنس الشريف، بمخيم جباليا، مما أدى لاستشهاد والده، عقب تهديدات تلقاها الشريف من جيش الاحتلال.

وقال الشريف حينها، إن طيران الاحتلال استهدف المنزل الذي يقطن فيه والده جمال (65 عاما) بمخيم جباليا وهو ما أدى لاستشهاده فورا.

وروى في تصريحات تليفزيونية، أنه اضطرر لدفن والده في ساحة مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» يقيم فيها نازحون.

وبدت على الصحفي الفلسطيني علامات الصدمة أثناء تشييع جثمان والده، وطالب بإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه، وقال وهو يبكي: «الله يرحمك يابا.. أنا السبب».

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved