سرقات المتاحف.. مسارح لقصص بشرية بعضها متقن وآخر ينتهي إلى عواقب كارثية
آخر تحديث: السبت 20 سبتمبر 2025 - 5:15 م بتوقيت القاهرة
هديل هلال
لاتزال واقعة سرقة الأسورة الأثرية من المتحف المصري بالتحرير مثارًا للجدل في الشارع المصري، بسبب طبيعة السرقة ذاتها ودوافع صاحبتها أخصائية الترميم بالمتحف، والتي استغلت وجودها في العمل، وتمكنت من سرقة الأسورة باستخدام أسلوب «المغافلة».
وبحسب التحقيقات، تواصلت المتهمة بعد السرقة مع أحد معارفها، صاحب محل فضيات بمنطقة السيدة زينب، والذي باع الأسورة لمالك ورشة ذهب بمنطقة الصاغة مقابل 180 ألف جنيه.
أما مالك الورشة فقرر بيع القطعة لعامل في مسبك ذهب مقابل 194 ألف جنيه، حيث أقدم الأخير على صهرها وإعادة تشكيلها ضمن مصوغات أخرى.
وعادة ما تثير سرقات المتاحف اهتمام الأشخاص عالميًا، وتكشف تلك الحوادث أن المتاحف ليست فقط أماكن لعرض الفن والتاريخ، وإنما مسارح لقصص بشرية تتسم بعضها بالدقة اللامتناهية وتنتهي أخرى إلى عواقب كارثية، ونستعرض لكم في «الشروق» مجموعة من تلك السرقات:
• اعتراف أخير للزوجة يطيح بـ25 عاما من السرية
في القدس عام 1983، وقعت واحدة من أكبر السرقات في تاريخ المتاحف حين استولى اللص نعمان ديلر، على أكثر من 100 ساعة نادرة من متحف الفن الإسلامي.
بدأت المغامرة ليل 15 أبريل 1983 في المتحف الذي ضم مجموعة الساعات القديمة البالغة الأهمية التي كانت ملكًا لسير ديفيد ليونيل سالومونز، أول رئيس بلدية يهودي للندن.
وتمكن اللص من تخطي كل أجهزة الإنذار وسرقة 106 قطع من المجموعة، بينها ساعة جيب من الذهب نادرة للغاية مهداة إلى ملكة فرنسا ماري أنطوانيت، وتحمل توقيع صانع الساعات الفرنسي لوي بريجيه (1747-1823) وتقدر قيمتها بـ30 مليون دولار.
ولم تظهر أي أخبار عن المسروقات لمدة 25 عامًا. لكن اللص أقرّ وهو يحتضر - بعد إصابته بمرض عضال - لزوجته بتنفيذ عملية السرقة، وأن الساعات وُضعت مع قطع نادرة أخرى في خزنتين مصرفيتين بباريس.
- أكبر سرقة فنية في التاريخ الحديث.. لوحات نادرة خرجت ولم تعد
نال متحف إيزابيلا ستيوارت جاردنر في بوسطن، شهرة أكبر بفضل الأعمال الفنية النادرة، أو على الأقل، التي لم تعد موجودة، حسب موقع «سي إن إن» الأمريكية.
ووقع المتحف فريسة لأكبر سرقة فنية في التاريخ، عندما سُرق 13 عملاً فنياً تقدر قيمتها بأكثر من نصف مليار دولار - بما في ذلك 3 لوحات لرامبرانت وفيرمير - في منتصف الليل، في حين كان حارسا الأمن يقبعان بالقبو ومقيدين بشريط لاصق.
ففي يوم 18 مارس 1990، وصل رجلان متنكران بزي ضباط شرطة إلى المتحف، مدعين أنهما استجابا لنداء طارئ، وتمكنا من إقناع حراس الأمن بالسماح لهما بالدخول. وبعد السيطرة على الحراس، بدأ اللصوص في سرقة القطع الفنية خلال مدة استغرقت نحو 81 دقيقة.
وحتى يومنا هذا، لم تتم استعادة أي من هذه القطع، رغم عرض مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى استعادة الأعمال المسروقة.
- موظف وراء فضيحة سرقة 2000 قطعة من المتحف البريطاني
تعرض المتحف البريطاني لفضيحة «محرجة للغاية» بعد سرقة 2000 قطعة أثرية تاريخية، اتُهم بسرقتها كبير أمناء المتحف من مخزن قسم الآثار اليونانية والرومانية.
واُكتُشفت السرقة بعدما نبّه أحد خبراء الآثار الدنماركيين المتحف إلى الإعلان عن بيع عناصر من المجموعة الأثرية على موقع «إيباي»، مقابل 40 جنيهًا إسترلينيًا فقط.
وأحدث الإعلان عن هذه السرقات في أغسطس 2023، هزة كبيرة في المتحف الذي يُعدّ من أرقى المتاحف في العالم، وأعلن حينها مديره هارتويج فيشر - الذي شغل منصبه منذ عام 2016 - استقالته على الفور.
وتضمنت الأعمال المسروقة قطعًا صغيرة غير معروضة، ومجوهرات وأحجارًا شبه كريمة، وأواني زجاجية كانت محفوظة في مخازن المتحف.
- أكثر عمليات السرقة الأثرية جرأة في تاريخ ألمانيا
شهدت ألمانيا واحدة من أكثر عمليات السرقة جرأة في التاريخ الحديث، بعدما سرق لصوص 21 قطعة من المجوهرات الفخمة من صناديق عرض في متحف القبو الأخضر في دريسدن.
وقالت تقارير الشرطة الألمانية إن عملية السطو تم التخطيط لها وتنفيذها باحترافية، فقبل اقتحام المتحف، أضرم اللصوص النار في لوحة فصل الكهرباء ليخيم الظلام على الشوارع في محيط المتحف.
بعدها اقتحم عدد من الملثمين المتحف قبل أن يهشموا نافذة العرض الزجاجية بفأس وإخراج المجوهرات بخيوط صيد.
وفر اللصوص من مسرح الجريمة في سيارة عثرت عليها الشرطة بعد احتراقها في موقف سيارات تحت الأرض، ويعتقد أن عملية السطو بأكملها استغرقت أقل من عشر دقائق.
وفي مايو 2023، قضت محكمة دريسدن الجزئية بالسجن عدة سنوات بحق خمسة شباب من منظمة إجرامية.