حملة شعبية غربية لوقف الإبادة الجماعية في غزة.. الشعوب تعلن الحرب على إسرائيل
آخر تحديث: الجمعة 23 مايو 2025 - 6:46 م بتوقيت القاهرة
سلمى محمد مراد وسوزان سعيد
يشهد العالم، منذ السابع من أكتوبر 2023 وحتى هذه اللحظة، حرب إبادة ممنهجة يمارسها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والتي تسببت حتى الآن في استشهاد أكثر من 50 ألف فلسطيني، وما يقرب من 130 ألف جريح، بالإضافة إلى نزوح حوالي 2 مليون فلسطيني، وفقًا لبيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
وبعد هدنة هشة خرقتها إسرائيل بعد شهرين فقط، يقتل جيش الاحتلال مئات الأشخاص يوميًا، وينسف أحياءً بأكملها داخل القطاع المحاصر منذ أكثر من 75 يومًا، لتجويع السكان، ودفعهم للنزوح القسري أو الموت جوعًا أو تحت القصف.
منذ اندلاع هذه الحرب، لم تنجح قرارات المجتمع الدولي، ممثلًا في مجلس الأمن والأمم المتحدة، في وقف آلة القتل الإسرائيلية، خاصة مع وجود الفيتو الأمريكي الذي صوّت أكثر من مرة ضد قرارات وقف إطلاق النار، لتظل حبيسة الأدراج، وتستمر الإبادة الجماعية.
اتخذت كثير من شعوب العالم موقفًا متضامنًا مع الشعب الفلسطيني، حتى بالرغم من موقف حكوماتها الداعم للكيان الصهيوني، وانطلقت العديد من الاحتجاجات في كافة الدول الغربية، وحتى في الجامعات الأمريكية بالولايات المتحدة، ضد الإبادة الجماعية الممنهجة التي يمارسها جيش الاحتلال ضد الفلسطينيين في قطاع غزة. وبالرغم من كثافة هذه الاحتجاجات، والتي ضمت أشخاصًا من غير العرب أو المسلمين، إلا أنها لم تشكّل ضغطًا كافيًا لوقف هذه الحرب، التي استمرت في حصد مزيد من الأرواح باستخدام القوة العسكرية المتقدمة، والسيطرة الكاملة على وسائل الإعلام الأمريكية والغربية، مما أصاب شعوب العالم بالإحباط والإحساس بالعجز، لتبتكر هذه الشعوب آلية جديدة لمواجهة انتهاكات الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني.
حملة شعبية لتأييد التدخل العسكري ووقف الإبادة الجماعية في غزة
وفي تطور جديد، غزت خلال الساعات الماضية منصات التواصل الاجتماعي ما سُمي بـ"حملة شعبية لتأييد التدخل العسكري ووقف الإبادة الجماعية في غزة"، مع هاشتاج "#ProtectPalestine".
يُطلب من كل شخص يرغب في دعم الحملة والاشتراك فيها أن يلتقط صورة لنفسه وهو يحمل لافتة مكتوب عليها "أؤيد التدخل العسكري لوقف الإبادة في غزة"، ثم نشر هذه الصورة على حسابه الشخصي على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، مثل X، فيسبوك، إنستجرام، وتيك توك، مع استخدام الهاشتاج #ProtectPalestine.
تعني هذه العبارة أن الشخص يطالب الممثلين السياسيين والدبلوماسيين بالتدخل العسكري لوقف الإبادة الجماعية للفلسطينيين.
هدف الحملة
تهدف الحملة إلى حشد التأييد الدولي لوقف الإبادة الجماعية والانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في غزة، وتوصيل رسالة للمجتمع الدولي بأن شعوب العالم غاضبة من استمرار جيش الاحتلال الإسرائيلي في ممارسة التطهير العرقي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، مع الحصار والتجويع المفروض منذ بداية الحرب، والذي أدى إلى حدوث مجاعة بين الأطفال ووفاة العديد منهم. كما تيقن المشاركون في الحملة بأن السبيل الوحيد لوقف العدوان الإسرائيلي هو التدخل العسكري، وهو ما يعد تكتيكًا جديدًا في الاحتجاجات الشعبية.
ما هي جنسيات المشاركين في الحملة؟
على عكس المتوقع، لم تقتصر الحملة على شخصيات فلسطينية أو عربية، بل ضمت حسابات لشخصيات ألمانية وإيطالية وهولندية ومن دول شرق آسيا أيضًا، مما يعكس أن قضية الإبادة الجماعية في غزة قضية إنسانية تمس الضمير العالمي، وليست مقتصرة على العرب أو المسلمين.
ردود الفعل على الحملة
من خلال رصد مواقع التواصل الاجتماعي التي استخدمت هاشتاج الحملة #ProtectPalestine، تبين أن البداية كانت بالأمس، ورغم ذلك حصدت حسابات الحملة التي تحمل اسم "ProtectPalestine" آلاف المتابعين، بالرغم من انطلاقها في يناير 2025.
على منصة X، حصد حساب الحملة حتى الآن ما يزيد عن 8000 متابع، أما على إنستجرام فقد تخطى عدد المتابعين 11 ألفًا، وشارك أكثر من 100 شخص بوضع صورهم ولافتات الحملة على حساباتهم. وعلى تيك توك، تجاوز عدد المنشورات التي تدعم الحملة 2000 منشور، كما يزداد عدد المؤيدين على فيسبوك بشكل مستمر.
وبعيدًا عن المنصات، بدأ سياسيون وصحفيون وأكاديميون وجنرالات سابقون في أوروبا وأمريكا برفع أصواتهم بشكل غير مسبوق، مطالبين بتدخل عسكري دولي. بل إن العديد منهم بدأ يتحدث صراحة عن ضرورة تسليح الفلسطينيين، مثل الكاتب الأميركي ماكس بلومنتال الذي قال: "آن الأوان لتوفير وسائل الدفاع للشعب الفلسطيني، كما فعلنا مع أوكرانيا".
الجهة التي تدعم الحملة
عند البحث لمعرفة الجهة الداعمة للحملة، تبين وجود موقع إلكتروني يحمل اسم الهاشتاج "Protect Palestine". وعلى عكس المتبع في المواقع الإلكترونية التي تحتوي على صفحة تعريف بالجهة، لم يوضح الموقع تبعيته لأي جهة، لكنه ذكر في صفحة "الأسئلة المتكررة" أن "حماية فلسطين" مبادرة شعبية تنظمها مجموعات تضامن من مختلف أنحاء العالم، ولا علاقة لها بأي دولة.
لماذا نحمي فلسطين؟
ركزت الحملة على الإجابة عن هذا السؤال: لماذا نحمي فلسطين؟ والإجابة أن القانون الدولي يلزم الدول بذلك، إذ يجب بموجبه إنشاء قوة عسكرية دولية لحماية المدنيين الفلسطينيين، وتسهيل المساعدات الإنسانية، وضمان حق تقرير المصير، خاصة مع وجود أدلة تؤكد ضلوع إسرائيل في الإبادة الجماعية.
أدلة تورط إسرائيل في الإبادة الجماعية
أوضحت الحملة أن هناك أدلة قوية تؤكد تورط إسرائيل، أبرزها قرار محكمة العدل الدولية في فبراير 2024 الذي أقر بارتكاب إسرائيل جريمة التطهير العرقي. كما قدمت الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان والصحفيون أدلة على استهداف المناطق المدنية، وتدمير البنية التحتية، والتهجير الجماعي، والاستخدام الممنهج للتعذيب والعنف الجنسي، بالإضافة إلى تصريحات رسمية من مسؤولين إسرائيليين تعكس نية الإبادة.
شهود العيان
خصصت الحملة صفحة لشهادات من عاشوا في غزة منذ 7 أكتوبر 2023، لتوثيق ما يتعرض له المدنيون من إبادة جماعية، وهو ما يعزز المطالب بضرورة وجود قوة عسكرية دولية لحمايتهم.
السند القانوني للحملة
أشارت الحملة إلى أن القانون الدولي، عند وجود خطر الإبادة الجماعية، يطالب الدول باتخاذ جميع الوسائل، بما في ذلك العسكرية، لوقف هذه الجرائم، ويمنع دعم الأطراف التي ترتكبها. وذكّرت الحملة بأن هذه الالتزامات منصوص عليها في مواد مسؤولية الدول التي أعدتها لجنة القانون الدولي.
الاستراتيجيات التي اتخذتها الحملة
1. الضغط على منظمة التعاون الإسلامي
طالبت الحملة المنظمة بتشكيل تحالف مسلح من الدول الأعضاء، وأتاحت نموذجًا إلكترونيًا لمراسلة سفارات الدول الأعضاء، لكنها لم تتلقَّ استجابة حتى الآن.
2. الضغط على تحالف لاهاي
طالبت الحملة هذا التحالف، الذي يضم 8 دول، بإنشاء قوة عسكرية لحماية الفلسطينيين، وأتاحت نموذج بريد إلكتروني لمخاطبة سفرائهم.
3. مخاطبة البرلمانات الوطنية
أتاح الموقع وسيلة للتواصل مع أعضاء البرلمانات، لحشد الدعم لتشكيل تحالف عسكري لوقف الإبادة.
4. لقاءات إلكترونية
نظّمت الحملة لقاء على منصة X Space في 4 مايو للتعريف بأهدافها.
5. دعوة منظمات المجتمع المدني
وجهت الحملة دعوة للمنظمات للانضمام عبر البريد الإلكتروني.
هل تكون الشعوب هي الحل؟
تصل الحملة إلى محطتها الأخيرة، حيث تطلق مبادرة شعبية لدعم التدخل العسكري، أبطالها أفراد لا تجمعهم أيديولوجيا سياسية، بل إنسانيتهم. وربما تكون هذه المرة الأولى التي تطالب فيها حملة شعبية بالحرب، ما يعكس مدى فظاعة الجرائم الإسرائيلية، ويطرح سؤالًا: هل تنجح الشعوب في ما فشلت فيه الدول؟