قاد البلاد في المرحلة الانتقالية.. من هو الرئيس التونسي الراحل محمد فؤاد المبزع؟
آخر تحديث: الخميس 24 أبريل 2025 - 10:53 ص بتوقيت القاهرة
محمد حسين
أعلنت وسائل إعلام رسمية في تونس، مساء الأربعاء، وفاة الرئيس التونسي المؤقت الأسبق ورئيس مجلس النواب السابق فؤاد المبزّع، عن عمر ناهز 91 عامًا.
ويعد "المّبزع"، من الشخصيات السياسية ذات الحضور القوي في تاريخ تونس المعاصر عقب الاستقلال، حيث بدأ مسيرته في عهد الرئيس الحبيب بورقيبة، وتواصل نشاطه السياسي في عهد الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، حيث شغل عدة مناصب وزارية منها حقيبة الشباب والرياضة، والصحة، ثم رئاسة البرلمان والذي كان بابه بأن يشغل أهم دور في تاريخه مع توليه الرئاسة التونسية بشكل مؤقت بعد هروب "بن علي" إثر الثورة التونسية في يناير 2011.
وأتم "المبزّع"، دراسته المدرسة الصادقية بالعاصمة تونس، ثم سافر إلى فرنسا، حيث درس القانون والاقتصاد في باريس، ما شكّل أساسًا لتكوينه الإداري والسياسي لاحقًا.
وتدرج في عدد من المناصب الحساسة، إذ شغل منصب مدير الأمن الوطني بين عامي 1965 و1967، ثم تولى رئاسة بلدية تونس من عام 1969 إلى 1973، قبل أن يدخل التشكيلة الوزارية وزيرًا للشباب والرياضة عام 1973.
وفي عام 1978، عُيّن وزيرًا للصحة، ثم أسندت إليه حقيبتا الشئون الثقافية والإعلام عام 1979، فاحتفظ بالأولى حتى يناير 1981، وبالثانية حتى ديسمبر 1980.
وبين عامي 1981 و،1986 مثّل بلاده مندوبًا دائمًا لدى الأمم المتحدة، ثم عُيّن سفيرًا لتونس في المغرب حتى عام 1987، كما تولى رئاسة بلدية قرطاج بين عامي 1995 و1998.
وفي 27 أكتوبر 1987، عاد ليتولى وزارة الشباب والرياضة مجددًا في آخر حكومة للرئيس الحبيب بورقيبة، واحتفظ بالمنصب بعد تولي زين العابدين بن علي الحكم في نوفمبر من العام نفسه، واستمر فيه حتى يوليو 1988.
وعلى الصعيد البرلماني، انتُخب نائبًا في مجلس النواب لـ7 ولايات متتالية منذ عام 1964 وحتى 2004، وتولى رئاسة المجلس منذ عام 1997 حتى انتقاله لرئاسة الجمهورية بشكل مؤقت في 15 يناير 2011، عقب فرار بن علي من البلاد.
وكان المبزع، عضوًا في المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الدستوري بين عامي 1974 و1981، ثم في المكتب السياسي لحزب التجمع الدستوري الديمقراطي منذ عام 1997، لكنه أعلن استقالته من الحزب في 18 يناير 2011؛ استجابة للضغوط الشعبية، وتسهيلًا لتشكيل حكومة وحدة وطنية بعد الثورة.
وفي أول خطاب رسمي له كرئيس مؤقت لتونس، ألقى فؤاد المبزع في 3 مارس 2011، كلمة وُصفت بالمفصلية، أعلن خلالها تنظيم انتخابات لمجلس وطني تأسيسي في 24 يوليو من العام ذاته، موضحا أن الدستور القائم آنذاك لم يعد صالحًا بعد الثورة، معتبرًا إياه "عقبة أمام تنظيم انتخابات حرة وشفافة".
وشدد "المبزع"، على أن المرحلة الجديدة لا يمكن أن تُبنى إلا على سيادة الشعب الكاملة، عبر صياغة دستور جديد يضمن الحقوق والحريات.
وحمل خطاب "المبزع"، رسائل طمأنة وثقة، وكان بمنزلة خارطة طريق نحو تحول ديمقراطي، في لحظة كانت البلاد فيها تبحث عن أفق جديد ورغم أن ولايته المؤقتة كرئيس للجمهورية كانت من المفترض أن تنتهي في 15 مارس 2011 وفق الدستور، إلا أنه واصل مهامه لحين انتخاب المجلس الوطني التأسيسي في 24 يوليو من العام نفسه، والذي اختار في سبتمبر 2011 المنصف المرزوقي رئيسًا للمرحلة الانتقالية الجديدة.