قراصنة روس يخترقون وزارة الدفاع البريطانية ويسربون 4 تيرابايت من الوثائق السرية
آخر تحديث: الإثنين 20 أكتوبر 2025 - 10:53 ص بتوقيت القاهرة
سوزان سعيد
شنت روسيا حربًا على أوكرانيا امتدت لـ3 سنوات، دون توقف حتى الآن، بسبب تلميح كييف بالانضمام إلى حلف الناتو، ما اعتبرته موسكو تهديدًا في حال وجدت قوات حلف شمال الأطلسي على حدودها، ما دفعها لبدء عملياتها العسكرية في أوكرانيا منذ 24 فبراير 2022.
ولوح الجيش الروسي خلال الفترة الماضية، بإمكانية تصعيد عملياته العسكرية لتشمل القارة الأوروبية بأكملها، فقد رصدت مسيرات عسكرية مجهولة تحلق فوق سماء عدة دول مثل الدنمارك والنرويج وبولندا واستونيا والمجر، إلى جانب ألمانيا وبريطانيا، ما اعتبره الاتحاد الأوروبي تهديدًا مباشرًا من الجانب الروسي يتطلب البحث عن آلية دفاع عسكرية قادرة على ردع التهديد الروسي.
لا تعتمد موسكو في حربها على القارة الأوربية على قوتها العسكرية فحسب، بل إن البلد الذي عرف بأنه الأقوى على مستوى العالم في عمليات القرصنة الإلكترونية لم يفوت الفرصة في تنفيذ العديد من الهجمات السيبرانية ضد الدولة المصنفة عالميًا كخامس أقوى الدول من حيث أنظمة الأمن السيبراني.
ومؤخرًا اخترق قراصنة روس موقع وزارة الدفاع البريطانية، ليسرقوا عدة وثائق، لتنشر على الدارك ويب.
يسلط التقرير التالي الضوء على هذا الهجوم، من الجهة المتورطة به؟ وكيف حدث؟ ولماذا؟ وما هي الملفات التي سرقت؟، وفقًا لصحيفة ديلي ميل البريطانية.
كيف حدث الاختراق؟
تمكن القراصنة من سرقة الملفات الحساسة التابعة لوزارة الدفاع، من خلال اختراق موقع شركة المقاولات "دود"، التي تتعاقد معها القوات المسلحة البريطانية والذي اقتحم لأول مرة في 23 سبتمبر الماضي، ما سهل عليهم تمويه الدفاعات الإلكترونية لوزارة الدفاع، غير القابلة للاختراق.
وثائق عسكرية حساسة بحجم 4 تيرابايت
قدر القراصنة البيانات المسروقة بنحو 4 تيرابايت، شملت مئات الوثائق العسكرية الحساسة التي تحوي تفاصيل 8 قواعد تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني والبحرية الملكية، ومنها قاعدة سلاح الجو الملكي في بورتريث - وهي محطة رادار سرية للغاية تشكل جزءًا من شبكة الدفاع الجوي لحلف شمال الأطلسي، إلى جانب قاعدة سلاح الجو الملكي في بريداناك، والتي تعد حاليًا موطنًا لمركز الطائرات بدون طيار الوطني في المملكة المتحدة.
كما سرقت أسماء موظفي وزارة الدفاع ورسائل البريد الإلكتروني، إلى جانب "دود" وهو موقع شركة المقاولات والصيانة التي تعاقدت معها وزارة الدفاع، إلى جانب مواد مرتبطة بسفينتي HMS Raleigh وHMS Drake وقاعدة RAF St Mawgan.
الاختراق يشمل أسلحة نووية أمريكية
وفقًا لوثائق مسربة اطلعت عليها وزارة الأمن البريطانية شمل الهجوم الروسي قاعدة لاكينهيث الجوية في سوفولك، والتي تتمركز بها طائرات الشبح إف-35 التابعة لسلاح الجو الأمريكي، إلى جانب قنابلها النووية، ما يضع بريطانيا في حرج كبير مع الولايات المتحدة الأمريكية.
تحذيرات من مركز الأمن السيبراني
حذر مركز الأمن السيبراني الوطني الأسبوع الماضي من تزايد عدد هجمات القرصنة الكبيرة في المملكة المتحدة والتي وصلت إلى مستوى قياسي مرتفع، حيث وقع 204 هجمات في 2025 حتى سبتمبر.
وعلق فيل إنجرام ضابط سابق في الاستخبارات العسكرية لوزارة الأمن بأن الاختراق يعد بمثابة "فشل أمني كارثي" من شأنه أن يسبب "قلقا كبيرا" في الولايات المتحدة، موضحًا أن اختراق المعلومات الحساسة بدءًا من رسائل البريد الإلكتروني وحتى أرقام الهواتف، كما حذر الخبراء من أنه قد يساعد أعداء المملكة المتحدة في بناء معلومات استخباراتية عن البنية التحتية الدفاعية البريطانية.
بنية تكنولوجية متهالكة لوزارة الدفاع
وقال إنجرام، إنه "لا يمر أسبوعًا دون خرقٍ آخر متعلقٍ بوزارة الدفاع، ودون أيِّ مؤشرٍ على المساءلة، ما يعكس بنية تحتية متهالكة لتكنولوجيا المعلومات التابعة لوزارة الدفاع، إلى جانب عدم تحديث النظام، وافتقاره للصيانة".
الوثائق العسكرية البريطانية على الإنترنت المظلم
نشر القراصنة الروس الوثائق العسكرية البريطانية المسروقة على شبكة الإنترنت المظلمة" Dark Web"، وهي جزء من الإنترنت لا يمكن الوصول إليه من خلال برامج التصفح العادية، بل باستخدام برامج خاصة مثل برنامج تور، ويتيح للمستخدمين إخفاء هويتهم ومواقعهم الجغرافية، ويُستخدم في الأنشطة القانونية مثل حرية التعبير وحماية الخصوصية للصحفيين والمعارضين، إلى جانب الأنشطة غير القانونية مثل بيع المعلومات المسروقة والسلع غير المشروعة، وهو ما يعتزم القراصنة الروس فعله.
أصابع الاتهام تتجه لـ"لينكس" الروسية
قالت وزارة الدفاع البريطانية، "إنها تحقق في الاختراق الهائل للبيانات والأمن، والذي يعتقد أن مجموعة لينكس الروسية نفذته".
ولينكس " Linux" هو نظام تشغيل روسي بديل لنظام windows التابع لشركة ميكروسوفت، إلا أن لينكس يستخدم على نطاق أوسع لتشغيل خوادم قواعد البيانات أو الملفات وغيرها، إلى جانب أنه أداة قوية يمكن للقراصنة استخدامه في الهجمات السيبرانية، ويُعتقد أن لينكس المتمركز في روسيا، يستهدف العديد من الدول من خلال الاختراق السيبراني، يتجنب الهجوم على دول الاتحاد السوفيتي السابق.