بعد تغيير الرقيب.. المخرجة هالة خليل: نتمنى بدء مرحلة تصالح مع السينمائيين واستعادة الثقة في وطنية الفنانين
آخر تحديث: الجمعة 20 ديسمبر 2024 - 3:00 م بتوقيت القاهرة
نشرت المخرجة هالة خليل منشورًا مطولًا عبر حسابها بموقع فيسبوك، تحدثت فيه عن جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، الذي شهد مؤخرًا تغييرات في قيادته، بإنهاء مهمة الدكتور خالد عبد الجليل، الرئيس السابق، وتكليف جمال عيسى بتسيير أعمال الرقابة لحين اختيار رئيس جديد.
تناولت هالة خليل في منشورها العديد من القضايا، منها الصعوبات التي يواجهها صناع الأعمال الفنية للحصول على موافقات لتصوير أعمالهم، والشروط التي يجب أن تتوفر في الرقباء. وفي نهاية حديثها وجهت رسالة إلى النقيب الجديد، قائلة: "لا شك أن منصب رئيس الرقابة على المصنفات الفنية غاية في الصعوبة. فلا يكفي أن يكون الرئيس مثقفًا أو فنانًا، بل الأهم أن يتمتع بمهارات تمكنه من تحقيق التوازن بين التابوهات الثلاثة (السياسة والدين والجنس) وبين حرية التعبير التي يكفلها الدستور".
وأضافت: "على رئيس الرقابة كذلك أن يتمتع بالقدرة على معرفة الحدود الفاصلة بين هذا وذاك، بالإضافة إلى تقييم جودة وأهمية العمل. ففي تاريخ الرقابة، كانت معظم المعارك التي يخوضها رئيس الرقابة لتمرير فيلم يقترب من أحد تلك التابوهات، هي معارك من أجل أفلام ذات قيمة فنية عالية. مثلما حدث مع فيلم بحب السيما للمخرج أسامة فوزي، إذ كان الرقيب في ذلك الوقت بإمكانه إرسال نسخة السيناريو إلى الجهات الدينية المعنية والحصول على رفض، وبالتالي تبرئة نفسه من أي مسؤولية. ولكن إدراك الرقيب لقيمة الفيلم أو المخرج أو كليهما جعله يجيز السيناريو ويتم تصوير الفيلم. ولإدراكه أيضًا حساسية الموضوع دينيًا، شكل لجنة من المثقفين والفنانين ورجال الدين والسياسة لعرض الفيلم عليها قبل إجازته. وتم عرض الفيلم، ولا يزال يعرض مرات ومرات، دون أن تحدث فتنة طائفية أو قلاقل، ودون أن يتعرض الرقيب للمساءلة".
واستطردت: "فيلم بحب السيما ليس الوحيد الذي مر بتجارب مشابهة. قبله كان فيلم لا مؤاخذة للمخرج عمرو سلامة، وغيرها من الأفلام الهامة التي ظهرت بفضل مهارة الرقيب في تحقيق التوازن بين المبدع ومؤسسات الدولة، بحيث لا ضرر ولا ضرار".
واستشهدت خليل بالناقد علي أبو شادي، مشيدة بدوره عندما كان رئيسًا لجهاز الرقابة، قائلة: "كان علي أبو شادي يقول: 'أنا لا أدافع عن سيناريو رديء، الأفلام الجيدة فقط تستحق الدفاع عنها'. ومع الأسف، العديد من السيناريوهات الجيدة لمخرجينا الكبار مؤخرًا تم التحفظ عليها في أدراج موظفي الرقابة ولم ترَ النور، إضافة إلى الأفلام التي مُنع عرضها بعد تصويرها".
وأضافت: "لا شك أن من حق أي إنسان أن يخشى المساءلة إذا تسبب أي فيلم في حدوث أزمة ما. وهذا ما يجعل بعض الرقباء يلجأون إلى الرفض والمنع لتوخي السلامة. لكنها حيلة الضعيف وهي الأسهل بدون شك. وهذا ما أعنيه عند الحديث عن مواصفات الرقيب، فبالإضافة إلى كل ما هو متفق عليه، تأتي مهارة الرقيب في التفاوض بين طرفين لتحقيق مصلحة كل طرف. وهذا ما لمسناه مع الناقد علي أبو شادي حينما كان رئيسًا للرقابة، إذ كان وطنيًا حاذقًا منحازًا للفن والإبداع. وإليه يرجع الفضل في تمرير معظم الأفلام الهامة التي أُنتجت في عهده".
وأشارت خليل: "الآن، ونحن في انتظار رقيب جديد للمصنفات الفنية، نأمل أن تكون تلك بداية للتصالح بين السينمائيين وبين الرقابة، واستعادة الثقة في وطنية الفنانين وحسن الظن بهم. كما فعل جمال عبد الناصر حينما أجاز عرض فيلم شيء من الخوف رغم تحذيرات من حوله بأنه هو المقصود بشخصية (عتريس). وأصبح الفيلم واحدًا من أهم أفلام السينما المصرية".
الجدير بالذكر أن المخرجة هالة خليل عانت من رفض الرقابة منحها تصريحًا لتصوير فيلمها شرط المحبة بطولة منى زكي وإياد نصار، رغم إجرائها كل التعديلات التي طُلبت منها.