الأردن: نفخ مستوطنين إسرائيليين في بوق بالمسجد الأقصى تدنيس لحرمته
آخر تحديث: الإثنين 25 أغسطس 2025 - 7:07 م بتوقيت القاهرة
عمان/ الأناضول
أدان الأردن، الاثنين، قيام مستوطنين إسرائيليين بالنفخ في بوق داخل المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة، معتبرا ذلك "تدنيسا لحرمته".
جاء ذلك وفق بيان لوزارة الخارجية، أدانت "بأشد العبارات، الاقتحامات والانتهاكات المتواصلة التي يقوم بها المستوطنون والمتطرفون للمسجد الأقصى المبارك وقيامهم بممارسات استفزازية داخل الحرم القدسي الشريف من ضمنها النفخ في البوق داخله، وذلك تحت حماية شرطة الاحتلال".
واعتبرت ذلك "انتهاكا صارخا للوضع القانوني والتاريخي القائم في المسجد الأقصى، وتدنيسا لحرمته، وتصعيدا استفزازيا غير مقبول"، محذرةً من "عواقب استمرار هذه الانتهاكات".
وأكدت أن "استمرارها بالصورة الممنهجة التي يقوم بها المتطرفون وبموافقة وتسهيل من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي في القدس تعد مؤشرا خطيرا على مقامرات الحكومة الإسرائيلية المتطرفة باستقرار وأمن المنطقة وتجاوزاتها للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والوضع التاريخي والقانوني القائم في مدينة القدس ومقدساتها".
وشددت على أنه "لا سيادة لإسرائيل على المسجد الأقصى"، وعلى "رفض المملكة المطلق وإدانتها الشديدة لمواصلة الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى المبارك من قبل المستوطنين المتطرفين وبعض المسؤولين الإسرائيليين".
واعتبرته "خرقا فاضحا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ومحاولة لفرض وقائع بالقوة على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة".
وأعادت التأكيد على أن "المسجد الأقصى المبارك بكامل مساحته البالغة 144 دونما هو مكان عبادة خالص للمسلمين".
ولفتت إلى أن "إدارة أوقاف القدس وشئون المسجد الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية هي الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة شؤون المسجد الأقصى المبارك، وتنظيم الدخول إليه".
ودائرة أوقاف القدس، التابعة لوزارة الأوقاف والمقدسات والشؤون الإسلامية في الأردن، هي المشرف الرسمي على المسجد الأقصى وأوقاف القدس (الشرقية)، بموجب القانون الدولي، الذي يعتبر الأردن آخر سلطة محلية مشرفة على تلك المقدسات قبل احتلالها من جانب إسرائيل.
واحتفظ الأردن بحقه في الإشراف على الشئون الدينية في القدس بموجب اتفاقية "وادي عربة" للسلام، التي وقعها مع إسرائيل في 1994.
وفي مارس 2013، وقع العاهل الأردني عبد الله، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، اتفاقية تعطي المملكة حق "الوصاية والدفاع عن القدس والمقدسات" في فلسطين.
وفي وقت سابق الاثنين، اقتحم مستوطنون إسرائيليون المسجد الأقصى، ونفخوا بالبوق، وهو أحد أدوات الطقوس اليهودية، ويرمز فيه إلى السيادة الإسرائيلية.
وحذرت محافظة القدس، الاثنين، من خطورة النفخ ببوق "الشوفار" داخل المسجد الأقصى، وقالت في بيان، إن "هذا الفعل لم يعد طقسًا دينيًا عابرًا، بل أصبح أخطر أدوات الاحتلال لفرض سيادته المزعومة وتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في الأقصى".
ويؤكد الفلسطينيون أن هذه الاقتحامات تأتي ضمن مساع إسرائيلية مكثفة لتهويد القدس الشرقية، بما فيها المسجد الأقصى، وطمس هويتها العربية والإسلامية، متمسكين بها عاصمة لدولتهم المنشودة.
وتأتي الاقتحامات في وقت تشن فيه إسرائيل بدعم أمريكي حرب إبادة جماعية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، خلّفت 62 ألفا و744 شهيدا، و158 ألفا و259 جريحا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 300 فلسطيني، بينهم 117 طفلا.
وبموازاة حرب الإبادة بغزة، قتل الجيش الإسرائيلي والمستوطنون في الضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما لا يقل عن 1015 فلسطينيا، وأصابوا نحو 7 آلاف آخرين، إضافة لاعتقال أكثر من 18 ألفا و500، وفق معطيات فلسطينية.