أسعار النفط إلى أين بعد تصاعد الصراع الإسرائيلي الإيراني؟.. خبراء يجيبون
آخر تحديث: الإثنين 23 يونيو 2025 - 2:55 م بتوقيت القاهرة
سارة حمزة
صعدت أسعار النفط مع بداية التعاملات اليوم، بعد تصاعد حدة الحرب بين إيران وإسرائيل إثر دخول الولايات المتحدة على خط الصراع، حيث قصفت أمريكا ثلاثة مواقع إيرانية. وردت طهران بإعلان إغلاق مضيق هرمز، الممر الملاحي الذي يمر من خلاله نفط دول الخليج العربي إلى أوروبا وآسيا.
قفزت أسعار النفط مع بدء تداول جلسة اليوم بنسبة 5% ليكسر خام برنت حاجز الـ 80 دولارًا للبرميل، قبل أن يتراجع مرة أخرى إلى مستويات 76.4 دولار للبرميل.
التصعيد قد يدفع سعر البرميل إلى 100 دولار
قال أحمد عزام، المحلل المالي الأول في مجموعة إكويتي، إن وصول سعر البرميل إلى حاجز الـ 100 دولار بات احتمالًا متوقعًا. وأوضح أن أي تعطيل جزئي لمضيق هرمز، الذي يعبر من خلاله 20% من تجارة النفط البحري، يمكن أن يدفع خام برنت إلى ارتفاعات متسارعة في ذروة الصدمة نحو مستويات 90 دولارًا ثم 100 دولار تباعًا، وهذا مرهون بحجم الصدمات المسببة للحركة السعرية.
وأضاف عزام في تصريحاته لـ"الشروق" أن كل ارتفاع بمقدار 10 دولارات في أسعار النفط يضيف ما بين 0.4% و 0.5% إلى التضخم في الدول المستوردة مثل الهند ومصر وتركيا، ويضغط على العجز الخارجي، ويدفع البنوك المركزية إلى تأجيل خفض الفائدة. وهذا بدوره يرفع تكلفة التمويل على الشركات والأسر، ويقتطع نحو 0.25% من النمو وفقًا لبيانات صندوق النقد الدولي.
على الجانب الآخر، سيحصد المصدّرون، خاصة دول مجلس التعاون الخليجي وقطر، فوائض مالية إضافية قد تتجاوز 150 مليار دولار إذا استقر متوسط برنت فوق 90 دولارًا لمدة 6 أشهر متواصلة. وهذا سيدعم احتياطياتهم ويُسرّع برامج التنويع، لكنها تأتي مع معضلة استراتيجية: فكل دولار إضافي فوق 100 دولار يهدد بطلب عالمي أضعف، وربما يدفع مستهلكين كبارًا نحو تسريع التحول للطاقة البديلة. لذلك، قد تبدو حسابات الدول المصدرة مرهونة تمامًا بالتأثر الجزئي بالتوترات الجيوسياسية؛ حيث كلما ارتفعت علاوة المخاطرة للدول المصدرة، كلما كان تأثيرها سلبيًا.
مستقبل الطلب على النفط في ظل ارتفاع الأسعار
يرى عزام أن الطلب الكلي على النفط سيخضع لشد وجذب على المدى القصير، حيث سيتجه بعض المستهلكين إلى التخزين الوقائي مما يرفع الشحنات الفورية. لكن استمرار الأسعار المرتفعة والمتقلبة يُرجّح أن يخصم ما بين 200 و 300 ألف برميل يوميًا من نمو الاستهلاك العالمي في النصف الثاني من العام الحالي، بحسب سيناريو المخاطر لدى الوكالة الدولية للطاقة.
النتيجة هي أن السوق قد يعيش أشهرًا من التوتر السعري قبل أن يعيد التوازن نفسه إما عبر تهدئة عسكرية أو عبر تدمير تدريجي للطلب.
إغلاق مضيق هرمز: انعكاسات سلبية على أسعار النفط
قال جاد الحريري، استراتيجي الأسواق المالية في شركة First Financial Markets، إن التصعيد في الشرق الأوسط يدفع أسعار النفط إلى صعود كبير، كما أن التصعيد ينعكس سلبًا على سلاسل الإمداد وارتفاع تكاليف الشحن.
وأضاف حريري في تصريحاته لـ"الشروق" أنه في حالة إغلاق مضيق هرمز، من الممكن أن يدفع ذلك أسعار النفط للارتفاع من 100 إلى 120 دولارًا للبرميل، مما سينعكس سلبًا على اقتصادات الخليج وإيران والدول المصدرة للنفط. كما سيكون له تأثير سلبي على الدول المستوردة مثل الصين والهند، كونهما من أكبر الدول المستوردة للنفط من دول الخليج.