بلدية غزة تطالب بالتدخل العاجل لحماية التراث الثقافي والتاريخي من خطر الإبادة
آخر تحديث: الأربعاء 23 أبريل 2025 - 2:27 م بتوقيت القاهرة
غزة - ( د ب أ)
طالبت بلدية غزة، اليوم الأربعاء، المنظمات الدولية المختصة ومنظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم (اليونسكو)، بضرورة التدخل العاجل وحماية التراث التاريخي والثقافي للمدينة من خطر حرب الإبادة التي يتعرض لها من قبل الاحتلال.
وأفادت البلدية، في بيان صحفي نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم، بأن الاحتلال تعمد خلال العدوان المتواصل منذ أكثر من 18 شهرا باستهداف المباني الأثرية والتاريخية والأرشيف المركزي التابع للبلدية والذي يضم نحو عشرات الآلاف من الوثائق التي تؤرخ للمدينة وتراثها وتطورها العمراني.
وأوضحت أن الاحتلال استهدف منذ بداية العدوان نحو 165 مبنى أثريا في المدينة لحقت بها أضرارا متفاوتة منها كلية وجزئية، بالإضافة إلى مبنى الأرشيف المركزي الذي يضم وثائق تاريخية عن المدينة.
وبينت البلدية، أن مبنى الأرشيف المركزي، أحد أبرز المباني الإدارية التابعة لها، قد تعرض لقصف أسفر عن خسائر مادية فادحة، وأدى الحريق الناتج عن القصف إلى التهام الطابق الأرضي بالكامل، بما يحتويه من وثائق إدارية حساسة وكنوز أرشيفية ذات قيمة تاريخية كبيرة.
وتابعت أن استهدف المبنى أدى إلى تدمير نحو 75 ألف ملف إداري وتاريخي بشكل كامل، وهي وثائق تشمل تراخيص البناء، والمخططات الهندسية، ورخص الحرف، واشتراكات المياه، وغيرها الكثير من السجلات الحيوية التي تمثل نحو 60% من محتويات الأرشيف.
وحذرت البلدية، من خطر وشيك يهدد نحو 70 ألف ملف لا تزال داخل المبنى المتهالك، المعرض للانهيار في أي لحظة، في ظل غياب البدائل أو وجود مكان آمن لحمايتها من التلف أو الضياع.
ووفق البيان، يُعد هذا الأرشيف كنزًا وطنيًا وتاريخيًا يوثق الإرث الإداري والعمراني لمدينة غزة، ويحمل بين وثائقه ذاكرة ممتدة لأكثر من قرن من الزمان، ما يجعله شاهدًا حيًا على التحولات التاريخية والحضرية التي مرّت بها المدينة.
وشددت البلدية، على أهمية التدخل العاجل لدعم مشاريع الأرشفة الرقمية والمسح الضوئي؛ لإنقاذ ما تبقى من الوثائق، مطالبة بتنفيذ إجراءات طارئة تشمل إسعافا فوريا للملفات؛ بهدف حمايتها من التآكل والتلف بفعل العوامل الجوية والبيئية.
ودعت بلدية غزة، إلى حاجتها إلى تنفيذ مشروع النمذجة ثلاثية الأبعاد للمدينة، بهدف توثيق الإرث التاريخي والعمراني، لا سيما في البلدة القديمة التي تتعرض لمحاولات متكررة لطمس هويتها وتدمير معالمها التراثية.
وأكدت البلدية، أن إنقاذ الأرشيف المركزي يعد خطوة محورية في الحفاظ على هوية المدينة وصون تراثها الثقافي والتاريخي، داعيةً إلى تحرك فوري لحماية الذاكرة الجماعية الفلسطينية، ووقف محاولات التدمير الممنهج للتراث الوطني.