المؤرخون يكشفون أن كازانوفا أكثر من مجرد زير نساء

آخر تحديث: الأربعاء 21 مايو 2025 - 9:46 ص بتوقيت القاهرة

روما - (د ب أ)

يرتبط اسم جياكومو كازانوفا لدى الكثيرين بفن الإغواء والعلاقات الغرامية التي لا تنتهي وربما لا يعلمون عن الوجوه المتعددة الأخرى له.

وولد هذا الأسطورة الإيطالية عام 1725 في فينسيا لأسرة من الممثلين.

وتنوعت عشيقات كازانوفا الذي كان مهووسا بلا شك بالجنس، وسجل الكثيرات منهن في مذكراته التي دونها بالفرنسية بعنوان "قصة حياتي" والحافلة بالتفاصيل المثيرة التي لم يجد غضاضة في الكشف عنها.

وبعيدا عن سحره الذكوري، كان كازانوفا في أوروبا القرن الثامن كاتبا مرموقا، له علاقات وثيقة بعلية القوم فهو يختلط بالنبلاء وأعضاء العائلة الملكية وبكبار المفكرين، مثل كاثرين العظمى وفريدريك العظيم وجان جاك روسو وفولتير.

وحتى بابا الفاتيكان كليمنت الثامن لاحظ ما يتمتع به من مهارات فكرية، فأنعم عليه بلقب فارس المهماز الذهبي عام 1760، وهو من الألقاب التي يحصل عليها أفراد الطبقة الأرستقراطية.

ومع ذلك فإنه قبل حصوله على هذا اللقب بخمس سنوات فقط، أصدرت محاكم التفتيش الكاثوليكية في عام 1755 حكما بتوقيع عقوبة السجن بحقه لمدة خمسة أعوام بتهمة التجديف والفجور.

وسُجن في غرف إنتاج الرصاص سيئة السمعة بقصر دوجي في فينيسيا. وبعد قضاء 15 شهرا بالغة القسوة في السجن، تمكن من الهرب.

ومضت حياة كازانوفا كإعصار من الترحال والمغامرة ، فقد تجول في أنحاء أوروبا ابتداء من باريس حيث ساعد على إنشاء الياناصيب الفرنسي التابع للدولة، حتى مدن مثل روما ومارسيليا والقسطنطينية (إسطنبول حاليا)، ودرسدن وفيينا وبرلين ووارسو.

وبدأ كازانوفا عمله كرجل دين ولكنه أعاد اختراع نفسه في وقت لاحق ليعمل محاميا، ثم انخرط في سلك الجندية وبعد ذلك صار مستشارا ماليا وكيميائيا وخبير رياضيات. وبالإضافة إلى ذلك كله كان رجلا بارع الاحتيال.

ويدعو المؤرخين الآن إلى تبني وجهة نظر أكثر توازنا حيال حياته الصاخبة.

ويقول كاتب السيرة الذاتية أليساندرو مارزو ماجنو خلال مقابلة أعدت في إطار الفيلم الوثائقي عن حياة كازانوفا، بعنوان "جياكومو كازانوفا - أكثر من مجرد دون جوان" : "كازانوفا كان وغدا بالتأكيد، ولكنه ليس القائم بالإغواء بشكل لا هوادة فيه، وهو التصور الذي غالبا ما يلصق به".

ووضع كازانوفا في مذكراته قائمة تضم 116 من عشيقاته، وهو رقم ضخم برغم أنه ليس خياليا، بالنسبة لشخص نشط جنسيا طوال 42 عاما.

والأهم من ذلك أن علاقات كازانوفا الغرامية، تملأ حيزا صغيرا فقط من مذكراته التي تضم 3600 صفحة.

ويعرب بعض الباحثين عن اعتقادهم بأنه تم التلاعب ببعض الدراسات المتعلقة به بمرور الزمن، لإضفاء جو من الإثارة على مغامراته العاطفية بهدف اجتذاب القراء الذين يهوون الاطلاع على المغامرات الجنسية.

وبمرور الوقت تحولت سمعة كازانوفا من شخص ماجن إلى صاحب فكر. ورغم حياة البهاء والسحر والمغامرات، فارق كازانوفا الحياة فقيرا ووحيدا.

وحثه المحيطون به على كتابة مذكراته لمقاومة الاكتئاب، مما نتج عنه تدوين المذكرات ذات الشهرة العالمية التي خلدت اسمه.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved