السفير سيف قنديل: النسخة الخامسة من منتدى أسوان ستضم دوائر رجال الأعمال والمؤسسات الإنسانية
آخر تحديث: الإثنين 22 سبتمبر 2025 - 4:58 م بتوقيت القاهرة
هايدي صبري
أكد السفير سيف قنديل مدير مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام، أن النسخة الخامسة من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين تنعقد يومي 19 و20 من أكتوبر القادم، وتعد الثانية التي تعقد بمدينة أسوان بعد النسخة الأولى من المنتدى التي انطلقت في عام 2019 إبان رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، ليصبح منصة تجمع القادة وصانعي القرار والمنظمات الإقليمية والمجتمع المدني.
يأتي ذلك خلال جلسة الإحاطة الصحفية التي عقدت اليوم الاثنين بمناسبة قرب انعقاد المنتدى بمشاركة السفير تميم خلاف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية والهجرة.
وأضاف أنه منذ إطلاق النسخة الأولى من المنتدى ظل قوة فاعلة في سد الفجوة بين السياسة والممارسة، ودعم المبادرات الملموسة التي تقودها أفريقيا من خلال إطار عمله الفريد "دورة أسوان".
وأوضح أن المنتدى برز كمنصة أفريقية رائدة تتناول سبل تفعيل العلاقة الترابطية بين السلم والأمن والتنمية، حيث يجمع بين أصوات وشركاء متنوعين من العاملين في مجال السلم والأمن إلى جانب أصحاب المصلحة في مجال التنمية، وذلك لتحويل الرؤية المشتركة إلى أنشطة فعالة.
ولفت إلى أن النسخة الخامسة من منتدى أسوان ستضم دوائر رجال الأعمال والمؤسسات الإنسانية كشركاء أساسيين في تعزيز السلم والتنمية المستدامين في القارة.
وأوضح أن المنتدى ليس حدثًا بل دورة كاملة، حيث يتضمن ورش عمل قبل انعقاد المنتدى بعدة أشهر لمناقشة الموضوعات التي ستطرح خلال النسخة المقبلة.
من جانبه، قال السفير تميم خلاف، إن النسخة الخامسة لمنتدى أسوان تأتي في توقيت دقيق للغاية يشهد فيه النظام الدولي متعدد الأطراف تحولات متسارعة، وهو ما يضاعف من أهمية المنتدى باعتباره منصة هامة تم تدشينها في 2019 خلال رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، وتتناول قضايا السلم والأمن وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
وأكد الاهتمام الذي يوليه وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبدالعاطي شخصيًا للمنتدى، مضيفًا: أننا نتوقع مشاركة واسعة من جانب الدول الأفريقية والمنظمات الدولية والإقليمية وشركاء التنمية والمؤسسات الدولية، بما يتيح الخروج بنتائج ومبادرات ملموسة قابلة للتنفيذ.
وأضاف المتحدث الرسمي، أن منتدى أسوان، الذي تحول إلى أول منصة متخصصة في قضايا السلم والأمن والتنمية، رسخ مكانته وأصبح محط اهتمام بالنسبة للمنظمات الإقليمية والدولية التي تحرص على المشاركة في فعالياته، لافتًا إلى أن المنتدى يسهم في تبادل الرؤى حول التحديات السياسية والاقتصادية والتنموية المشتركة.
وتابع أن المنتدى يسعى إلى تعزيز التقارب ودعم جهود إعادة الإعمار وبناء السلام في القارة، مبرزًا في هذا الصدد الطفرة الملحوظة في العلاقات المصرية - الأفريقية التي أصبحت ترتكز على تعميق البعد التنموي والاقتصادي والاستثماري والتجاري مع الدول الأفريقية لدعم جهود السلام والأمن والاستقرار في القارة.
وأردف السفير تميم خلاف أن العلاقات المصرية الأفريقية تشكل ركيزة أساسية للسياسة الخارجية المصرية، موضحًا أن منتدى أسوان يجسد الأهمية القصوى التي توليها مصر لدعم التضامن الأفريقي والارتقاء بمستوى التعاون مع القارة، وإتاحة منصة مميزة لتبادل الأفكار حول سبل مواجهة التحديات المشتركة.
