خبراء بيئة: أزمة المناخ أكبر من الأرقام.. و300 مليار دولار لا تكفي دون كفاءات وعدالة

آخر تحديث: الإثنين 23 يونيو 2025 - 10:14 م بتوقيت القاهرة

دينا شعبان

أعلنت وزيرة البيئة، الدكتورة ياسمين فؤاد، أن تنفيذ خطة المساهمات الوطنية 2030 لمواجهة تغير المناخ في مصر يتطلب تمويلاً يتجاوز 300 مليار دولار، مؤكدة أن الرقم يعكس حجم التحدي المرتبط بالأمن الغذائي والمائي في ظل تغير مناخي متسارع.

وأشارت فؤاد إلى أن هذا التمويل لن يتحقق من الموازنات العامة فقط، بل يتطلب إشراك القطاع الخاص خاصة في القطاعات المتأثرة بالمناخ كالمياه والطاقة والزراعة، موضحة أن الحكومة خصصت 500 مليون دولار لتقليل مخاطر الاستثمار البيئي، ما جذب شركات كبرى في مجالات التكنولوجيا النظيفة.

لكن الدكتور صابر عثمان، رئيس مجلس أمناء مؤسسة "مناخ أرضنا"، أوضح أن مبلغ الـ300 مليار دولار لا يعكس احتياجًا سنويًا بل هو تكلفة تراكمية حتى 2030، مشددًا على أن الأزمة ليست في التمويل بل في ضعف الإدارة ونقص الكفاءات البشرية اللازمة لتنفيذ الخطط المناخية بفعالية.

وأكد عثمان لـ«الشروق» أن مصر تمتلك تمويلات لكنها تفتقر لمنظومة حوكمة قوية وكوادر مؤهلة، وهو ما يهدد فعالية أي جهود مناخية مستقبلية، داعيًا إلى استعادة الكفاءات الحكومية أو تعيين بدائل مؤهلة للمرحلة المقبلة.

وأوضح عثمان أن التمويل المناخي يعتمد على مصادر متنوعة تشمل الصناديق الدولية وموازنات الدولة والقطاع الخاص، الذي يُلزم حاليًا بدراسات بيئية متكاملة، لكنه شدد مجددًا على أن بناء القدرات المؤسسية أولوية لا بديل عنها لتحقيق الأثر الحقيقي للتمويل.

من جانبه، كشف الدكتور محمد كامل، رئيس كيان "مهندسون من أجل مصر المستدامة"، عن حاجة القارة الأفريقية لنحو 300 مليار دولار سنويًا لمواجهة تغير المناخ، رغم أنها لا تسهم بأكثر من 4% من الانبعاثات العالمية، معتبرًا هذا التفاوت تجسيدًا لـ"الظلم المناخي العالمي".

وأشار كامل لـ«الشروق» إلى أن أفريقيا رغم ضعف مساهمتها في الانبعاثات، تعاني من تداعيات مناخية قاسية، موضحًا أن مصر تصدر حوالي 250 مليون طن من الانبعاثات سنويًا مقابل 13 مليارًا للصين، ما يكشف التباين الصارخ في توزيع المسؤولية.

وأكد أن هذه التغيرات المناخية لم تعد مجرد تنبؤات، بل واقع يومي يضرب قطاعات الزراعة والصحة والبنية التحتية، وأن التمويل لا يكفي ما لم يتحول إلى مشروعات فورية ملموسة على الأرض.

أما الدكتور مجدي علام، أمين عام خبراء البيئة العرب، فحذر من أن ما نشهده حاليًا هو "جزء من مشهد مناخي كوني معقد"، مؤكدًا أن الظواهر الجوية أصبحت أكثر عنفًا وغير قابلة للتوقع، ما يستدعي استعدادات تتجاوز القدرات التقليدية للدول.

وأوضح علام لـ«الشروق» أن العواصف والرياح أصبحت تهدد الغطاء النباتي، وأن السيول والبرد والثلوج تحدث في غير أوانها، وكلها مؤشرات على هشاشة البنية التحتية، محذرًا من أن ذوبان 4 سنتيمترات من الجليد يرفع منسوب البحر 40 سنتيمترًا، ما قد يؤدي إلى فقدان سواحل وأراضٍ زراعية حيوية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved