سفارة اليمن في مصر تعقد ندوة حول تطورات الأوضاع الإقليمية وانعكاساتها على البلدين

آخر تحديث: الثلاثاء 24 يونيو 2025 - 12:43 ص بتوقيت القاهرة

ليلى محمد

نظمت سفارة اليمن بالقاهرة بالشراكة مع مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية ندوة نقاشية بعنوان "الأوضاع الإقليمية وانعكاساتها على مصر اليمن "، مساء اليوم الاثنين بمقر السفارة.

وحضر الندوة كل من السفير اليمني خالد محفوظ بحاح، والسفير على صالح موسى، القائم بأعمال مندوبية اليمن لدى جامعة الدول العربية، السفير الجزائري محمد سفيان براح، الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، عضو مجلس الشيوخ رئيس تحرير جريدة الشروق، و محمد سعد عبد الحفيظ، مدير تحرير الشروق، والإعلامي بليغ المخلافي، فضلا عن عدد كبير من السياسيين و الدبلوماسيين و الإعلاميين المصريين و العرب.

وفي بداية الندوة أكد السفير خالد محفوظ بحاح في كلمته الافتتاحية على أن هذه الندوة تأتي استمراراً لمشروع الدبلوماسية العامة لتعزيز الحوار الاستراتيجي بين الهيئات الدبلوماسية ومراكز الفكر والمهتمين بالشأن العام في المنطقة، مشيراً إلى تعقيدات الأوضاع الوطنية والإقليمية نتيجة الأحداث المتسارعة في المنطقة، الأمر الذي يتطلب خلق فضاء عام للنقاش وتقديم الرؤى والتصورات السياسية لمواجهتها.

وأضاف: وقد شهدنا ذلك بعد أحداث السابع من أكتوبر ودخول الميليشيات الحوثية على خط التصعيد وما نتج عنه من أضرار مباشرة على الاقتصاد العالمي بشكل عام وعلى مصر واليمن بشكل خاص، مشيرا لما خسرته مصر بما يزيد عن سبعة مليارات دولار من إيرادات قناة السويس، كما خسرت اليمن ما تبقى من بناها التحتية نتيجة الضربات الأمريكية والإسرائيلية.

**ثقل مصر العربي ودورها التاريخي

وأكد بحاح، أن الأحداث الراهنة أثبتت الحاجة إلى تحالفات إستراتيجية لمواجهة المخاطر المحدقة بالمنطقة وأمنها الإقليمي، مؤكدا على ثقل مصر العربي ودورها التاريخي، باعتبارها فاعلاً رئيسياً.

**احتمالية إغلاق مضيق هرمز

فيما تطرق ماجد المدحجي، رئيس مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، لموافقة البرلمان الإيراني على إغلاق مضيق هرمز، معتبراً أنه سيشكل السيناريو الأسوأ في المنطقة، خاصة اذا ما تحرك الحوثيون لإغلاق مضيق باب المندب وبالتالي قناة السويس.

وأشار المذحجي، لمراحل تطور سيطرة الحوثيين على البحر الأحمر، وكيف شكلت نقطة فارقة في تهديد أمن البحر الأحمر والمنطقة بشكل عام، خاصة في ظل التعاون بين الجماعة و الجماعات من غير الدول في القرن الأفريقي وشرق أفريقيا كجماعة الشباب في الصومال والجماعات الإرهابية في شرق ووسط أفريقيا، مشيراً أيضا إلى أن المسارات القادمة ستعتمد على استجابة طهران لمطالب واشنطن، والتي إن تحولت إلى تصعيد العمليات العسكرية فسيكون البحر الأحمر مسرحاً لعملياتها.

بدوره، تحدث الدكتور خالد عكاشة، رئيس المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، عن التطورات الإقليمية في ضوء الصراع المباشر بين إسرائيل و إيران، مشيراً إلى الموقف العربي تجاه هذا الصراع، من خلال الاصطفاف العقلاني المتفهم بأن الإقليم لا يحتمل المزيد من الصراعات.

وأشار إلى أن ما حدث في 13 يونيو ساهم في توحيد الرؤية العربية حول المخاطر المستقبلية لتوسع الصراع.

وحول رؤية الدولة المصرية لهذه التطورات، أشار عكاشة إلى أن مصر تنظر إلى ما يدور في الأراضي الفلسطينية باعتباره شأناً مصرياً خالصاً، وأعتبر أن ما يحدث اليوم من تطورات قد رفع منسوب القلق لدى الدولة المصرية، التي ترى بأن فقدان التوازنات الإقليمية لن يخدم سوى مشروع دولة الاحتلال.

كما أكد عكاشة، على أن الجهود الدبلوماسية التي بذلتها الدولة المصرية خلال الفترة الماضية كانت محاولة لتجنب هذا الصراع، وتهدئة الأوضاع في الإقليم من خلال تجنب إشتراك جماعات دون الدولة في توسيع رقعته، والتي تعتبرها مصر خطاً أحمر حتى لو كانت تحت شعارات قومية أو وطنية.

وأشار إلى أن الحرب الإسرائيلية على إيران قد تنتهي قريباً لكننا أمام معادلة جديدة في المنطقة تحتاج إلى أجندة ومنظومة عمل مختلفة تحمل مشروعاً عربياً رشيداً لمواجهة التحديات والتعامل مع المستقبل بجدية واتحاد يفرض على المجتمع الدولي رؤية عربية واحدة لمستقبل المنطقة.

من جانبه، أوضح الدكتور عبدالفتاح نور أحمد، الكاتب والباحث السياسي الصومالي، أن تهديدات جماعة الشباب والحركات الإرهابية في شرق ووسط أفريقيا على أمن البحر الأحمر والمنطقة اسهمت خلال الفترة الماضية في زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة بشكل عام والبحر الأحمر بشكل خاص.

**استعاده الأمن في الصومال

وأشار إلى أن الصومال اليوم بحاجة إلى جهود كافة اشقاءها العرب وفي مقدمتهم مصر لإستعادة الأمن والاستقرار في هذه البقعة المهمة من القرن الأفريقي التي تؤثر بشكل مباشر على أمن المنطقة.

ومن جانبه، أشار الدكتور حسن أبو طالب، مستشار مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، لما يمكن أن تقدمه الجماعات من غير الدول المتحالفة مع إيران لتغيير موازين الصراع الإسرائيلي الإيراني، بعد التدخلات الأمريكية المباشرة لضرب المفاعلات النووية الايرانية، والتي تعتبر تعبيراً مباشراً عن التدخل الأمريكي لإعادة تشكيل المنطقة بما يتوافق مع المشروع الإسرائيلي.

وتطرق أبو طالب لانعكاسات التحالف الأمريكي الإسرائيلي على قدرة اذرع إيران على الحركة والاسهام في تقوية الموقف الإيراني الذي بات ضعيفاً بعد انهيار منظومة الدفاع الجوي وضعف موقف حلفاء إيران الواضح.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved