مسؤول في إدارة ترامب يشير إلى الدولة العميقة بعد الضربات الأمريكية على إيران ويثير الجدل
آخر تحديث: الأربعاء 25 يونيو 2025 - 5:57 ص بتوقيت القاهرة
أدان مسؤول كبير في الوكالة الفيدرالية المشرفة على شؤون الموظفين بإدارة ترامب، الغارات الأمريكية على إيران ووصفها بأنها "بلا جدوى"، معتبرا أن القرار اتخذه أعضاء من "الدولة العميقة".
ووصف أندرو كلوستر، المستشار القانوني في مكتب إدارة شؤون الموظفين الأمريكي، الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة على منشآت نووية إيرانية بأنها "لا جدوى منها"، ملمحا إلى أن القرار جاء نتيجة تأثير ما يعرف بـ"الدولة العميقة" في واشنطن على الرئيس دونالد ترامب، حيث انتقد في سلسلة منشورات عبر منصة X (قام لاحقًا بحذفها)، السياسة الأمريكية تجاه إيران، ووجه انتقادات للدعم الذي قُدّم سابقًا لإسرائيل، ولتقليل واشنطن من خطر حصول طهران على سلاح نووي.
وبعد إعلان ترامب عن نجاح الضربات، كتب كلوستر ساخرا: "أعتذر، ولن أشكك مرة أخرى في قوة الدولة العميقة".
كما أعاد نشر منشور آخر اعتبر النزاع بين إيران وإسرائيل "اقتتالا قبليا"، وذلك بعد مزاعم عن "خرق" طهران اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصل إليه ترامب ليلة الاثنين.
وقد أثارت هذه التصريحات جدلا واسعا، نظرًا إلى أن كلوستر يشغل منصبا يمكن الاستغناء عنه في أي وقت باعتباره موظفا سياسيا. ويُعد منصبه جزءا من آلية تنفيذ توجيهات ترامب "اللائحة F"، التي تهدف إلى إلزام الموظفين غير السياسيين بتنفيذ سياسات الرئيس.
وتعكس تصريحات كلوستر حالة القلق لدى مؤيدي ترامب المناهضين للتدخلات الخارجية، الذين يخشون أن يؤدي التصعيد مع إيران إلى صراع طويل ومكلف، على غرار ما جرى في أفغانستان والعراق وسوريا.
وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، قد دعت أنصار ترامب إلى "الثقة به" وتحقيق "السلام من خلال القوة". وبعد يومين من الهجوم، عاد ترامب إلى خطابه الرافض للحروب، وتوسط لوقف إطلاق النار يوم الاثنين، ثم مارس ضغوطا على الطرفين بعد "خروقات" جديدة يوم الثلاثاء.
ووصف مصدر مقرب من البيت الأبيض منشورات كلوستر بأنها "سخيفة". وامتنع كلوستر عن التعليق، كما رفض البيت الأبيض الإدلاء بأي تصريح، وفق ما ذكرت صحيفة "نيويورك بوست".
وشغل كلوستر أيضا مناصب نائب المستشار القانوني العام ولاحقا القائم بأعمال المستشار القانوني العام في مكتب إدارة شؤون الموظفين خلال إدارة ترامب الأولى، بالإضافة إلى مناصب عليا في وزارة النقل ووكالة حماية البيئة.
وتُعد التغريدات أحدث الأزمات المتعلقة بالمسؤولين المعينين من قبل ترامب الذين يُكلفون بتشكيل إدارته، حيث يُزعم أن مدير شؤون الموظفين الرئاسية سيرجيو غور هو من أثار خلاف ترامب هذا الشهر مع إيلون ماسك.
وكشفت مصادر أيضا أن غور، المسؤول الأعلى في الإدارة المكلف بفحص المتقدمين للوظائف، لم يقدم أوراق الحصول على تصريح أمني حكومي قياسي، وعلى الرغم من قوله إنه من مالطا، إلا أنه لم يولد في هذه الجزيرة المتوسطية.
وقالت كاروين ليفيت في السابق: "سيرجيو غور مستشار موثوق به للرئيس ترامب، ولعب دورا حاسما في مساعدة ترامب على تشكيل أكثر الإدارات موهبة في التاريخ".
وقد أشاد كل من ترامب ونائب الرئيس جي دي فانس بعمل غور في تعبئة كوادر الإدارة الثانية، حيث أكد فانس على "جهوده لضمان توظيف مؤيدين ملتزمين ومبدئيين لسياسة أمريكا أولاً في حكومة الرئيس".
ووصفت مصادر مقرّبة من البيت الأبيض كلوستر بأنه صديق مقرب وحليف لسيرجيو غور، في حين لم يرد كلوستر على طلبات صحيفة "نيويورك بوست" للتعليق، وفيما رفض البيت الأبيض الإدلاء بأي تعليق.