انخفاض الدولار يدفع ترامب لتخفيف لهجته مع الصين والتراجع عن إقالة جيروم باول

آخر تحديث: الأربعاء 23 أبريل 2025 - 5:33 م بتوقيت القاهرة

حياة حسين

ترامب يعلن تخفيض الرسوم الجمركية على الصين في حالة وجود اتفاق

 

بدا دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، في تصريحاته الأخيرة، أكثر عقلانية بشأن التعريفات الجمركية المفروضة على الصين، ومسألة إقالة جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي)، الذي يرفض طلب الرئيس الأمريكي بخفض سعر الفائدة، ويبدو أن السر يكمن في تراجع قوة الدولار.

وقال ترامب في تصريحات من المكتب البيضاوي، إن أمريكا ستكون "لطيفة جدًا" في المفاوضات مع بكين، وإن الرسوم على الواردات الصينية ستنخفض بشكل كبير بعد التوصل إلى اتفاق، لكنه لفت إلى أنها لن تنخفض إلى الصفر، حتى في حال التوصل إلى اتفاق.

وكان ترامب، فرض تعريفات تصل إلى 145% على الواردات الصينية، بعدما ردت بكين على رسومه المتبادلة، ما هدد بتقويض التجارة بين البلدين، وامتدت آثار هذه الحرب لتؤثر على آفاق نمو الاقتصاد العالمي.

وخفض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو العالمي، وفقًا لما أعلنه مع بداية انطلاق اجتماعات الربيع للصندوق والبنك الدوليين.

وحذر الصندوق من تأثير الرسوم الجمركية، إذ قال إنها "تفاقم حالة عدم اليقين بشأن السياسات التجارية، وهو ما سيؤدي إلى مزيد من تراجع النمو على المديين القريب والبعيد".

وأكد الصندوق أن "الاقتصاد العالمي يمر بظروف حرجة حاليًا.. فالتصعيد السريع للتوترات التجارية، والمستويات المرتفعة للغاية من عدم اليقين، سيؤثران بشكل كبير على النشاط الاقتصادي العالمي".

وقد خفّض الصندوق توقعاته للنمو العالمي إلى 2.8% خلال العام الجاري، و3% في العام المقبل، مقابل 3.3% لكلا العامين، كما كانت متوقعة في يناير الماضي، وهو ما يمثل خفضًا قدره 0.5% و0.3% على التوالي، بحسب تقرير "آفاق الاقتصاد العالمي" الصادر عن الصندوق أمس الثلاثاء.

وبحسب الصندوق، من المتوقع أن يتباطأ النمو في الولايات المتحدة إلى 1.8% هذا العام، وهي وتيرة أقل بمقدار 0.9% مقارنة بالتوقعات السابقة لشهر يناير.

ورغم أن ترامب أعلن أنه لا يخطط لإقالة جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي، إلا أنه كرر طلبه بشأن خفض سعر الفائدة، إذ قال: "نعتقد أن هذا هو الوقت الأمثل لخفض سعر الفائدة، ونود أن يكون مبكرًا أو في الموعد المحدد، بدلاً من تخفيضها متأخرًا".

وتبدو تصريحات ترامب مساء الثلاثاء وكأنها رد فعل لخلاصة تقرير آفاق الاقتصاد العالمي وتحذيرات صندوق النقد الدولي، إلا أن محللي "فوركس دايلي" يعتقدون أن ضعف الدولار هو السبب الرئيسي في تخفيف الرئيس الأمريكي، الذي قلب حال العالم رأسًا على عقب، من لهجته تجاه جيروم باول على وجه الخصوص.

وتحت عنوان "المواجهة بين ترامب وباول تُلحق الضرر بالدولار"، قال التقرير، إن الدولار يواجه ضغوطًا متجددة بسبب مخاوف تتعلق باستقلالية الاحتياطي الفيدرالي، ما يُهدد أحد أسس قيمته كعملة احتياطية، وارتفعت مخاطر تراجع الدولار الأمريكي، "على الرغم من أننا نميل إلى اعتبار المزيد من الانخفاض مؤقتًا".

وجاءت خسائر الدولار في الأسابيع القليلة الماضية نتيجةً لمزيج من تزايد مخاوف النمو الأمريكي وفقدان الثقة في الدولار كملاذ آمن. وكان انخفاض الدولار يوم الإثنين، في عيد الفصح، ضمن كلا الاتجاهين.

وقال التقرير: "يُكثف ترامب ضغوطه على رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، لخفض أسعار الفائدة فورًا، مما يُهدد أحد أسس جاذبية الدولار كعملة احتياطية عالمية. في الوقت نفسه، يُتَكهن الكثيرون بأن ترامب يسعى لإلقاء اللوم على الاحتياطي الفيدرالي في التباطؤ الاقتصادي المقبل، وهو ما يُمثل اعترافًا فعليًا من الإدارة بأنها تُشارك السوق مخاوفه من الركود".

ويُمثل أسوأ سيناريو محتمل حاليًا للدولار الأمريكي أن يستسلم باول ويُجري خفضًا طارئًا لأسعار الفائدة، مع أن هذا يبقى احتمالًا ضئيلًا.

وستكون لإقالة باول من منصبه، أو استقالته، آثار سوقية مماثلة. وهناك احتمال كبير ألا يتخذ ترامب (أو لن يكون قادرًا على اتخاذ) أي إجراءات جذرية، وسيُصر باول على موقفه المُتمسك بإبقاء أسعار الفائدة ثابتة حتى تبدأ آثار الرسوم الجمركية في الظهور.

ومن المُرجح أيضًا أن يُواصل ترامب تكثيف الضغط لخفض أسعار الفائدة، بالنظر إلى الإجماع الواسع على بيانات النشاط الضعيفة المقبلة المتوقعة.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved