من البحر إلى الموقد.. كيف تؤمن سفن التغويز احتياجات مصر من الغاز؟
آخر تحديث: الأربعاء 25 يونيو 2025 - 4:51 م بتوقيت القاهرة
سوزان سعيد
مع دخول فصل الصيف وارتفاع الطلب على الكهرباء، تبدأ مصر مطلع يوليو في استقبال ثلاث سفن تغويز محملة بالغاز الطبيعي المسال، ما يرفع القدرة الإجمالية لإعادة التغييز إلى 2.25 مليار قدم مكعب يوميًا. هذه الخطوة تمثل نقلة نوعية في ضمان استقرار الشبكة القومية وتلبية احتياجات المواطنين دون اللجوء إلى تخفيف الأحمال، كما حدث العام الماضي.
سفينة التغويز.. وظيفة مزدوجة
ما هي سفينة التغويز؟
سفينة التغويز أو وحدة التخزين وإعادة التغييز العائمة (FSRU) هي منشأة بحرية متخصصة في تحويل الغاز الطبيعي المسال من حالته السائلة إلى الغازية، لتسهيل ضخه في شبكة الغاز القومية.
الفرق بينها وبين ناقلات الغاز
بينما تنقل ناقلات الغاز المسال في حالته السائلة فقط، تقوم سفن التغويز بعملية التحويل الحراري، مما يمنحها مرونة عالية في تلبية الطلب المفاجئ، خاصة وقت الأزمات.
لماذا يُنقل الغاز في حالته السائلة؟
الميثان، المكوّن الرئيسي للغاز الطبيعي بنسبة 98%، شديد الاشتعال، ما يجعل نقله في الحالة الغازية خطرًا، خصوصًا عبر البحار. لكن عند إسالته، يصبح الغاز أكثر أمانًا وأسهل في التخزين والنقل، إذ يتقلص حجمه بشكل كبير.
مراحل الرحلة من السفينة إلى المستهلك
1. التخزين في درجات متجمدة
يتم نقل الغاز إلى صهاريج خاصة على متن السفينة ويُخزن عند -162 درجة مئوية للحفاظ على حالته السائلة وضمان سهولة التحكم في نقله.
2. إعادة التغييز إلى الحالة الغازية
يُعاد تسخين الغاز تدريجيًا باستخدام مياه البحر أو وحدات تسخين صناعية حتى يعود إلى حالته الغازية.
3. الضخ في الشبكة القومية
يُنقل الغاز عبر أنابيب من السفينة إلى شبكة الغاز القومية، ومنها إلى محطات التوزيع أو مباشرة إلى المستهلكين.
أهمية استراتيجية لسفن التغويز
مع تصاعد التوترات الجيوسياسية وصعوبة الاعتماد على خطوط الإمداد التقليدية، تُعد سفن التغويز حلاً مرنًا وآمنًا لضمان تدفق الغاز إلى مصر. هذا النموذج بات خيارًا أيضًا لدول أوروبية عانت من توقف الإمدادات الروسية في ظل الحرب الأوكرانية، ما يعزز من أهمية هذه التكنولوجيا في مزيج الطاقة العالمي.