وستعقد النسخة الخامسة من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين، تحت عنوان: "عالم في تغير، وقارة في حراك: مسيرة تقدم أفريقيا في ظل التحولات العالمية"، من 19 إلى 20 أكتوبر 2025 في مدينة أسوان التاريخية التي احتضنت إطلاق النسخة الأولى من المنتدى.
وستجمع هذه المنصة رفيعة المستوى قادة أفارقة ودوليين للدفع بحلول تقودها أفريقيا وتعمل على تعزيز العلاقة بين السلم والأمن والتنمية.
وفي عالم يشهد صراعات طويلة الأمد، وعنفًا متزايدًا واسع النطاق، وانعدامًا للاستقرار في عدة مناطق، يختبر هذا العالم المتغير أسس التعاون الدولي متعدد الأطراف، وتؤدي هذه التحديات العالمية إلى تفاقم وتيرة النزاعات والمعاناة وعدم المساواة، وتقويض الثقة في النظام متعدد الأطراف، وهي عقبات رئيسية تحول دون تحقيق السلام والتنمية المستدامين.
وفي الوقت ذاته، تشهد القارة الأفريقية مرحلة حاسمة في ظل المتغيرات العالمية. فبينما تعاني أفريقيا من العنف وعدم الاستقرار، أظهرت قدرة على الصمود والتصدي للأزمات المتكررة. كما أنها تتمتع بقدرات هائلة غير مستغلة وفرص نمو كبيرة، واقتصادات مزدهرة، وموارد طبيعية وفيرة، بالإضافة إلى أعداد متزايدة من الشباب الطموح.
وستشكل النسخة الخامسة من منتدى أسوان منصة رفيعة المستوى للمساهمة في رسم مسار أفريقيا في ظل هذا المشهد المعقد. كما سيتناول المنتدى سبل تمكين القارة في مواجهة هذه التحديات من خلال تعزيز قدراتها الإقليمية على التكيف والتكامل، ودعم الحلول الأفريقية التي تعكس تطلعات القارة في تحقيق السلام والتنمية والازدهار.
وتتزامن نسخة هذا العام من المنتدى مع الذكرى الثمانين لتأسيس الأمم المتحدة (UN)، وكذلك الذكرى الخامسة والعشرين لأجندة المرأة والسلم والأمن (WPS Agenda)، والذكرى العاشرة لأجندة الشباب والسلم والأمن (YPS)، حيث يحرص المنتدى على تضمين صوت المرأة والشباب في صياغة الحلول المستدامة. كما سيركز المنتدى على الآليات العالمية والإقليمية، ويسلط الضوء على الأولويات العالمية ومنها المخاطر المناخية، والتطور الرقمي، ودور البنية التحتية والتجارة في دعم النمو وإرساء السلام.
وانطلق منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين أثناء رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي في عام 2019 باعتبارها رائدة لملف إعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات في أفريقيا. كما يُعد المنتدى منصة أفريقية رفيعة المستوى تجمع بين القادة الأفارقة من الحكومات الوطنية والمنظمات الإقليمية والدولية والجماعات الاقتصادية الإقليمية والآليات الإقليمية (RECS/RMS) والمؤسسات المالية والقطاع الخاص والمجتمع المدني، إلى جانب الشركاء المعنيين من أصحاب المصلحة والأكاديميين والباحثين والممارسين؛ لإجراء مناقشات عملية قابلة للتنفيذ.
كما يعد المنتدى المنصة الأولى من نوعها في أفريقيا التي تسعى إلى تفعيل النهج الترابطي بين السلم والأمن والتنمية، من خلال دعم الحلول الأفريقية، بما يشمل تعزيز الروابط بين السياسات والممارسات.
ومن خلال النسخ الأربع السابقة، أثبت المنتدى فاعليته في تعزيز الحوار ودعم التضامن وتفعيل الحلول المشتركة للتحديات المعقدة. وقد أصبح منبرًا أساسيًا لتشكيل المناقشات السياسية، وأشاد به مجلس السلم والأمن بالاتحاد الأفريقي باعتباره منصة رئيسية لتعزيز العلاقة بين السلم والأمن والتنمية المستدامة وجهود إعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات في أفريقيا.
ويقوم مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام (CCCPA) بمهام السكرتارية التنفيذية لمنتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة.