مكتبة الإسكندرية تشهد احتفالية تخريج طلاب برنامج الشباب الأفارقة من أجل التنمية

آخر تحديث: الإثنين 22 سبتمبر 2025 - 9:03 م بتوقيت القاهرة

هدى الساعاتي

- سويلم: التزام مصر الدائم ببناء مستقبل أفضل للقارة الإفريقية
- زايد: مصر تبذل جهودًا كبيرة لدعم التنمية في أفريقيا

شهدت مكتبة الإسكندرية اليوم الاحتفالية السنوية الثالثة عشرة لتخريج الطلاب الأفارقة المشاركين في برامج "شباب الصفوة الأفارقة"، والتي ينظمها برنامج دراسات التنمية المستدامة وبناء قدرات الشباب ودعم العلاقات الإفريقية بقطاع البحث الأكاديمي.

حضر الاحتفالية الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية والدكتور هاني سويلم؛ وزير الري والموارد المائية، السفير محمد صفوت؛ مساعد وزير الخارجية لشئون دول حوض النيل، الدكتور علي عبد المحسن؛ نائب رئيس جامعة الإسكندرية لشئون التعليم والطلاب، الدكتورة شيرويت الأحمدي؛ مدير قطاع العلاقات الدولية بجامعة عين شمس، والسفيرة نائلة جبر؛ رئيس اللجنة التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، والدكتور أحمد عبد العاطي؛ أستاذ بمركز بحوث الصحراء، وأدارت الاحتفالية الدكتورة مروة الوكيل رئيس قطاع البحث الأكاديمي بمكتبة الإسكندرية.

قال الدكتور أحمد زايد إن مصر تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، تبذل جهودًا كبيرة لدعم التنمية في أفريقيا، لا سيما في بناء قدرات الشباب وتعزيز مهاراتهم.

وأضاف أن تمكين الشباب الأفريقي يُعد أمرًا بالغ الأهمية لمستقبل القارة، من خلال الاستثمار في تعليمهم ومهاراتهم وقيادتهم لدفع عجلة التنمية المستدامة والابتكار والنمو الاقتصادي.

وأكد زايد سعي مكتبة الإسكندرية، من خلال قطاعاتها وبرامجها المختلفة، وخاصةً دراسات التنمية المستدامة وبناء قدرات الشباب وبرنامج دعم العلاقات الأفريقية، إلى أن تكون منصةً لهؤلاء الطلاب، لمناقشة أفكارهم، وإعدادهم لسوق العمل المستقبلي.

وقال إن مكتبة الإسكندرية تشهد اليوم تخريج نحو 300 طالب وطالبة من جزر القمر، وملاوي، والسودان، وجنوب السودان، وأوغندا، وزامبيا، ومصر، ممن شاركوا بفعالية في البرنامج الذي أطلقته مكتبة الإسكندرية: رابطة الشباب الأفارقة (ALYM).

وأضاف أن هذا التخرج ليس نهاية رحلة التعلم، بل هو بداية مرحلة جديدة من الحياة تتطلب المزيد من العمل الجاد لاكتساب المعرفة واكتساب مهارات جديدة، كما دعا إلى ضرورة الاهتمام بالقيم لأنها جوهرية في تنمية المجتمعات والأمم.

وعبر الدكتور هاني سويلم؛ وزير الموارد المائية والري، عن سعادته بالمشاركة في هذه الاحتفالية الهامة التي تعبر عن التزام مصر الدائم ببناء مستقبل أفضل للقارة الإفريقية، مشيرًا إلى أن مصر آمنت دائمًا أن المياه هي جسر للتعاون والتضامن والتنمية، وعملت وزارة الموارد المائية والري المصرية بلا كلل لتعزيز الشراكات مع الدول الإفريقية في مجال الموارد المائية، إدراكًا لأن تحديات ندرة المياه وتغير المناخ والتنمية المستدامة تتطلب التعاون بين الدول للتعامل معها.

وهنأ الدكتور سويلم المتدربين الأفارقة، مؤكدًا أهمية الاستفادة من الخبرات المكتسبة خلال البرنامج التدريبي في خدمة الدول الأفريقية، متوجهًا بالدعوة للمتدربين لنقل هذه المعرفة والخبرات لزملائهم بما يعزز من القدرات المؤسسية بالدول الإفريقية.

وأشار الوزير إلى ما تواجهه مصر من تحديات في مجال المياه، حيث لا يتجاوز معدل هطول الأمطار 1.30 مليار متر مكعب سنويًا، وانخفض نصيب الفرد من المياه ليصل إلى ما يقارب 500 متر مكعب سنويًا، ومع النمو السكاني المتسارع وزيادة الطلب على الموارد المائية وتفاقم آثار تغير المناخ أصبحت تحديات المياه أكثر تأثيرًا، بالإضافة لذلك فإن مصر تعتمد على نهر النيل في توفير نحو 97% من مواردها المائية، الأمر الذي يجعل من معالجة وإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي أمرًا هامًا، حيث توسعت الدولة المصرية في هذا المجال بإنشاء عدد (3) محطات كبرى لمعالجة المياه (الدلتا الجديدة – بحر البقر – المحسمة).

وأضاف وزير الري والموارد المائية أنه، وانطلاقًا من التزام مصر الراسخ بدعم الدول الإفريقية الشقيقة لتعزيز الإدارة المستدامة للمياه ودعم الأمن الغذائي، فقد نفذت مصر العديد من مشروعات التنمية في دول حوض النيل من خلال التعاون الثنائي، والتي تشمل حفر آبار مياه جوفية تعمل بالطاقة الشمسية، وتنفيذ منشآت لحصاد مياه الأمطار، وتنفيذ مراكز للتنبؤ وتطوير تقنيات الري الحديث، بالإضافة إلى تبادل الخبرات والمعارف وتنظيم العديد من البرامج التدريبية سنويًا في مختلف مجالات الموارد المائية والري، والتي يتم استضافتها في مركز التدريب الإفريقي للمياه والتكيف المناخي (PACWA) لتعزيز مهارات وخبرات الشباب والكوادر الإفريقية، كما أطلقت مصر آلية تمويلية جديدة بمخصصات مالية قدرها 100 مليون دولار لتنفيذ مشروعات تنموية ودراسات بدول حوض النيل الجنوبي.

