علماء: تغيّر المناخ قد يجلب أمراضًا استوائية تنقلها الحشرات إلى المملكة المتحدة
آخر تحديث: الجمعة 23 مايو 2025 - 9:30 م بتوقيت القاهرة
منار عبدالسلام
حذّر علماء من أن تغيّر المناخ قد يجعل المملكة المتحدة عُرضة لأمراض استوائية تنقلها الحشرات، والتي كانت تقتصر سابقًا على المناطق الحارة، داعين الحكومة إلى تكثيف الجهود لاحتوائها خارجيًا.
ووفقًا لخبراء في علم البعوض، فإن خفض المساعدات الدولية سيؤدي إلى انهيار برامج مكافحة الأمراض والعلاج في الدول الموبوءة، مما يزيد من معدلات الوفاة.
وأعلنت وكالة الأمن الصحي البريطانية هذا الأسبوع عن اكتشاف فيروس غرب النيل في بعوض المملكة المتحدة لأول مرة، دون وجود دليل على انتقاله للبشر حتى الآن، مشيرة إلى أن الخطر لا يزال منخفضًا، وذلك وفقا لما نشرته صحيفة الجارديان البريطانية.
ويُعد فيروس غرب النيل من الأمراض المنقولة عبر البعوض، مثل حمى الضنك، وزيكا، وشيكونجونيا، والتي انتشرت تاريخيًا في المناطق الحارة، لكن ظاهرة الاحترار العالمي وسّعت نطاق انتشارها إلى مناطق أكثر برودة، بما فيها شمال وغرب أوروبا. وسُجّل في عام 2024 أكثر من 1400 إصابة محلية بفيروس غرب النيل ومئات حالات حمى الضنك، معظمها في فرنسا وإيطاليا.
وذكر الدكتور روبرت جونز من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي أنه في السيناريوهات الأكثر تطرفًا، قد تتضاعف حالات الأمراض الاستوائية 5 مرات في أوروبا بحلول ستينيات القرن الحالي.
وأشار جونز، إلى أن تغيّر المناخ يُهيئ الظروف في المملكة المتحدة لانتشار الحشرات الناقلة للأمراض الاستوائية، مع تزايد خطر الأوبئة في العقود المقبلة.
وأكّد البروفيسور توم سولومون، مدير وحدة أبحاث حماية الصحة، أن أنواع البعوض الناقلة مثل بعوض الزاعجة "الناقل لحمى الضنك وزيكا" وكيولكس "الناقل لفيروس غرب النيل" رُصدت في المملكة المتحدة، لكنها لم تتكاثر بعد بما يكفي لتسبب تفشيًا.
وأوضح أن ارتفاع درجات الحرارة في البلاد يُغيّر تركيبة أسراب البعوض المحلية، مما قد يؤدي على المدى الطويل إلى انتقال محلي للأمراض، خاصة في جنوب إنجلترا.
ورغم ذلك، لا توجد حاجة حالية لتطعيمات أو أدوية مضادة للملاريا أو لاستخدام طارد الحشرات في الصيف البريطاني.
وترى البروفيسورة هيذر فيرغسون من جامعة غلاسكو، قائدة مشروع "موسكيتو اسكتلندا"، أن أفضل دفاع يكمن في معالجة المشكلة من جذورها في الدول الاستوائية عبر الاستثمار في جهود السيطرة، مشيرة إلى أن طفلاً يموت كل دقيقة بسبب الملاريا، مع تسجيل 600 ألف وفاة وأكثر من 100 مليون إصابة في عام 2023 فقط.
وأضاف أن خفض الدعم الخارجي يُضعف جهود المراقبة والعلاج عالميًا، مما يُمهّد الطريق لتفشي الأمراض في أماكن جديدة، بما في ذلك المملكة المتحدة.
ودعا البروفيسور جيمس وود من جامعة كامبريدج إلى اعتماد سياسات طويلة المدى لتحقيق صافي انبعاثات صفرية، باعتبارها خط الدفاع الأول ضد تفشي الأمراض المنقولة بالحشرات.
وفي المقابل، قال متحدث باسم وزارة الخارجية والتنمية إن الأمن الصحي العالمي يُعدّ أولوية وطنية، مشيرًا إلى أن المملكة المتحدة من أكبر المانحين لمكافحة الملاريا، وقد وقعت مؤخرًا اتفاقية جديدة بشأن الاستجابة العالمية للأوبئة، مؤكدة التزامها بجعل الصحة العالمية أولوية للتنمية الدولية البريطانية.