بعد توسيع الاحتلال عملياته.. ماذا يحدث في الضفة الغربية؟
آخر تحديث: الخميس 23 يناير 2025 - 6:50 م بتوقيت القاهرة
هدير عادل
صعد جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته في شتى أنحاء الضفة الغربية المحتلة، مستهدفا المقاومة الفلسطينية، كما فرض حواجز على الطرق وقطع تواصل سكان المنطقة عن العالم الخارجي.
وأسفر التوسع المفاجئ في عمليات أمن الاحتلال في الضفة عما لا يقل عن 10 أشخاص ويأتي بعد بدء عملية وقف النار في غزة، والذي بموجبه سيتم إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين على مراحل مع انسحاب تدريجي لقوات الاحتلال.
وتأتي الخطوة أيضاً في وقت يغمر مسئولو اليمين الإسرائيلي شعور بالجرأة تحركه تصريحات بعض المسئولين في إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، الذي أشار إلى أن إسرائيل لديها الحق في ضم جزء كبير من الضفة الغربية أو كاملها، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
• ماذا يحدث في الضفة؟
تحدث وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، عن ديناميكية جديدة في الضفة الغربية، قائلا إن الجيش سيتبنى تكتيكات تعلمها من الحرب على غزة في جهوده للقضاء على مجموعات المقاومة وضمان عدم عودة ما وصفه بـ"الإرهاب".
وقال محافظ جنين، كمال أبو الرب، لـ"سي إن إن"، اليوم الخميس، إن الهدف من عملية الاحتلال في جنين أكثر طموحاً من عمليات التوغل السابقة، مشيرا إلى أن مئات المدنيين نزحوا من المعسكر، وأنه قد أصبح شبه خالي، موضحا أن المياه قُطعت عنه، وأن المنطقة "تحت الحصار".
وأشار أبو الرب إلى أن عملية جيش الاحتلال "أحد أكبر وأشد (العمليات) التي يتم إطلاقها"، قائلاً: "نتحدث عن نزوح أكثر من 20 ألف شخص، وتم اعتقال العديد منهم".
وأفاد تليفزيون فلسطين، اليوم الخميس، بأن جيش الاحتلال وضع حواجز على الطرق قرب رام الله وأغلق إحدى القرى في المنطقة، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال عزز نقاط التفتيش في منطقة نابلس، مما ترك الآلاف من الناس عالقين وسط فترات انتظار طويلة.
ولم يتمكن الناس من مغادرة أريحا، حيث أغلقت نقاط التفتيش العسكرية هناك. وأفاد صحفيون فلسطينيون بإطلاق الغاز المسيل للدموع على الناس الذين ينتظرون عند نقطة التفتيش هناك.
من جهته، قال السياسي الفلسطيني المستقل مصطفى البرغوثي لـ"سي إن إن"، إن الرحلة من رام الله إلى أريحا، التي تستغرق عادة 45 دقيقة، يمكن أن تستغرق الآن خمس ساعات في بعض الأيام.
وذكر أن الحركة من جنوب وشمال الضفة أصبحت مشلولة بينما يتحرك المستوطنون الإسرائيليون غير الشرعيين بحرية ويواصلون هجماتهم على سيارات الفلسطينيين على الطرق.
وقالت أنجيليتا كاريدا، المديرة الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المجلس النرويجي للاجئين: "نرى أنماطا مقلقة للاستخدام غير المشروع للقوة في الضفة الغربية، والتي ليست ضرورية وعشوائية وغير متناسبة. يعكس هذا التكتيكات التي استخدمتها القوات الإسرائيلية في غزة".
• وقف النار وعملية الضفة
بدأ العدوان الإسرائيلي في الضفة بعد يومين من بدء أول مرحلة لوقف النار في غزة، وهو يمثل تحولاً في تركيز الحكومة الإسرائيلية، بحسب "سي إن إن".
وقال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، يوم الثلاثاء: "بدأنا تغيير المفهوم الأمني في الضفة الغربية والعملية للقضاء على الإرهاب في المنطقة"، على حد زعمه.
كما زعم أن الكابينت الإسرائيلي قرر أن الضفة الغربية أصبحت هدفا حربيا رسميا لإسرائيل.
وأشارت "سي إن إن" إلى أن الهدنة في غزة سمحت لقوات الأمن الإسرائيلية بالتركيز على الضفة، حيث أصبحت مجموعات المقاومة التابعة لحماس أكثر نشاطاً، موضحة أنه مع ذلك هناك خطر يتمثل في أن "العمل العسكري الإسرائيلي الكثيف في شتى أنحاء الضفة الغربية سيضع وقف إطلاق النار في غزة تحت ضغط".