كما أطلقت مصر مبادرة "التكيف والصمود في قطاع المياه" (AWARe)، بالتعاون بشكل وثيق مع عدد من المنظمات العالمية المرموقة مثل اليونسكو والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، لمساعدة الدول النامية على التصدي بفاعلية للتحديات المرتبطة بالمياه والمناخ عبر برامج ومشروعات مستدامة يتم تنفيذها على الأرض بهذه الدول.

وفي كلمته، أشاد السفير محمد صفوت؛ مساعد وزير الخارجية لشئون دول حوض النيل بدور مكتبة الإسكندرية هذه المؤسسة الثقافية المتميزة التي أصبحت مركزًا للمعرفة ووجهة للإبداع في مصر، وأكد أن الخارجية المصرية تعطي التعاون القاري الأفريقي أولوية استراتيجية قصوى، مشيرًا إلى أن إفريقيا تشكل بتاريخها العميق ومواردها وطموح شعوبها مجالنا الحيوي ومملكتنا الطبيعية لتحقيق الأهداف. وبناءً عليه، تعمل الوزارة على تعزيز العلاقات مع جميع الدول الأفريقية الشقيقة عبر المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية والثقافية والأمنية. كما تشارك مصر بنشاط في المنتديات الأفريقية، مؤمنة بشدة أن مستقبل القارة لا يمكن أن يبنى إلا بيد أبنائها وبناتها، وأن التكامل والتضامن بين الدول الأفريقية هو الطريق الوحيد لتحقيق التنمية الشاملة والدراسات المستدامة.

وأضاف أن مصر وضعت خبرتها العلمية ومؤسساتها الأكاديمية في خدمة أبناء وبنات القارة الأفريقية، وستستمر في القيام بذلك بكل تفانٍ ضمن تقاليدها الطويلة في التعليم والبحث. وأكد أن مصر تؤمن بأن العلم هو المحرك الحقيقي للتقدم، مشيرًا إلى أن برامج المنح الدراسية والتعليم والمبادرات القيادية والتبادلات الأكاديمية المقدمة تمثل أمثلة حية على ذلك. وأضاف أن وزارة الخارجية المصرية وكافة مؤسسات الدولة ستواصل دعم الأجيال القادمة من الطلاب الأفارقة في الجامعات المصرية وتقوم بتطوير برامج تعليمية وتدريبية تتماشى مع احتياجات وتطلعات الاتحاد الإفريقي.

وقال الدكتور علي عبد المحسن؛ نائب رئيس جامعة الإسكندرية لشئون التعليم والطلاب إن الجامعة استقبلت آلاف الطلاب من معظم الدول الإفريقية الأخرى واهتمت بهم وقدمت لهم المساعدة وعملت على تأهيلهم من خلال بناء المعرفة العلمية والقيادة لتلبية قدراتهم ليكونوا أدوات لبناء التنمية والتقدم في بلدانهم.

وأعربت الدكتورة شيرويت الأحمدي؛ مدير قطاع العلاقات الدولية بجامعة عين شمس عن فخرها لوجودها في مكتبة الإسكندرية، وقالت للخريجين: "أنتم من سيبني أفريقيا الجديدة، أفريقيا مكتفية ذاتيًا، سخية، ومسالمة. وأفريقيا، حيث تتاح لكل شاب فرصة تحقيق حمايته الكاملة. لذا، ونحن نغادر هذا المكان، أحثكم على أن تحملوا معكم المعرفة التي اكتسبتموها، والهوية الأفريقية التي كونتموها".

وفي كلمتها، قالت السفيرة نائلة جبر إن أفريقيا هي قارة الفرص والطاقات، التنمية الجديدة ليست مجرد إحصاءات أو أرقام، التنمية هي عملية شاملة، نجاح اقتصادي وفكري. وأكدت ضرورة تحقيق التنمية وأنها حق أساسي للحياة. وإننا بالوعي والإرادة واكتساب المهارات نبني مستقبلًا أفضل. وأشارت إلى ضرورة مكافحة الهجرة غير الشرعية من أجل ضمان حقوق وكرامة الإنسان، وقالت إننا نحتاج فقط إلى وحدة الرؤية والتعاون بين شعوبنا وحكوماتنا.

وتحدث الدكتور أحمد عبد العاطي؛ أستاذ بمركز بحوث الصحراء إن مصر تعطي أهمية بالغة لتعزيز التعاون الأفريقي في مختلف المجالات ولا سيما الزراعة والتنمية، مشيرًا إلى أن مصر تؤكد باستمرار أن بناء الإنسان الأفريقي هو حجر الزاوية لتحقيق النهضة الشاملة. ونحن على ثقة بأن مستقبل القارة سيكون أكثر إشراقًا بفضل جهود متعلميها ومبدعيها وطلابها. وأضاف إن استثمارنا فيكم اليوم هو استثمار في مستقبل أفريقيا. وبناءً على ذلك، تواصل وزارة الخارجية المصرية والهيئات الحكومية الأخرى دعم الأجيال القادمة من الطلاب الأفارقة في الجامعات المصرية، وقال إنه قد تم تطوير برامج تعليمية وتدريبية عالمية في ضوء احتياجات وتطلعات الاتحاد الأفريقي.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved