التنمية المحلية: تطوير 12 محطة لرصد جودة الهواء بالقاهرة الكبرى ضمن خطة شاملة لمواجهة التلوث
آخر تحديث: الإثنين 22 سبتمبر 2025 - 5:14 م بتوقيت القاهرة
دينا شعبان
أعلنت الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية، والقائم بأعمال وزير البيئة، عن إطلاق خطة طموحة لتطوير وتحديث شبكة رصد جودة الهواء المحيط التابعة لجهاز شئون البيئة، وذلك في إطار مشروع إدارة تلوث الهواء وتغير المناخ بالقاهرة الكبرى الممول من البنك الدولي.
وقالت منال عوض إن هذا التطوير يأتي في إطار تعزيز قدرات الشبكة على رصد بعض الملوثات المناخية قصيرة الأجل والغازات الدفيئة، والتي تعد من أخطر التحديات البيئية في العصر الحديث، موضحة أنه تم تنفيذ أعمال التطوير بالتعاون مع خبراء دوليين من بينهم معهد قبرص، إلى جانب استشاريين محليين.
وأكدت أن تحديث شبكة الرصد يمثل خطوة نوعية نحو تعزيز القدرات البيئية المصرية، ويعد إنجازًا رائدًا على مستوى المنطقة العربية والشرق الأوسط، بما يعزز مكانة مصر كمركز إقليمي في رصد التلوث والتغير المناخي. وأوضحت أن هذا التطوير يضع أساسًا علميًا متينًا لرسم السياسات البيئية المستقبلية، ويدعم جهود مصر في الوفاء بالتزاماتها الدولية تجاه اتفاقيات المناخ، فضلًا عن دوره في تحسين جودة الهواء وحماية صحة المواطنين، ودعم مسيرة التنمية المستدامة، مع الالتزام بإعداد تقارير دورية لضمان الجودة والشفافية.
وأضافت الوزيرة أن التحديث تضمن إضافة إمكانيات متطورة لرصد الملوثات المناخية قصيرة الأجل مثل الكربون الأسود، إلى جانب الغازات الدفيئة الرئيسية مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان، حيث جرى تزويد الشبكة بأجهزة قياس متقدمة، ما جعلها أكثر كفاءة في تحديد مصادر التلوث واتخاذ الإجراءات الوقائية. وأشارت إلى أن هذه الأجهزة تم تركيبها في 12 محطة موزعة على نطاق القاهرة الكبرى من قها شمالًا وحتى حلوان جنوبًا.
كما شمل التطوير إنشاء محطتين جديدتين لأول مرة ضمن أنشطة المشروع، مما يعكس التوسع الكبير في قدرات الشبكة الوطنية لرصد جودة الهواء. وأوضحت أن الشبكة كانت تكتفي سابقًا برصد الجسيمات الصلبة ذات القطر أقل من 10 ميكرومتر و2.5 ميكرومتر (PM10، PM2.5)، بينما سيتضمن التطوير إدخال أجهزة أكثر دقة لهذه القياسات، بالإضافة إلى رصد الجسيمات الصلبة فائقة الدقة ذات القطر أقل من 1 ميكرومتر (PM1) لأول مرة، وهي من أكثر الملوثات تأثيرًا على الصحة والمناخ، مع إعادة توزيع الأجهزة الحالية لتوسيع نطاق التغطية الوطنية.
وأكدت منال عوض أن محطة قها ستتحول بعد التحديث إلى موقع مرجعي متكامل يجمع بين رصد جميع أنواع الملوثات التقليدية والمناخية، بما في ذلك ثاني أكسيد الكربون والميثان بدقة عالية، مما يتيح تتبع وتحليل حالات التلوث الناتجة عن حرق المخلفات الزراعية في الدلتا قبل وصولها إلى القاهرة.
يُذكر أن الشبكة القومية لرصد ملوثات الهواء المحيط التابعة لجهاز شئون البيئة تضم 121 محطة موزعة على مختلف محافظات الجمهورية، وتُعد إحدى الأدوات الأساسية لتجميع وتحليل بيانات نوعية الهواء، بما يوفر صورة واضحة عن معدلات التلوث ومقارنتها بالحدود المسموح بها محليًا، كما تمثل المرجع الرئيسي لإعداد المؤشرات البيئية الخاصة بجودة الهواء في مصر.