إسرائيل.. جنود مُحبطون من الاستدعاءات المتكررة إلى غزة

آخر تحديث: الخميس 21 أغسطس 2025 - 1:23 م بتوقيت القاهرة

القدس / الأناضول

جندي احتياط: صناع القرار ينظرون إلى جنود الاحتياط كبيادق يحركونها كما يشاؤون

جندي آخر: هناك لحظاتٌ تُشعرك بالإحباط.. الآخرون يُكملون حياتهم وأنا أتوجه إلى الميدان

أبدى جنود احتياط إسرائيليون إحباطهم من الاستدعاءات المتكررة للخدمة العسكرية بقطاع غزة، وحذروا من شعورهم بالإرهاق في وقت تسعى فيه تل أبيب لمهاجمة مدينة غزة واحتلالها في إطار الإبادة الجماعية التي ترتكبها بحق الفلسطينيين منذ 22 شهرا.

وجاءت تحذيرات الجنود غداة موافقة وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، على خطة مهاجمة مدينة غزة واحتلالها في عملية عسكرية تحمل اسم "عربات جدعون 2".

ويعتزم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التصديق على الخطة اليوم، رغم جهود الوسطاء للتوصل إلى اتفاق، وموافقة حركة "حماس" على مقترح لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وقالت صحيفة "يسرائيل هيوم"، الخميس، إن جنود الاحتياط الذين استُدعوا مرة أخرى للخدمة "يعبرون عن وجهات نظر متباينة حول الواقع القاسي الذي وُضعوا فيه".

يأتي ذلك، وفق الصحيفة، بينما تستعد الحكومة للمرحلة الثانية من عملية "عربات جدعون" واحتلال مدينة غزة، مبينةً أن عشرات الآلاف من جنود الاحتياط يواجهون منذ 7 أكتوبر 2023 "واقعًا جديدًا".

وأوضحت أن "مئات أيام الخدمة العسكرية تُعطّل روتين حياة الجنود المهنية والشخصية".

ويخدم بعضهم، وفق الصحيفة، "قرابة 400 يوم، ويخوض آخرون بالفعل جولة رابعة، ويواجهون جميعًا السؤال الصعب: إلى متى سيتمكنون من الاستمرار في تحمل هذا العبء الثقيل؟".

يذكر أن لجنة بالكنيست (البرلمان) الإسرائيلي صادقت الاثنين، على تمديد أمر الاستدعاء الطارئ لقوات الاحتياط، المعروف بـ "الأمر 8"، استعدادا لاحتلال غزة.

"يسرائيل هيوم" نقلت الخميس عن جندي احتياط عامل في سلاح المدفعية ومدير سياسات أكاديمية، لم تسمه قوله: "أحيانًا أشعر أن صناع القرار ينظرون إلى جنود الاحتياط كبيادق يحركونها كما يشاؤون".

وتابع: "لكن جنود الاحتياط ليسوا موردًا لا ينضب، فلديهم حياة شخصية تشمل الأسرة والعلاقات والمهن والدراسة والصحة، الجسدية والنفسية".

وذكر أنه "بعد 3 أشهر (من عملية عربات جدعون التي بدأت في مايو) عدنا إلى نقطة الصفر تقريبًا، ولكن في غضون ذلك، استنفدنا جنود الاحتياط لعشرات الأيام الإضافية".

وقال الجندي: "على قادة الدولة والجيش أن يفهموا: لا يمكننا الاستمرار في الاعتماد على مئات الأيام من جنود الاحتياط لسنوات متواصلة كأمر روتيني - ليس لأنهم لا يريدون ذلك، بل لأن حتى قدراتهم ستنفد في النهاية".

"لحظاتٌ تُشعرك بالإحباط"

من جهته قال جندي آخر لم تذكر الصحيفة اسمه: "أنا جندي احتياطي في وحدة ماجلان ومقيم في كيبوتس غزة، منذ 7 أكتوبر 2023 خدمت أكثر من 380 يومًا في الاحتياط".

وأضاف: "كل إشعار استدعاء جديد أتلقاه يعيدني إلى نفس النقطة: مغادرة المنزل، ودراستي الجامعية، وعملي، ترك عائلتي".

وزاد: "هناك لحظاتٌ تُشعرك بالإحباط، أن ترى الآخرين يُكملون حياتهم وأنا مُجددًا أحزم أمتعتي وأتوجه إلى الميدان".

بدوره قال جندي احتياط ثالث، لم تكشف الصحيفة اسمه: "بعد 3 جولات من خدمة الاحتياط بلغ مجموعها 250 يومًا جميعها في قطاع غزة ومحيطه، كان من المفترض أن نبدأ جولة أخرى في رأس السنة، لكن (..) من المرجح أن تُقدم فترة تجنيدنا وتُمدّد".

وتابع: "ما الذي أشعر به؟ التعب، والإرهاق، والصعوبة الكبيرة في الانتقال بين فترات خدمة الاحتياط الطويلة وروتين ليس روتينًا حقيقيًا، والعودة مرة أخرى".

وأردف: "يجب على الحكومة سن قانون تجنيد حقيقي، وعلى الجيش الاستعداد لاستيعاب عدد كبير من الحريديم - وبالطبع، مقاتلين من قطاعات أخرى".

ويرفض المتدينون اليهود الخدمة العسكرية ويقولون إن مهمتهم هي دراسة التوراة.

وفي 8 أغسطس الجاري أقر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابينت" خطة طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال غزة بالكامل تدريجيا، بدءا بمدينة غزة.

وتأتي هذه التطورات في وقت يواصل فيه الوسطاء (مصر وقطر) الجهود للتوصل إلى وقف إطلاق نار وتبادل أسرى في قطاع غزة، عقب تقديم مقترح جديد وافقت عليه "حماس" ولم ترد عليه إسرائيل بعد.

وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي، منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة خلّفت 62 ألفا و122 شهيدا، و156 ألفا و758 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 271 شخصا، بينهم 112 طفلا.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved