وزيرة البيئة تبحث مع منسق المبادرة الأفريقية سبل تسريع العمل وتحقيق الأمن الغذائي
آخر تحديث: الأحد 25 مايو 2025 - 10:31 ص بتوقيت القاهرة
دينا شعبان
التقت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، بالسفير سيني نافو، منسق المبادرة الأفريقية للتكيف، والمتحدث باسم المجموعة الأفريقية للمفاوضين وعضو مجلس إدارة صندوق المناخ الأخضر، لبحث سبل تسريع تنفيذ المبادرة، ومناقشة الترتيبات الخاصة بالاحتفال بمرور عشر سنوات على إطلاق الرئيس عبد الفتاح السيسي للمبادرة في عام 2015.
حضر اللقاء الدكتور علي أبو سنة، رئيس جهاز شئون البيئة، وسها طاهر رئيس الإدارة المركزية للتغيرات المناخية والتعاون الدولي.
وأكدت وزيرة البيئة، أن المبادرة الأفريقية للتكيف تمثل علامة فارقة في تاريخ القارة، إذ نجحت في توحيد صوت أفريقيا خلف أولوياتها المناخية، وتجاوزت كونها مجرد مبادرة إلى كونها نموذجًا لوحدة العمل الجماعي في مواجهة تحديات التغير المناخي، موضحة أن المبادرة لم تلقَ نفس الدعم الدولي الموجه لمبادرات أخرى مثل الطاقة المتجددة، رغم أن ملف التكيف يمثل أولوية قصوى للقارة.
وشددت فؤاد على ضرورة تحويل أهداف التكيف إلى مشروعات قابلة للتنفيذ، من خلال صياغتها في صورة استثمارات مدروسة تدعمها الخطط الوطنية والتعاون مع الشركاء الدوليين، بهدف خلق نموذج تنموي أفريقي صلب يمكن تكراره وتعميمه.
وتطرقت الوزيرة إلى أهمية ملف الأمن الغذائي باعتباره فرصة استراتيجية للربط بين التكيف مع آثار التغير المناخي، والحفاظ على التنوع البيولوجي، ومكافحة التصحر، في ظل الزخم العالمي الداعم لذلك بعد صدور الإطار العالمي للتنوع البيولوجي 2030، ونتائج مؤتمر التصحر الأخير COP16، مؤكدة أن تغير المناخ زاد من حدة أزمة الغذاء عالميًا، بالتزامن مع الأوضاع السياسية والأمنية المضطربة.
واستعرضت فؤاد تجربة مصر الناجحة في تقليل مخاطر استثمارات القطاع الخاص في مجال الطاقة المتجددة، مستشهدة بمشروع "بنبان" للطاقة الشمسية، الذي حظي بدعم شركاء التنمية بتمويل بلغ نحو 475 مليون دولار، ودعت إلى تكرار هذه التجربة في قطاع الأمن الغذائي من خلال برامج تستهدف صغار المزارعين، وتوفير الحوافز المناسبة لتشجيع القطاع الخاص.
كما أشارت إلى عدد من المبادرات التي أطلقتها مصر لدعم التكيف، من بينها الخريطة التفاعلية لمخاطر المناخ ضمن الخطة الوطنية للتكيف، ومشروع تمويل المناخ بالتعاون مع الوكالة الفرنسية للتنمية وصندوق المناخ الأخضر، والذي يسهم في تأهيل البنوك لفهم طبيعة تمويل المناخ المختلفة عن التمويل التقليدي.
وأكدت وزيرة البيئة أن مصر ستستضيف الاحتفال بمرور عقد كامل على إطلاق المبادرة الأفريقية للتكيف، مشددة على ضرورة البناء على هذه اللحظة لإطلاق أنشطة مشتركة بالتعاون مع البنوك الوطنية وشركاء التنمية لتقليل مخاطر الاستثمار في الأمن الغذائي، مع إدراج أهداف المبادرة في أجندة مجلس وزراء البيئة العرب خلال اجتماعه المقبل في أكتوبر.
من جهته، أعرب السفير سيني نافو عن تقديره لجهود مصر في دعم المبادرة، مؤكداً أن الاحتفال بمرور عشر سنوات يمثل فرصة للانتقال إلى خطوات تنفيذية ملموسة، وخاصة في مجال الأمن الغذائي والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، التي تعد من الركائز الأساسية للاقتصاد في الدول الأفريقية.
وأوضح نافو أنه يجري العمل على تعزيز الحوار مع البنوك الأفريقية لتحسين آليات تقييم وإدارة المخاطر المرتبطة باستثمارات الزراعة، مؤكداً أن مصر من الدول الرائدة التي يمكن أن تقود هذا التحول.
كما أشار إلى تنفيذ برامج تدريبية متخصصة لبناء قدرات الكيانات الأفريقية وتأهيلها للحصول على الاعتماد من صندوق المناخ الأخضر، بما يعزز فرصها في الحصول على التمويل المناخي، ويساهم في دمج القطاع الخاص ضمن منظومة الحلول المناخية وتمويلها ونقل التكنولوجيا اللازمة لها.