من فيرتيجو إلى مذبحة القلعة.. من هو صاحب مصطلح أول رواية سينمائية في مصر؟

آخر تحديث: السبت 20 سبتمبر 2025 - 10:21 ص بتوقيت القاهرة

شيماء شناوي

أثار الروائي والإعلامي إبراهيم عيسى، جدلاً في الأوساط الثقافية عقب طرح روايته الجديدة "مذبحة القلعة" الصادرة عن دار ديوان للنشر، وإعلانه أنها "أول رواية سينمائية"، حيث نشر عيسى عبر صفحته الشخصية على موقع فيسبوك صورة له وهو يحمل غلاف الرواية، وكتب معلقًا: "النسخة الأولى من روايتي مذبحة القلعة.. أول رواية سينمائية في تاريخ الكتابة العربية فيما أعتقد".

فتح الإعلان باب التساؤلات حول ريادة الفكرة، خاصة أن المشهد الروائي المصري شهد عدة تجارب سابقة وضعت هذا الوصف على أغلفتها أو في أحاديث كتابها.

ففي عام 2007 قدّم الروائي أحمد مراد روايته الأولى "فيرتيجو" مع دار ميريت، قبل أن تعيد دار الشروق إصدارها لاحقًا، وجاء غلاف الطبعة الأولى مزينًا بشعار "رواية سينمائية".

مراد عاد وأكد هذا في حواره مع هند واصف ونادية واصف ضمن بودكاست "في الديوان"، وكان تصريحه قبل أيام قليلة من كشف إبراهيم عيسى عن غلاف روايته الجديدة.

وأشار خلال حديثه إلى أنه أول من استخدم المصطلح في كتابته الروائية، موضحًا أنه اختار هذا الأسلوب لأنه نشأ في بيئة بصرية، فقد تعلّم التصوير الفوتوغرافي منذ طفولته في استوديو والده، ثم عمل لاحقًا كمصور شخصي لرئيس الجمهورية الأسبق محمد حسني مبارك، وهو ما صقل نظرته للصورة ودقته في التقاط التفاصيل واللحظة التي تستحق أن تخلد. وعندما كتب روايته الأولى، صاغ السرد بلغة الصورة كما وصفها في البودكاست، وهو ما لاحظه ناشر الرواية فقرر أن يضع على الغلاف شعار "رواية سينمائية".

أما الكاتب والروائي رامي حمدي، فقد نشر عام 2024 روايته بعنوان "فيليا.. بالحب تكتمل الأشياء" عن دار نيسان للنشر والتوزيع، مع غلاف حمل بدوره شعار "رواية سينمائية".

وبعد الجدل المثار أخيرًا، أعاد رامي حمدي نشر صورة الغلاف عبر حسابه على موقع فيسبوك، وعلق ساخرًا: "بمناسبة أول رواية سينمائية في تاريخ الرواية العربية اللي عمالين تتكلموا عنها من الصبح.. فدي رواية فيليا الصادرة عن نيسان للنشر والتوزيع السنة اللي فاتت 2024.. هتلاقي على الغلاف تحت على الشمال ختم كده.. أيوه.. هو اللي مكتوب عليه رواية سينمائية ده".

-الرواية السينمائية

أما عن معنى "الرواية السينمائية" فيشير النقاد إلى أن هذا المصطلح لا يقتصر على تحويل الرواية إلى عمل سينمائي أو درامي لاحقًا، بل على بنية السرد نفسها، حيث يعتمد على الوصف الدقيق المشهدي، وتلاحق الأحداث بتقنيات التشويق، والقدرة على التحكم في خيال القارئ وكأنه يشاهد عملاً بصريًا.

فيما تتفق العديد من الدراسات الأجنبية على أن السينما تركت أثرًا عميقًا في الرواية الحديثة، فألهمت كتابها تخيل الصورة الحية ونقلها بالكلمات، بينما يرى آخرون أن "الرواية السينمائية" ليست أكثر من أسلوب كتابة يولد به الكاتب أو يكتسبه من التجربة، تبقى السينما وتقنياتها فيه مجرد محفز إضافي.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved