من العقم إلى السرطان.. بعض اللهايات قد تسبب لطفلك أمراضًا خطيرة في المستقبل

آخر تحديث: الإثنين 20 أكتوبر 2025 - 10:58 ص بتوقيت القاهرة

سوزان سعيد

تعد اللهاية أحد أكثر الإكسسوارات أهمية، والتي يحرص الوالدين على وجودها حتى قبل ولادة طفلهما، وبالفعل تجذب هذه اللعبة الأطفال بأشكالها الجذابة وألوانها المبهجة، لذا يحرص الأبوين على شراء اللهايات التي تتبع لعلامات تجارية معروفة، باعتبارها آمنة على صحة الطفل، ولا تحتوي على مواد كيميائية ضارة، إلا أن اختبارات معملية أجرتها منظمة dTest التشيكية لحماية المستهلك على مجموعة من اللهايات التي تتبع لـ3 علامات تجارية أوروبية كبيرة أظهرت احتواءها على BPA"" أو"بيسفينول أ" - وهي مادة كيميائية تستخدم في صناعة البلاستيك وتسبب الكثير من الأمراض الخطيرة- بنسب أعلى من التي حددها الاتحاد الأوروبي، بالرغم من تسويق هذه المنتجات على أنها خالية من BPAأو أنها مطاط طبيعي، ما أثار جدلًا واسعًا وأدى إلى سحب بعض هذه الشركات لمنتجاتها ودفع تعويضات للمتضررين.

نتائج البحث

اشترى الباحثون 19 لهاية أطفال من متاجر في جمهورية التشيك وسلوفينيا والمجر، واثنتين من منصة تيمو الإلكترونية، التي تُصنّعها شركة فوشان سيتي سيداه لمنتجات الأطفال، لمحاكاة الظروف داخل فم الرضيع، وضعوا كل لهاية في محلول لعاب صناعي لمدة 30 دقيقة عند درجة حرارة 37 مئوية "98.6 فهرنهايت"، وهي درجة حرارة الغرفة، وقاموا باختبار المحلول.

أظهرت النتائج أن لهاية Curaprox baby grow with love. ، احتوت على أعلى تركيز من BPA والذي بلغ 19 ميكروجراما /كجم، متجاوزًا الحد الأقصى الذي حدده الاتحاد الأوروبي لأعلى تركيز لبيسفينول أ في لهايات الأطفال وهو 10 ميكروجرامات/كجم، أما ثاني أعلى تركيز فقد وجد في لهاية صوفي لا جيراف المصنوعة من المطاط الطبيعي، وبلغ 3 ميكروجرامات/كجم في المنتج، فيما حوت لهاية فيليبس أفينت ألترا إير على تركيز 2 ميكروجم/كجم، ولهاية واحدة من تيمو، التي تنتجها فوشان سيتي صيدا، بالرغم من تسويق هذه المنتجات باعتبارها "خالية من BPA"

أضرار BPA بيسفينول أ

قالت كلوي توبينج، وهي ناشطة في منظمة كيم تراست، وغير مشاركة في البحث: "إن التأثيرات الصحية لـ BPA واسعة النطاق بدءًا من سرطان الثدي، وسرطان البروستاتا، وبطانة الرحم المهاجرة، إلى جانب تسببها في أمراض القلب، والسمنة، والسكري، واضطراب الجهاز المناعي، كما تؤثر هذه المادة على النمو الجنسي عند الذكور، وتطور الدماغ والسلوك، بما في ذلك السلوك عند الأطفال".

لماذا الأطفال أكثر تضررًا؟

قالت توبينج إن الأطفال يواجهون للخطر بشكل خاص "لأنهم ما زالوا في طور النمو، فأعضاؤهم حساسة للغاية للاضطرابات"، مضيفة أن التعرض لمادة البيسفينول أ، في سن مبكرة أو في الرحم، حتى بتركيزات منخفضة، مرتبط بانخفاض عدد الحيوانات المنوية وبداية البلوغ المبكر، إلى جانب اختلال الغدد الصماء.

فجوة المعايير والقوانين

لا يمكن أن نلقي باللوم على شركات تصنيع اللهايات فقط، لكونها تسوق منتجاتها بأنها خالية من BPA أو تحوي نسب آمنة على صحة الأطفال، ليتضح بعد ذلك العكس من خلال الاختبارات المعملية، ولكن جزء من هذه المشكلة يرجع إلى غموض اللائحة الأوروبية الحالية بشأن النسب الآمنة من مادة BPA في اللهايات، إذ يحدد معيار EN 1400 الحد الأقصى BPA من اللهايات عند 10 ميكروجرامات/لتر، بينما يحدد التوجيه الأوروبي لسلامة الألعاب، بما فيها اللهايات، حدًا أقصى قدره 40 ميكروجراما/لتر.

معايير أكثر صرامة في زجاجات الأطفال

حظرت قوانين الاتحاد الأوروبي استخدام مادة BPA في زجاجات الأطفال تمامًا منذ عام 2011، كما وسعت نظاق المنع منذ 2018 لتشمل عبوات الطعام والزجاجات للأطفال دون سن الثالثة، وانتقدت كارولينا برابكوف، من منظمة أرنيكا التشيكية، عدم وجود معايير صارمة وموحدة خاصة بلهايات الأطفال قائلةً: "من غير المنطقي حظر مادة البيسفينول في زجاجات الأطفال، فيما تستخدم في اللهايات، التي يستخدمها الأطفال بكثافة أكبر، وفي بعض الحالات لسنوات طويلة".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved