وزير ليبي: تركيا تسعى لتحقيق التوافق ببلدنا وعلاقاتنا معها متأصلة

آخر تحديث: الثلاثاء 24 يونيو 2025 - 12:19 م بتوقيت القاهرة

إسطنبول - الأناضول

تركيا هي الشريك الأول لليبيا وهناك تعاون متواصل بين الجانبين
- أدعو لإنهاء المراحل الانتقالية في ليبيا واعتماد آلية تشريعية تقود البلاد للانتخابات
- ليبيا ليست بمنأى عن تداعيات العدوان الإسرائيلي والأمريكي على إيران
- إسرائيل دولة مارقة تجاوزت كل القرارات الدولية والجرائم بغزة هي جرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية

قال وزير الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية الليبية الطاهر الباعور، إن علاقات بلاده مع تركيا "متأصلة"، مشيرا إلى أن أنقرة تسعى لتحقيق التوافق بين الأطراف الليبية.

جاء ذلك في مقابلة أجرتها الأناضول مع الباعور في إسطنبول، على هامش اجتماع مجلس وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي بنسخته الـ51، والذي استمر يومين واختتم الأحد.

وقال الباعور إن "العلاقات الليبية التركية متأصلة وقديمة جدا، وتتسم بالتنسيق في مجالات اقتصادية وأمنية".

وأشار إلى وجود "تشاور بين الجانبين فيما يخدم مصلحة البلدين والمنطقة، فضلا عن اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مجالات البنية التحتية وإعادة الإعمار وتطوير المنشآت".

وأعرب عن أمله في "استمرار التعاون، وأن يكون هناك تطور لخدمة مصلحة شعبينا".

وفي هذا الصدد، أكد وجود "تعاون وتشاور دبلوماسي عالي المستوى، حيث يوجد آلاف الطلبة الليبيين في الجامعات التركية، بالإضافة إلى تعاون في قطاعي الصحة والزراعة".

الباعور اعتبر تركيا "الشريك الأول لليبيا في الجانب الحكومي، أما في القطاع الخاص فرجال الأعمال الليبيون يعتبرون تركيا محطة انطلاقة إلى العالم".

**العملية الانتقالية

وفيما يخص العملية الانتقالية في ليبيا، قال الباعور: "لا يوجد دستور منظم للعمل السياسي في ليبيا، وآخر دستور تم تعديله كان في 1963، وحتى تاريخ اليوم لم يتمكن الليبيون من التوافق على دستور ينظم آلية الحكم السياسي".

وأردف: "بعد ثورة فبراير 2011 (أطاحت بحكم معمر القذافي)، أنشأ المجلس الانتقالي ما يسمى بالإعلان الدستوري، وهو وثيقة دستورية مصغرة تنظم العمل السياسي داخل البلاد، ولكن للأسف لم يتمكن الليبيون من الوصول إلى دستور دائم يقود هذه البلاد وفقا للمعطيات".

وتابع الباعور: "نلاحظ منذ 2011 إلى هذا اليوم، وجود العديد من المراحل الانتقالية، ولكنها فشلت كلها في الوصول إلى الدستور".

وبشأن حكومة الوحدة الوطنية، أكد أنها "أتت من خلال حوار ليبي ليبي برعاية الأمم المتحدة ودعم المجتمع الدولي، من أجل الوصول بليبيا إلى إنهاء المراحل الانتقالية، وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية، ثم الوصول إلى الدستور".

واستدرك: "لكن للأسف لم يتوافق الليبيون، ولم نتمكن من الوصول إلى دستور دائم وانتخابات، بل استمرت الخلافات، والمسببات في عدم القدرة على إجراء الانتخابات لا زالت مستمرة حتى هذه اللحظة".

وعن الجهود لحل الأزمة، قال الباعور: "حاول البرلمان الليبي والمجلس الأعلى الدولة إنشاء بعض القوانين، ولكن للأسف كانت إجراءات أحادية، لذلك لم يستطيعوا تطبيقها".

ودعا إلى "إنهاء المراحل الانتقالية، لأنه لا يمكن أن تبني الدولة الجديدة التي يطمح لها كل الليبيين بوجود مثل هذه المعوقات".

كما طالب الليبيين بـ"التوافق على آلية تشريعية معينة، بحيث تقود ليبيا إلى انتخابات برلمانية، ثم انتخابات رئاسية".

وأشار إلى "محاولات عديدة من بعثة الأمم المتحدة في ليبيا وبعض الأصدقاء وبالأخص تركيا، من أجل خلق توافق بين الأطراف الليبية".

وأعرب عن تطلعاته إلى "نجاح الجهود المبذولة لحل المشكلات العالقة".

وتتتابع بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا جهودا تهدف لإيصال البلد إلى انتخابات تحل أزمة صراع بين حكومتين، إحداهما عينها مجلس النواب مطلع 2022 برئاسة أسامة حماد ومقرها بنغازي (شرق)، وتدير منها كامل شرق البلاد ومعظم مدن الجنوب.

والأخرى حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة ومقرها طرابلس (غرب)، وتدير منها كامل غرب البلاد.

ويأمل الليبيون أن تؤدي الانتخابات التي طال انتظارها إلى وضع حد للصراعات السياسية والمسلحة وإنهاء الفترات الانتقالية المتواصلة منذ الإطاحة بنظام حكم معمر القذافي (1969 ـ 2011).

وفيما يخص انعكاسات التطورات الدولية حيال ليبيا، قال الوزير: "هناك الكثير من المشاكل في المنطقة، وبكل تأكيد تؤثر بشكل سلبي على الموقف الليبي".

وأوضح أن "مشكلة غزة (حرب الإبادة الإسرائيلية) كان لها تأثير كبير جدا في لفت الانتباه عن الملف الليبي، والحرب الدائرة في السودان أيضا (بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023)".

وشدد على أن "كل الجهات تحاول الوصول إلى حل دبلوماسي وحوار توافقي بين الأطراف الليبية، إلى جانب الدعم الدولي من كل الأصدقاء الذين يحاولون المساعدة في تثبيت حالة الهدوء، وفتح الحوار الدبلوماسي".

**العدوان على إيران

وردا على سؤال بشأن تأثيرات العدوان الإسرائيلي على إيران، أفاد الباعور بأن "هناك قلقا شديدا من توسع رقعة الصراع بالمنطقة".

وأشار إلى "خطورة الهجوم الأمريكي على منشآت إيران النووية، وربما يحدث تسرب إشعاعي، وليبيا ليست بمنأى عن هذه المخاطر".

وحذر الباعور من "دخول أطراف أخرى للصراع، ولذلك نعمل وفقا لسياستنا سواء من خلال جامعة الدول العربية، أو الأمم المتحدة، أو الاتحاد الإفريقي على وقف إطلاق النار".

المسؤول الليبي قال: "نحن أعضاء فاعلون في هذه المنظمات، وبالتالي نحاول قدر الإمكان خلق آلية موحدة من أجل الضغط على كل الأطراف لوقف إطلاق النار والوصول إلى حوار دبلوماسي".

وأوضح أنه "لا يمكن لإيران أن تأتي إلى طاولة الحوار بدون وقف العدوان الإسرائيلي، وهو مطلب صحيح".

ومنذ 13 يونيو الجاري، تستهدف إسرائيل منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين بإيران، التي ترد بضرب مقرات عسكرية واستخباراتية إسرائيلية بصواريخ بالستية وطائرات مسيّرة، مما خلف قتلى وجرحى لدى الجانبين.

وفجر الأحد، لم تكتف الولايات المتحدة بدعم عدوان إسرائيل عسكريا واستخباريا ولوجستيا، إذ شنت عدوانا عسكريا جويا مباشرا ضد منشآت فوردو ونطنز وأصفهان ذات الأهمية الإستراتيجية.

**الإبادة بغزة

وفيما يتعلق بحرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة، قال الباعور: "نرفض كل ما يقوم به الكيان الصهيوني (إسرائيل) من اعتداءات وقتل لإخوتنا في فلسطين، خاصة بعد 7 أكتوبر 2023)".

وأكد أن "إسرائيل تجاوزت كل الحدود ورفضت كل الحلول وانتهكت القانون الدولي، وانتهكت القانون الدولي الإنساني، ورفضت كل قرارات الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والعالم الإسلامي".

المسؤول الليبي وصف إسرائيل بأنها "دولة مارقة لا تهتم بأي قرارات أو مبادرات، والجرائم في غزة هي جرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية".

وأشار إلى دعم ليبيا للدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية في 28 أكتوبر 2024.

ولفت إلى رفض ليبيا "إجرام الاحتلال، ولا يمكن القبول بأي مبرر من المبررات الواهية التي يسوقها الإعلام الإسرائيلي، وكان موقف ليبيا واضحا في كل المحافل الدولية".

وشدد في هذا السياق على أن "القضية الفلسطينية تحتاج إلى معالجة حقيقية، فالأطفال في غزة والنساء لا يموتون بالقنابل فحسب، بل بسبب عدم وجود مياه وطعام أيضا، والمجتمع الدولي صامت".

كما اعتبر أن "حماس لا يمكن مقارنتها بالإرهاب الإسرائيلي، فضلا عن أن جل مقاتلي وقادة حماس استشهدوا، وبالتالي هناك معايير مزدوجة في المجتمع الدولي".

ومنذ 7 أكتوبر 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة أكثر من 187 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved