من الفراعنة إلى العالمية.. أبو مازن ينقل حرفة أبراج الحمام إلى فرنسا

آخر تحديث: السبت 20 سبتمبر 2025 - 3:01 م بتوقيت القاهرة

أدهم السيد

ترسم الأبراج الفخارية التي يتطاير الحمام من نوافذها الصغيرة لوحة من الجمال الريفي المتجذر في القرية المصرية، ومع مرور الزمن بدأت هذه الأبراج في التراجع والاندثار تحت ضغط الغلاء وقلة الوعي بهواية تربية الحمام، غير أن عدداً من الشباب المصري من عائلة متوارثة للحرفة أعادوا إليها الحياة ونقلوها للعالمية.

ويقول أحمد الفخراني، الشهير بأبو مازن، لـ"الشروق" إن حرفة تصنيع أبراج الحمام كانت مهددة بالاختفاء لولا الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لها، حيث عمل أبناء العائلة على تطوير الصناعة لتستعيد مكانتها كوسيلة يعتمد عليها المربون لحماية الحمام.


-حرفة تعود لعهد الفراعنة

أوضح أبو مازن أن صناعة أبراج الحمام تعود إلى المصريين القدماء، لكن فيما يتعلق بعائلته فإنها بدأت منذ 300 عام حين انتقلت من الصعيد، موطن صناعة الأبراج، إلى البحيرة، لتصبح معقلاً جديداً للحرفة في دلتا مصر حيث قاومت الاندثار رغم التحديات.

-من القلعة إلى المسلة.. رحلة التطوير

وأكد أبو مازن أن الأبراج تنتشر في الصعيد لملاءمتها أجواءه الحارة، إذ يوفر الفخار برودة معتدلة للحمام، كما أن ارتفاع البرج يمنع الحيوانات والزواحف من افتراسه، بينما تمتص خامة الفخار الفضلات وتحافظ على نظافة المكان.

وأضاف أن الأبراج القديمة كانت مربعة الشكل بارتفاع 5 أمتار، ثم ظهر طراز يشبه القلعة يضم عدداً كبيراً من الأبراج القصيرة، لكنه اندثر منذ 15 عاماً لاحتياجه كميات ضخمة من الفخار.

وتابع أن عائلته طورت نموذجاً جديداً أكثر أماناً للحمام على هيئة مسلة عالية، ما جذب المربين وأصحاب المساكن الراقية الراغبين في إضافة لمسات تراثية.

-بالدولاب اليدوي.. خطوات الصناعة

وأوضح أبو مازن أن صناعة الأبراج يدوية بحتة وتقتصر على 3 مصانع فقط بمصر: مصنع العائلة في البحيرة، وآخر بالشرقية، وثالث في المنوفية. ويعمل نحو 400 فرد من العائلة لإنتاج 50 ألف قطعة فخار يومياً تكفي لبناء 33 برجاً، يُصدّر بعضها للخارج ويوزع الباقي على المحافظات.

وتبدأ الصناعة من طمي النيل الذي يُصفى وينقّى بماكينات خاصة، ثم يُشكّل على "الدولاب" عبر حركة القدمين بينما يصوغ الحرفي قطع الفخار بيديه على شكل برج، وتستغرق هذه المرحلة من أسبوع إلى أسبوعين. وبعدها ينقل البرج لمكان التركيب فوق أساس من الطوب الأبيض والتبن، مع تجهيز فتحات لدخول الحمام ووضع سلالم خشبية لتسهيل دخول المربين.

-الغلاء وقلة الوعي تهدد الحرفة


وأشار أبو مازن إلى أن ارتفاع أسعار الفخار وصعوبة جمع الطمي، بجانب قلة وعي المربين، تسببت في تراجع الإقبال على الأبراج، لكن العائلة واجهت الأزمة بوسيلتين: استخدام آلات حديثة لزيادة جودة الطمي المحلي بدلاً من المستورد، والاستفادة من وسائل التواصل للترويج للتراث وأهمية الأبراج في مشروعات التربية.

-مشروع مربح رغم التحديات

وأوضح أبو مازن أن البرج رغم ثمنه المرتفع الذي يبلغ 15 ألف جنيه، فإنه يوفر بيئة مثالية للحمام تساعد على التكاثر وجذب شراكات تدر دخلاً يصل إلى 2000 جنيه يومياً، بجانب إنتاج السماد الطبيعي الذي يمكن بيعه والاستفادة من عائده.

-من مصر إلى فرنسا والسعودية

واختتم أبو مازن بالإشارة إلى أن جهوده للترويج للحرفة أسفرت عن بناء برج فخاري في فرنسا، موضحاً أن إنجازه لم يقتصر على أوروبا، بل شمل أيضاً تشييد 15 برجاً بالسعودية و7 أبراج أخرى في دول مختلفة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved