صدام حسين وحماس والإخوان والحوثيون.. لماذا هاجم الجمهوريون والديمقراطيون مرشح ترامب لمنصب السفير الأمريكي لدى الكويت؟
آخر تحديث: الجمعة 24 أكتوبر 2025 - 5:05 م بتوقيت القاهرة
محمد هشام
أبدى الأعضاء الجمهوريون والديمقراطيون في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، أمس، وحدة نادرة في معارضة عامر غالب، مرشح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمنصب السفير الأمريكي لدى الكويت، بعد تدقيق في سجله من التعليقات والمواقف المعادية للسامية.
وقال السيناتور الجمهوري البارز تيد كروز عن غالب خلال جلسة تأكيد التعيين: "أعتقد أن الحقائق واضحة تمامًا، وموقفك الراسخ يتعارض تمامًا مع موقف الرئيس ترامب"، مشيرًا إلى أنه لن يصوت لصالح غالب.
ويتعين على جمهوري آخر الانضمام إلى جميع الديمقراطيين لمنع تأكيد ترشيحه من قبل اللجنة، وفقًا لموقع "ذا هيل" الإخباري الأمريكي. ولم يصوت سوى عدد قليل من الجمهوريين ضد مرشحي ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير الماضي.
وتم ترشيح غالب، وهو أول عمدة مسلم لمدينة هامترامك بولاية ميشيجان، لمنصب السفير في مايو الماضي. وقد أيد غالب ترامب في سباق الرئاسة في سبتمبر 2024 بعد اجتماع خاص معه، مما منح المرشح الجمهوري آنذاك شرعية بالغة الأهمية بين المسلمين، وسط غضب شديد ضد إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ونائبة الرئيس السابقة كامالا هاريس بسبب تعاملها مع الحرب الإسرائيلية على غزة.
وخضع غالب للتدقيق بسبب نفيه ارتكاب حركة حماس عنفًا جنسيًا ضد النساء والأطفال خلال هجوم 7 أكتوبر 2023، وسجله على مواقع التواصل الاجتماعي الذي يُعجب بمنشورات تُشبه اليهود بالقرود، ووصفه الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بالشهيد، وقوله إن جماعة الإخوان "مصدر إلهام"، بجانب تعبيره عن الدعم لهجمات الحوثيين على السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل.
وقالت السيناتور الديمقراطية جين شاهين، العضو البارز في اللجنة: "أفادت وكالة الأنباء المحلية في مدينتكم في أكتوبر 2023 أنكم تزعمون أن تقارير العنف الجنسي الذي ارتكبته حماس في 7 أكتوبر كانت حملة أكاذيب وخداع، وأنه لم يكن هناك أي دليل يدعم وقوع هذه الجرائم ضد الضحايا".
وأضافت شاهين: "عندما التقيت بفريقي قبل هذه الجلسة، لم تنكر قولك تلك التصريحات، وإن كان ذلك صحيحًا، فأنا أُقدر ذلك على الأقل لكونك صادقًا بشأنها، لكنك أكدت اعتقادك بعدم وجود دليل على عنف جنسي ضد ضحايا السابع من أكتوبر".
كما تم توجيه انتقادات لغالب لعدم إدانته عضوًا في مجلس مدينة هامترامك قال إن الهولوكوست كانت عقابًا مسبقًا لإسرائيل على سلوكها في حرب غزة، وكذلك لإشرافه على إقرار قرار يدعم حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات ضد إسرائيل.
وتوجه السيناتور الجمهوري بيت ريكيتس بسؤال إلى غالب: "هل تعتقد أنه من المناسب مساواة إسرائيل، الحليف الديمقراطي الذي يدافع عن نفسه ضد الإرهاب، بالنظام النازي الذي قتل 6 ملايين يهودي بشكل ممنهج؟".
كما سأله السيناتور الجمهوري ديف ماكورميك: "بما أنك أرفع دبلوماسي أمريكي في الكويت، الدولة التي غزاها صدام، فكيف تبرر وصف صدام حسين بالشهيد لنا، بل ولشعب الكويت أيضًا؟".
من جهته، قال غالب إنه اعتاد على "الإعجاب" بكل منشور على وسائل التواصل الاجتماعي كنوع من الإقرار، وليس كإشارة إلى موافقته، وأنه أشاد بصدام في "لحظة غضب" بعد أن هاجمت القوات الإيرانية قواعد أمريكية في العراق في يناير 2020.
وأوضح غالب: "في لحظة غضب، أثنيت على صدام لأنه كبح جماح إيران، وربما كان هذا هو الشيء الإيجابي الوحيد الذي فعله في حياته".
وأضاف أنه لا يملك صلاحية عزل المسؤول الذي احتفل بالهولوكوست، وأنه لا رأي له في قرار حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات في مجلس المدينة.